ما رأيته في ثورة25 يناير أشبه بنمر تم حبسه60 عاما في قفص ضيق وفجأة خرج هذا النمر ولن يعود إلي القفص ابدا.. لا تحاول أن تمتطي ظهره لتصل لأغراضك الضيقة ولا لصالح حزبك لان هذا النمر لن يخدم سوي مصر. ومع أن النمر لا يأكل سوي اللحم إلا أنه تم إطعامه بأسوأ أنواع طعام الكلاب لمدة60 عاما فمن مصلحتك ألا تحاول أن تفعل ذلك ثانية. هذا ما سطره توماس فريدمان في مقالة بنيويورك تايمز بعنوان( لينقذ الله مصر) وأضاف: عندما رأيت شابة ترتدي الحجاب تهاجم أحد مسئولي جماعة الإخوان بشأن سلوك الجماعة الشمولي والعنيف مؤخرا, تأكدت من ان الصراع في مصر ليس صراعا بين متدينين وبين من هم أقل تدينا, فما أعاد مئآت الآلاف من المصريين إلي الشوارع, بمن فيهم الكثير ممن لم يمارسوا الاحتجاج قبلا, هو خوفهم من عودة الديكتاتورية إلي مصر تحت شعار الإسلام. فالصراع هنا الآن حول الحرية وليس الدين. ويرجع جيفري فليشمان علي موقع صحيفة لوس انجلوس تايمز الأزمة إلي أن الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين عاجزون عن تقديم إجابات بشأن الاقتصاد المنهك, وأن المحللين يتساءلون عما إذا كانت ثورة جديدة ستندلع من المناطق العشوائية؟ ويشير الكاتب إلي توقع كثيرين اندلاع ثورة الجياع علي مر سنوات سبقت انتقاضة2011, قائلا إن كثيرين أيضا توقعوا عودة مليارات مبارك الأسطورية للبلاد, لكن اسقاطه لم يؤد لعهد جديد من الرخاء والحرية, وإنه إذا استطاع المنتمون للطبقة الوسطي إعطاء الانتخابات والاستقرار فرصة ليفعلا سحرهما, فإن الشبان العاطلين ربما لا يستطيعون ذلك ويقول: ربما تكون ثورة الجياع التي يخشي منها والمنتظرة منذ زمن قد بدأت بالفعل, ولكن بالحركة البطيئة. ويبدو هذا الهجوم والنقد السريع للرئيس وجماعة الاخوان المسلمين في الصحافة الأمريكية مثيرا للاهتمام لاسيما بعد وصلات المديح والاشادة للرئيس بعد إخراج الجنرالات من المشهد السياسي والدور المؤثر في إبرام اتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل.. فقد وضعت مجلة التايم المرموقة صورة مرسي علي الغلاف منذ شهور قليلة تحت عنوان الرجل الأكثر أهمية في الشرق الأوسط وهذا حدث استثنائي يسعي اليه أي سياسي علي مستوي العالم لانه يعد تقديرا لأهمية دور هذا السياسي ولم تنس الصحافة الأمريكية أن تكيل النقد للمعارضة حيث قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية: إن جبهة الإنقاذ الوطني التي شكلتها شخصيات معارضة للوقوف في وجه الإسلاميين واستطاعت تحقيق نتائج جيدة خلال الاستفتاء علي الدستور, تواجه حاليا خطر التفكك لتصاعد حدة الخلافات والانشقاقات في صفوفها, مما يهدد خططها لتحقيق نتائج جيدة خلال الانتخابات البرلمانية القادمة. وتابعت إن أعضاء التحالف المكون من الليبراليين واليساريين والعلمانيين والموالين للنظام القديم تعهدوا بخوض الانتخابات البرلمانية المتوقعة في ابريل القادم تحت راية حزب واحد لزيادة فرصهم في الانتخابات, إلا أن التناحر, والخلافات الأيديولوجية والفوضي في صفوفهم يقضي علي هذه الفرص, ونتيجة لذلك يقول العديد من المحللين إنه من المرجح أن يحقق الإسلاميون مزيدا من النتائج الجيدة خلال الانتخابات. ويبدو أن تعقيد الموقف السياسي في مصر أربك صناع القرار في واشنطن في اتخاذ مواقف واضحة تنحاز لطرف دون آخر نظرا لسيولة وتغير الأحداث بشكل متلاحق مما دعاهم إلي تبني سياسة الانتظار وإعطاء النصائح للسلطة والمعارضة كما يبدو في مجلة فورين أفيرز مما كتبه إيليا زاروان الخبير ب المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية والمقيم بالقاهرة ويري زاروان ان المصريين يمتلكون موهبة التراجع عند الحافة في اللحظة الأخيرة, وزن البلاد صارعت للبقاء رغم فترات الاضطراب المتكررة والاحتراب الأهلي, لكنه يري أن الاقتصاد المنهك والجو السياسي المسموم, وفقدان الصبر واليأس المتزايدين قد لا يسمحان باستمرار ذلك. ويضيف أن من ضحوا بحيواتهم في الانتفاضة لم يقوموا بذلك من أجل أن تدخل مصر عرجاء في سباق نحو الهوة, وأن من يستمرون في ملء الشوارع لن يرتاحوا حتي يعتدل المسار, أو حتي تستجيب الحكومة علي الأقل لبعض آمالهم. وربما قراءه هذه الأمثلة من الصحافة الأمريكية للشأن المصري تكشف لك بعض الحقائق عن( الصديق الأمريكي). 1 إن اهتمام امريكا بمصر ليس لسواد عين المصريين وانما لان مصر أهم دولة في الشرق الأوسط فهي القائد الطبيعي للعالم العربي وحجر الزاوية للسلام والاستقرار في المنطقة وهي حليف وشريك أساسي لأمريكا لمده تزيد علي35 عاما. 2 إن أمريكا تنتهج دائما سياسة براجماتية واقعية لا تعترف مطلقا بالعواطف تقوم بالأساس علي خدمة مصالحها بالمنطقة. 3 معيار احترام وندية أمريكا لأي نظام يحكم تتوقف علي شعبيته والتفاف الناس حوله حتي لو كان يناصبها العداء وأنها تبتز وتحتقر النظام الذي يري أن استمراره في الحكم يتوقف علي واشنطن لا علي رضا شعبه!! ومهما قدم قرابين لتوطيد العلاقات معها وتاريخ أمريكا مع أصدقائها المعزولين عن شعبوهم مرير ومليء بالعظات من شاه ايران إلي مبارك,, فاتعظوايا أولي الأبصار. محمد علي الهواري مدينة6 أكتوبر رابط دائم :