استبعد أبو الحسن بني صدر، أول رئيس للجمهورية في عهد الثورة الإيرانية، أن يكون دعم إيران لنظام الأسد يجري على أساس طائفي، كون النظامين مختلفين، فالنظام السوري علوي والإيرانيون شيعة. وقال في تصريحات ل"العربية" اليوم الجمعة "البعد الطائفي ضعيف جداً لكن الأسباب السياسية قوية". وفي رده على سؤال حول ما إذا كان آية الله الخوميني يريد إقامة شريط شيعي على ضفتي العالم الإسلامي قال "أثناء الحرب الإيرانية-العراقية جاء الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات إلى إيران وبحثوا معه هذا الموضوع، وقال عرفات للخوميني: لن يسمحوا لك بإقامة شريط شيعي"، ولكن الخوميني أصر على الاستمرار في الحرب ضد العراق ظناً منه أن النظام العراقي سينهار وسيتمكن هو من إقامة ما سماه "الحزام الأخضر"، وبناء على ذلك فرض الخوميني حرب الثماني سنوات على الشعب الإيراني". واحتج الرئيس الإيراني الأسبق بني صدر على توجيه أي ضربة عسكرية لإيران أو فرض مقاطعة اقتصادية عليها، لأن الشعب الإيراني هو الذي سيدفع الثمن الذي وصفه ب"الباهظ". وعن إيران وبرنامجها النووي قال: "إن الحرب لا تمثل سبيلاً لحل القضايا ولن تمنع إيران من إنتاج قنبلة نووية. الشعب الإيراني وحده يستطيع منع إنتاج القنبلة النووية". ويمضي أبو الحسن بني صدر قائلاً: "إن نظام الحكم الإيراني غير قابل للإصلاح لأنه يقوم على أساس الولاية المطلقة للفقيه، حيث إن كل السلطات تتركز بيد الفقيه، فضلاً عن أن خامنئي ليس فقيهاً من الأساس، والصلاحيات التي يتمتع بها ليست لإدارة الشؤون التنفيذية والبرلمانية والقضائية لكنها فقط لممارسة القوة والغطرسة". ويرى أبو الحسن بني صدر أنه لا يمكن استيراد الديمقراطية من الخارج، فإذا كان أي بلد عاجزاً عن إقامة الديمقراطية فلا يمكن للقوى الخارجية أن تجلبها له. وقال "تجربتا العراق وأفغانستان ماثلتان للعيان، حيث توفران نموذجاً لهذا النوع من الديمقراطية. النهوض نحو الديمقراطية يأتي من الشعب، والشعب الإيراني قادر على ذلك، فقد ثار وأسقط حكم الشاه، فلماذا نتصور أنه غير قادر على إسقاط هذا النظام المختلق الذي ليس له جذور في إيران؟!".