عندما نجح الإمام الخوميني في إسقاط نظام حكم الشاه في أواخر سبعينيات القرن العشرين من خلال الثورة الإسلامية التي أدارها من منفاه في باريس, صفق له كل دعاة التحرر في العالم لأنه أسقط واحداي من أكثر نظم الحكم ديكتاتورية واستبدادا وقمعا. وعندما اندلعت الحرب العراقية الإيرانية التي دارت رحاها8 سنوات متصلة بين الجارتين المسلمتين, انقسم العالم الإسلامي بين شيعي مؤيد لإيران وسني مساند للعراق, فيما استنكر المسلمون بشكل عام سفك دماء مسلمة زكية في حرب لا مبرر لها.. حتي وضعت الحرب أوزارها وانتهت إلي ما انتهت إليه من تدمير قدرات البلدين العسكرية والاقتصادية, وإنهاك الشعبين وتوقف عجلة التنمية البشرية والاقتصادية لصالح عدوهما المشترك( إسرائيل). مرت السنوات سريعة لتبدأ إيران مرحلة جديدة من إثارة القلق والتوتر والجدل في منطقة الخليج العربي بالاستيلاء علي ثلاث جزر إماراتية بالقوة العسكرية في محاولة للهيمنة علي المنطقة, ثم تطور مشروعها لإثارة النعرات المذهبية بين السنة والشيعة في المنطقة وتقديم الدعم بكل صوره للأقليات الشيعية في أكثر من دولة من دول الخليج. وفيما يمكن اعتباره إدماناي لإثارة الجدل بدأت برنامجا نوويا يهدف إلي إنتاج سلاح نووي رغم إصرارها علي أنه يهدف لإنتاج الكهرباء كطاقة بديلة للبترول المهدد بالنفاد خلال سنوات بغرض الانضمام لنادي الكبار وسط إدانة واستنكار من الدول الكبري, ومحاولات جادة من جانب إسرائيل والولايات المتحدة لإجهاضه من خلال سيناريوهات معلنة تتضمن توجيه ضربات عسكرية مباشرة للمنشآت النووية الإيرانية ما لم يتم التوصل إلي تفاهم من خلال المفاوضات. وبصرف النظر عن حقها في تطوير برنامج نووي سلمي أو عسكري, فالجدل دائر حوله منذ سنوات تحاول طهران من خلاله كسب مزيد من الوقت لإنجازه غير مكترثة بالعواقب ولا بقلق جيرانها الخليجيين. وعلي مستوي آخر, تعمل إيران علي نشر المذهب الشيعي, بدعم الشيعة أفرادا وجماعات وأحزابا بالمال والسلاح والخبراء العسكريين في سوريا ولبنان والبحرين والعربية السعودية واليمن والعراق وغيرها بما لم يعد خافيا علي أحد وما لايمكن إنكاره. آخر الافتكاسات الإيرانية المثيرة للجدل إنتاجها فيلما سينمائيا تجسد فيه شخص الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم للمخرج مجيد مجيدا, ضاربة عرض الحائط بمشاعر المسلمين الغاضبين الذين سبق لهم توجيه انتقادات حادة لإيران لإنتاجها مسلسلين بعنوان( مريم العذراء) و(يوسف الصديق), وكأنها تسعي بكل قوة لاستفزاز المسلمين السنة علي كل المستويات. فلا مرحبا بالجنون والاستهتارالإيراني. رابط دائم :