فورا ودون اي تأخير, لابد من تأسيس مركز أبحاث راقي المستوي, يتخصص في شئون سيناء يمسح سيناء كما هي علي ارض الواقع, مسحا علميا شاملا متجددا, للشواطيء والجبال والامطار والزراعات والمراعي ومصادر المياه والحضر والبادية والقبائل والعشائر والعادات والتقاليد والسكان وكافة المرافق من تعليم وصحة وخدمات نقل الي اخره. هذا المركز ضرورة لاتحتمل التأجيل, لان سيناء مازالت واقعا غير معلوم لنا في أكثر تفاصيله, نحن نعلم عنها القليل. وهذا القليل يتجاوزه الزمن, وتتضاءل قيمته بمرور الايام, هي معلومات اقل من أن تلبي حاجات ومطالب الاندماج الذي نتمناه بين سيناء والوادي. هذا المركز يخدم الاعلام, يخدم الممستثمرين ورجال الاعمال, يخدم كافة مؤسسات الدولة, يخدم المجتمع المدني, باختصار هذا المركز يرفع العصابة عن العيون التي اعماها غياب المعلومات. سيناء ليست في حاجة الي المزيد من الاغاني العاطفية والقصائد الوطنية, نحن نخسر كثيرا حين نختصر العمل في الاغاني وحين نختصر التنمية في القصائد. نحن دفعنا ثمنا غاليا لتحرير سيناء, اكرمناها وشرفناها بان رويناها بدماء الشهداء. ويبقي اكرام الارض وهو عمرانها هو زراعتها هو تحديثها هو تنميتها هو ان نجعلها تزدهر بكل مقومات الحياة, هو ان تدب اقدام البشر فوق ترابها هو ان يتنفس المصريون عبير هوائها.