السياسة والسياسيون لا يهتمون ولا يعرفون العواطف لأنهم يهتمون بتحقيق المصالح بمعني أن السياسي الناجح هو من يحقق المصالح له ولحزبه ولأبناء دائرته وبأي وسيلة حتي ولو كانت غير مشروعة ولأن المصريين جميعا في هذه الفترة أصبحوا جميعا سياسيين سائق التاكسي والموظفين في مكاتبهم وأفراد العائلة في منازلهم والأصدقاء في المقاهي والنوادي لا كلام لهم ولا حوار الا في ما يدور من أحداث وما يقرأونه في الصحف أو ما يشاهدونه في شاشات التليفزيون والقنوات الفضائية المتعددة وحتي أنا الذي عشت في بحر النغم( الموسيقي والغناء) أكثر من خمسين عاما أصابني الوباء والمرض السياسي فبدلا من الكتابة في هذا المكان عن تجربتي وذكرياتي وأحوال الموسيقي والموسيقيين أجد نفسي مضطرا لأن أكتب عن الثورة وعن الأفكار والمقترحات التي ينادي بها المتشددون وغيرهم من أصحاب الدعوة والذين يسمونهم( التيار الإسلامي) والسؤال الذي يحيرني وأرجو وأتمني أن يكون له إجابة( هل الإسلام ضد الحضارة؟) فعندما تنشر الصحف أن هناك قرارا بإلغاء حصة التربية الموسيقية في المدارس وعندما يقول الطلبة والتلاميذ أن بعض المدارس والمدرسين قاموا بالغاء حصة الرسم وهل هذا في صالح الثورة والعهد الجديد وهناك أسئلة كثيرة تدور في ذهني وفي أذهان الناس والسؤال الأول هل إجراء الانتخابات البرلمانية في هذه الفترة المشحونة بالمظاهرات والمشاحنات والاعتصامات تأتي بمجلس نواب لا اعتراض عليه من الشعب والمحاكم الدستورية وهل مقاطعة كثير من الأحزاب ولجنة الإنقاذ للحوار في صالح العمل الوطني وكثيرون يعتبرون المقاطعة والحوار هروبا من المعركة وعند هروب هذه الأحزاب ولجنة الإنقاذ ستكون النتيجة لفصيل واحد وهو ما يسمونه بالتيار الإسلامي وهذا حقهم لأنهم قاموا بدعوتكم للحوار والمناقشة وأنتم رفضتم والديمقراطية التي تنادون بها تدعو للحوار في كل وقت وبغير شروط من أي فصيل ونرجع ونقول ياريت كنا شاركنا ويكون لنا دور في البناء وإذا كان هناك تخوف أو اعتراض لإجراء الانتخابات في هذه الفترة فهذه مسئولية الإدارة والحكومة وتخفيف الاحتقان الموجود في الشارع وغلاء الأسعار وليس من المعقول أن تجري انتخابات وهناك ثلاث محافظات في حالة عصيان مدني والمطلوب أن تكون هناك حملة لنبذ العنف في الكلمة وفي الصحافة وشاشات التليفزيون وإلغاء الكثير من البرامج الكلامية والاعتصامات الفئوية وحتي لا نكون ماده للسخريه لابد وأتمني أن تعود هيبة الحكومة والمسئولين وليس السخرية منهم وهيبة الشرطة وهيبة المحاكم ورجال القضاء وأن تبتعد كل أجهزة الإعلام عن لغة التخوين والترويع وكل الثورات كانت تصاحبها نهضة ثقافية وفكرية وفنية وتكون في خدمة الثورة والارتقاء بمبادئها واختفاء الفن والثقافة وعدم وجود دور لها خلق نوعا من الخوف والعنف ولابد أن نعلم أن للفن أسلوبا خاصا يبعث علي الارتفاع بالقيم الإنسانية والقيم الجمالية والإرتقاء بالعواطف ونتخلص من العنف الذي أفسد حياتنا اليومية وحقيقة الأشياء السير للأمام وليس الرجوع للخلف والثقافة والأدب والمسرح والسينما والإذاعة والتليفزيون تقدم لنا فنونا جيدة لأنها تؤثر في النفس وتسمو بكل البشر ومصر والمصريون هم أصحاب الحضارة ومنارة المنطقة العربية والشرق الأوسط وهذه مسئوليتنا فيجب الحفاظ عليها وإلي الأمام. والله ولي التوفيق. رابط دائم :