إذا كنا في العالم الاسلامي نعلم وقوف الكيان الصهيوني وراء اغتيال علماء بارزين في الطاقة النووية في الشرق الاوسط فهذا امر طبيعي اما ان تنشر مجلة تايم الامريكية مقالا تحت عنوان حرب العصابات خيار اسرائيل لتصفية علماء الشرق الاوسط فهذا يدلل علي مسئولية هذا الكيان عن تلك الاغتيالات. وقد اتبع الموساد الاسرائيلي سياسة التصفية الجسدية منذ اكثر من60 عاما للتخلص من علماء الذرة العرب لخطورتهم علي مستقبلها. وتستمر الحرب الخفية التي يشنها الموساد بالتعاون مع جهاز المخابرات الامريكي سي اي ايه من خلال اغتيال علماء الذرة وابرز القادة والسياسيين دون استثناء لاحد. وفي مصر كان السيناريو مختلف وكانت التصفية بالجملة, وابرز دليل علي ذلك رحلة الطائرة رقم990 تلك الكارثة التي اوجعت قلوب كل المصريين بينهم حيث راح ضحيتها أكثر من217 من أبرز العلماء والعسكريين المصريين3 خبراء ذرة, سافروا الولاياتالمتحدة, وخلال عودتهم الي أرض الوطن تفجر الطائرةوالفاعل مجهول الي الا ان اصابع الاتهام تتجه نحو الولاياتالمتحدة بعدما رفضت اطلاع مصر علي ما جاء في الصندوق الاسود لانه يؤكد تورطها في اسقاط الطائرة. والدليل الاخر ما اكده احد الطيارين الالمان الذي كان علي مقربة من مكان الحادث وروي ان هناك صاروخ كان يتجه نحو الطائرة ادي لتفجيرها في اشارة لتكذيب الرواية الامريكية التي تدعي ان الطيار هو من اقدم علي الانتحار بزعم قوله توكلت علي الله قبل الانفجار بثوان معدودة. كذلك استهدف الكيان الاسرائيل ما يزيد علي6 علماء مصريين في مجال الذرة, كان ابرزهم الدكتور يحيي المشد الذي اغتيل عام1980 لقيامه بابحاث علمية تهدف لانشاء مفاعلات نووية متطورة, وكذلك الدكتورة سميرة موسي التي افادت مصر بابحاث تجعلها قادرة علي انتاج قنبلة ذرية باقل التكاليف, وسمير نجيب الذي رفض الاغراءات الامريكية بالاقامة هناك وقرر العودة لبلده لمواصلة مسيرته العلمية في مجال الذرة. واختفي نبيل القليني عام1975 في ظروف غامضة بعدما اثبت عبقريته في مجال الذرة وحصل علي الدكتوراه في الذرة من جامعة براج, وكذلك نبيل احمد فليفل اصغر عالم ذرة, الذي حقق نجاحات في مجال الطاقة النووية, وعلي مصطفي مشرفة عالم الفيزياء الذي لقب باينشتاين العرب حيث عثر عليه مسموما في عام.1950 ويعتمد الكيان الاسرائيلي علي استخدام مختلف الوسائل المشروعة وغير المشروعة كعمليات الاغتيال او زرع الجواسيس, او تجنيد عملاء لنشر الفوضي والقيام بعمليات انتحارية للوصول الي غايته, ويقوم بدفع اموال طائلة لاحداث الانقسامات ونشر الفوضي والخراب في كثير من دول الشرق الاوسط وهو ما يفتح لها الباب لزرع جواسيسها وعملائها الذين يتسللون لتلك الدول لتنفيذ مخططاتهم العدوانية. ولم تنج طهران من هذه المخططات حيث زرعت فيها اسرائيل جواسيس تمكنوا من جمع معلومات عن ابرز النخب الايرانية لتصفيتها, من خلال التسلل لايران والسكن في منازل قديمة حتي لايثيروا الشكوك حولهم. وطبقا لتايم, اسرائيل لجأت إلي هذه السياسة في طهران بعدما تأكدت من صعوبة توجيه ضربة لمنشآتها النووية لان ذلك قد يمحو تل ابيب من الخريطة وهو ما اكده الرئيس الايراني احمدي نجاد الذي اكد ان من حق ايران ان تدافع عن نفسها. وقد نفذت اسرائيل مخطط اغتيالات استهدف ابرز الكفاءات والكوادر العلمية والسياسية والعسكرية ايضا كان آخرها اغتيال المهندس حسام خوش قائد الحرس الثوري الايراني في سوريا والذي سبقه في قائمة الاغتيالات كل من الدكتور مسعود علي محمدي والدكتور مجيد شهرياري وداريوش رضائي نجاد ومصطفي احمدي روشن, وجميعهم علماء ذرة. وفي العراق اعتمدت اسرائيل في البداية علي سيناريو تهجير العلماء البالغ عددهم3500 حيث عرضت عليهم اموالا ضخمة لحثهم علي الهجرة, لتحرم العراق من الاستفادة من قدراتهم في تطوير اسلحته الكيميائية بعد ان شهدت تطورا ملحوظا, الا انها لجأت بعد ذلك إلي سيناريو الاغتيالات بعدما فشلت مساعيها في اقناع العلماء. وفي هذا الاطار نفذت اسرائيل عمليات التصفية الجسدية بحق ابرز العلماء والخبراء لمنع العراق من احراز اي تقدم علمي, حتي جاء الغزو الامريكي عام2003 ليقضي علي طموحات العراق التي كانت تمتلك نخبة من العلماء الذين برعوا في جميع الانشطة الكيميائية واحدثوا طفرة علمية في العراق, كما ان الغزو الامريكي ساعد اسرائيل في نهب محتويات المنشآت الصناعية المهمة والسيطرة علي موقع المفاعل النووي تموز ونهب اهم الاجهزة المستخدمة في مشروع العراق النووي. ولم تغفل قائمة الاغتيالات الاسرائيلية عن ابرز القادة العرب الذين كانوا غصة في حلقها فقد خططت اسرائيل لاغتيال الرئيس العراقي السابق صدام حسين عام1992 وهو ما اكدته صحيفة التايمز البريطانية. كما حاولت مرارا ان تغتال الامين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي بدد اطماعها في احتلال لبنان.