سنوات عديدة مضت علي بدء إيران برنامجها النووي الذي يحلو لوكالات الأنباء الغربية وصفه دائما ب( المثير للجدل), شبعنا خلالها تأكيدات من طهرا ن بأن برنامجها يقتصرعلي إنتاج الطاقة للاستخدامات السلمية, فيما تتباري الدول الكبري لإثبات أنه برنامج عسكري لإنتاج سلاح نووي. حيكت سيناريوهات أمريكية وإسرائيلية لتوجيه ضربات عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية, وحبسنا أنفاسنا مرات عديدة خوفا من إجهاض المشروع النووي الإيراني ومن تداعيات هذا الصراع الخطيرعلي المنطقة بأسرها سواء التأثيرات الإشعاعية التي ستنتج عن استهدافه وتدميره أومن التطورات العسكرية اللاحقة له والنتيجة.. لا إيران توقفت عن تخصيب اليورانيوم ولا عن إنشاء المزيد من المنشآت والمفاعلات ولا عن المراوغة لمد أمد المفاوضات حتي تأخذ فرصتها الكاملة في إنجاز ما يتخوف منه الغرب وما تخشاه دول الخليج العربي المجاورة لإيران, ولا وجهت واشنطن ضربتها العسكرية( المطرقة الثقيلة) ولا قامت إسرائيل بخطوتها التي لوحت بها عشرات المرات وكأنها تنتظر الضوء الأخضر للانقضاض علي طهران. النتيجة الوحيدة التي ترتبت علي هذه القصة المملة هي سباق التسلح في المنطقة لتأمين دول الخليج إزاء هذا البرنامج الإيراني.. صفقات أسلحة بقيمة83 مليار دولار أنعشت صناعة الأسلحة الأوروبية والأمريكية من الكساد الذي تعانيه, ووظائف جديدة لآلاف العمال في القارة العجوز والولايات المتحدة علي نفقة الدول المتخوفة من الأسلحة النووية الإيرانية الأمر الذي سينعكس بالضرورة علي اقتصادات هذه الدول وعلي العمالة الوافدة إليها من كل القارات وبالذات العمالة العربية التي بدأ برنامج جاد لتصفيتها واستبدالها بعمالة محلية. هؤلاء هم أثرياء العالم الذين يحركون الصراعات في أركان الكرة الأرضية لصالح اقتصاداتهم المتداعية, هم من ينفخون في الاختلافات المذهبية والطائفية ويحرضون دولا علي دول, ويسلحون جيوش كل الأطراف المتصارعة لكي تظل مصانعهم مفتوحة تعمل بكامل طاقتها لتغذية الحروب بين الفرقاء والجيران لتحقيق مزيد من الانقسامات. كل الأطراف المتصارعة تخسرالماضي والحاضر والمستقبل لتنتفخ جيوب الأثرياء في أوروبا وأمريكا من صناعة وتجارة السلاح.. ليجلس الأثرياء في الفنادق والقصور يتابعون عن بعد مجريات الأمور علي الجبهات الملتهبة هنا وهناك. والنهاية لن تكون مفاجئة لأحد إلا لنا نحن عندما نصحو يوما علي إجراء إيران لأول تفجيراتها النووية لتعلن للعالم كله انضمامها لنادي الكبار.. وقتها سنبحث عن مشترلأكوام الخردة التي تراكمت لدينا في صورة أسلحة تقليدية ب83 مليار دولار..هذا هو البرنامج. رابط دائم :