هل يستطيع طبيب أمراض القلب الشهير معالجة أمراض محافظة أسيوط, وهي من أفقر محافظات مصر, كما عالج الكثيرين من مرضاه سواء في عيادته الخاصة أو في المستشفي الجامعي الذي ارتبط به لأكثر من ربع قرن؟!. سؤال تردد بداخلي قبل أن نلتقي بالدكتور يحيي كشك محافظ أسيوط ابن قرية اللوقا التابعة لمركز ساحل سليم, والذي تولي المسئولية منذ بضعة أشهر, وارتبطت فترة ولايته بكثير من المشاكل والمطبات التي عبرها واحدة تلو الأخري بصوته الهادئ وأسلوبه الرزين في معالجة القضايا حتي مع من أساءوا إليه, وطالبوا بإقصائه عن العمل, لكنه ظل صامدا في وجه تلك التيارات وكل يوم يخطو خطوة جديدة في سبيل إرساء الكثير من القيم والمبادئ والطموحات لأسيوط وأهلها, وخاصة أنه يملك من المبشرات الكثير في المجالات المختلفة, ومنها علي سبيل المثال ما صرح به خلال حوار الأهرام المسائي معه عن انخفاض أسعار اللحوم, ومكافحة الفقر, وتحسين الأحوال الاقتصادية للمحافظة, وجلب الاستثمارات, وحل مشكلات المزارعين مع السماد, والقضاء علي الاختناقات المرورية وغيرها من المشكلات.. والي نص الحوار: * بصفتك مواطن أسيوطي ماهي أكبر المشكلات التي كنت تعاني منها قبل توليك منصب المحافظ ؟ ** أبرز المشكلات هي مشكلة الفقر, والتي يعاني منها أهالي أسيوط والصعيد عامة, وهذا ما شهدته بالمقابلة المباشرة مع المرضي ومرافقيهم بالمستشفي الجامعي أو بالعيادة أو بالقرية التي أنتمي إليها بساحل سليم, وكنت أتمني أن يتنبه المسئولون لهذه المشكلة الكبيرة بدلا من التفرغ لتجميل المدينة والرصف دون تحسين أحوال الناس. * وماذا فعلتم لحل هذه المشكلة عقب توليكم منصب المحافظ ؟ ** عقب تولي منصب المحافظ كان هدفي الأساسي البحث عن حل جذري لتلك المشكلة, وتوصلت إلي أن الحل للقضاء علي مشكلة الفقر, هو جلب الاستثمارات والتي لن تأتي بدون تحسين الخدمات, لذا كان هدفي هو تحسين البنية التحتيه للمناطق الصناعية, وحصلت أخيرا علي مبلغ72 مليون جنيه لتطوير المناطق الصناعية وتطوير الكهرباء وإمدادها بالغاز الطبيعي, هذا فضلا عن التواصل مع عدد من السفراء لعقد أول مؤتمر استثماري خلال مارس المقبل, بحضور الوزراء المعنيين ورجال الأعمال, ونجحت الجهود المضنية في الاتفاق مع سفير بارجواي لجلب مجموعة من المستثمرين للاستثمار بأسيوط والتبادل التجاري فيما بينهم, وهو ما سيعود بالنفع علي أهالي أسيوط من حيث توفير فرص عمل, وتحسين الدخول, وإنعاش الحركة الاقتصادية بأسيوط. * ردد البعض أن الدكتور كشك يهتم بأخونة الديوان العام وترك مصالح المواطنين ؟ ** هذا الكلام غير صحيح تماما, ولكن حقيقة الأمر أنني أستعين بذوي الخبرة من المستشارين الأكفاء, فمنهم من ينتمي إلي جماعة الأخوان, ومنهم من كان ينتمي إلي النظام السابق, وفي كلتا الحالتين هدفي الأول هو قضاء متطلبات واحتياجات المواطنين, وليس أخونة الديوان, لأن كل مرحلة لها متطلباتها ورجالها, ونحن نبحث عن المعيار الأفضل للقيادات. * وماذا عن قيام الدكتور كشك بمكافأة أنصاره من الإخوان والسلفيين بتعيين بعضهم كرؤساء لمراكز ومدن أسيوط ؟ ** نعم قمت بتعيين بعض السلفيين والإخوان في منصب رؤساء المراكز والمدن, ولكنني ذكرت سابقا أن معيارنا في الاختيار هو الكفاءة, ونحن ننبذ الاتجاهات السياسية, ولا ننظر إلي الانتماءات الحزبية, فلا مشكلة لدينا في تعيين أعضاء الحزب الوطني السابقين في مناصب قيادية بالمحليات, طالما لديهم الكفاءة, وخير دليل علي ذلك ترقية السكرتير العام المساعد جمال أدم إلي منصب السكرتير العام ولم يتم الإطاحة به بالرغم من انه محسوب علي النظام السابق, وذلك لكفاءته في العمل ومصداقيته في الأداء. * ارتفاع أسعار اللحوم أصاب الأهالي بالجنون وسط صمت من المسئولين ؟ ** محافظة أسيوط من المحافظات المنتجة للماشية, ولكن نتيجة للضغط علي الأسواق من قبل محافظات الوجه البحري ارتفعت الأسعار, لذا كان هدفنا هو البحث عن حل بديل لتلك المشكلة, وكان الحل في أنشاء ثلاثة مجازر عملاقة سيتم افتتاحها خلال6 أشهر, المجزر الأول للفراخ, ويعد الأكبر علي مستوي الجمهورية, حيث يقوم بذبح12 ألف فرخة في الساعة, أما المجزر الثاني والثالث, فهما لذبح الماشية, ويعدا من أكبر المجاز علي مستوي مصر, ويسهما في القضاء نهائيا علي أزمة اللحوم وسيصل ثمن كيلو اللحوم البلدية إلي40 جنيها, حيث سيتم استيراد الماشية الحية والعجول من أفضل المراعي في العالم بالسودان وأستراليا وسيتم التأكد من سلامتها ومن ثم ذبحها وتوزيعها طازجة في الأسواق وسيتم إمداد محافظات الصعيد باحتياجاتها من اللحوم وتم الاتفاق مع شركة ألمانية تتولي فتح6 منافذ بالمحافظة لبيع اللحوم الطازجة التي سيتم ذبحها بتلك المجازر وبذلك ستنتهي مشكلة أسعار اللحوم بالصعيد تماما وربما بمصر خاصة وان طريق البحر الأحمر سيسهم في نقل المواشي الحية من مواني البحر الأحمر بصورة مباشرة وسريعة. * الفساد متفش بالمحليات فماذا فعلتم لمواجهته ؟ ** لقد أعلنت منذ اليوم الأول لي بالمحافظة أنه لا مكان بيننا لفاسد أو مرتش, وحذرت مرارا وتكرارا بإحالة أي مسئول سيثبت تورطه بقضايا فساد إلي النيابة العامة, وفي نفس الوقت وضعت ضوابط محددة لتكريم الشرفاء ممن سيثبتون جديتهم وأحقيتهم في العمل بترقيتهم ومكافأتهم, وبالتالي وضعنا ضوابط للتعامل مع هذا الأمر بحكمة ودراسة لأخذ القرار في الوقت المناسب, وتم بالفعل التغيير في بعض الأماكن بهدف ضخ دماء جديدة, وإتاحة الفرصة أمام القيادات الشابة لإثبات كفاءتها بفكر جديد. * يعاني مسئولو المحليات من المركزية وهيمنة المحافظ علي جميع القرارات ؟ ** هذه المشكلة كانت موجودة بالفعل بناء علي توجيهات المحافظين السابقين ممن فرضوا قبضتهم الحديدية علي كل القرارات وهو ما أضر بمصالح المواطنين لذا واجهت المشكلة بحكمة وجاهدت منذ اليوم الأول لإعطاء جميع الصلاحيات والتفويض لكل رؤساء المراكز والمدن والأحياء والإدارات المختلفة وحتي النجوع لتيسير مصالح المواطنين علي أن لا يخل كل مسئول بالقانون والعدالة الاجتماعية وفي الاتجاه المقابل أمرت بتشكيل لجنة من المتابعة لفرض رقابة صارمة علي جميع المسئولين لرصد قراراتهم وعدم إتاحة الفرصة لهم للتلاعب بتلك الصلاحيات وتحقيق مصالح شخصية. * ماذا فعلتم للقضاء علي أزمة الاختناق المروري بأسيوط ؟ ** الاختناق المروري وتكدس السيارات من المشكلات الكبيرة التي واجهتنا عقب تولي المسئولية وتوصلنا إلي حلول جذرية منها استكمال كوبري25 يناير والذي نأمل في افتتاحه في أبريل المقبل وسينهي أوجاع الصعايدة وسيخلق شريانا مروريا جديدا في شوارع أسيوط هذا فضلا عن تيسير حركة النقل من وإلي نفق الزهراء الذي لا يعمل بكامل طاقته ونسعي حاليا إلي أخذ موافقة وزير الدفاع لفتح طريق جديد بمنطقة تجنيد أسيوط التي تم نقلها لمكان آخر وبهذا سيكون ذلك الطريق معبرا من منطقة الزهراء إلي شارع الجمهورية وتنتهي الاختناقات المرورية تماما. * تحسنت حالة المياه بأسيوط ولكن ساكني الأدوار العليا لا يجدونها ؟ ** مشكلة المياه من المشكلات التي كانت تؤرق أهالي أسيوط من حيث الرائحة الكريهة والطعم غير الطبيعي وسعينا إلي علاج تلك المشكلة ونجحنا بالفعل ولكننا فوجئنا بمشكلة أكبر وهي عدم وصولها للأدوار العليا وبالبحث في أسباب هذه الظاهرة والمشاريع المتوقفة وجدت أن خزان مياه الجامعة معطل بسبب مأسورة مياه بطول7 أمتار وتم علي الفور تركيبها وانتهت المشكلة وسيتم تشغيل الخزان بدا من الأسبوع المقبل وستنتهي أزمة ضعف المياه تماما بشرق وغرب أسيوط. * تحولت شوارع أسيوط إلي مقلب كبير للقمامة وانتشار الأمراض ؟ ** قمنا بتوقيع اتفاقية بين مصر وألمانيا للقضاء علي أزمة القمامة بالشوارع وسيتم تنفيذ الاتفاقية في أربع محافظات من بينها أسيوط وستقوم الشركة الألمانية بتجميع القمامة وتنظيف الشوارع باستخدام أحدث المعدات في هذا المجال وستتم الاستعانة بشباب وأهالي أسيوط للعمل في هذه الشركة لتوفير فرص عمل للشباب وللتدريب علي تلك الوسائل والمعدات تمهيدا للاعتماد الذاتي علي جهود المحافظة في عمليات التنظيف والتجميل وجمع القمامة. * الباعة الجائلون رفعوا راية العصيان ورفضوا الخضوع لقراركم, فما هو الحل ؟ ** مشكلة الباعة الجائلين مشكلة إنسانية, وتم التعامل معها علي هذا الأساس لذا تم وضع حل جذري للمشكلة من خلال اختيار أماكن بديلة للأسواق العشوائية الحالية بالشوارع وتم طرحها للمقاولين وسيتم الانتهاء منها خلال شهرين هذا فضلا عن تطوير وتحديث السوق الحالية بمنطقة الحمراء وبناء طابق ثان للمحالات والباكيات التجارية ستضم مئات الباعة وستنتهي المشكلة نهائيا وحينئذا سيتم التعامل بحزم وقوة مع المخالفين من محتلي الشوارع والأرصفة من هؤلاء الباعة. * ما العائد الإيجابي من مشروع محور الهضبة الغربية ؟ ** العائدات المتوقعة لمشروع محور الهضبة الغربية المنتظر تنفيذه بالمحافظة تصل إلي30 مليار جنيه كناتج سريع للاستثمار العقاري الذي يتيحه مشروع المحور بفتحه المجال أمام التوسع العمراني وكسر حصار الجبل الغربي لعاصمة الصعيد بعدما وصلت أسعار العقارات إلي أرقام فلكية تعدت30 ألف جنيه للمتر المربع الواحد في بعض مناطق المدينة وتكمن أهمية هذا الطريق في تخفيف حدة الزحام عن وسط المدينة فضلا عن فتح أفاق جديدة للتنمية العمرانية علي جانبي الطريق وسوف يتم تنفيذ هذا الطريق الحيوي بالتعاون مع البنك الدولي وبتكلفة تصل إلي140 مليون جنيه وقد روعي في تصميم الطريق الجديد أن يكون في اتجاهين وبعرض12 مترا ومزود بكل اشتراطات السلامة والأمان, وقد جاء اختيار هذا الطريق بعد دراسات عميقة قام بها عدد من أساتذة الطرق بكلية الهندسة جامعة أسيوط ومسئولي التخطيط العمراني بالمحافظة وبعد دراسة العديد من المسارات لهذا الطريق واختيار أفضلها من منظور خدمة التنمية والاستثمار وفتح آفاق جديدة للسكن والتنمية. * ماذا فعلتم للقضاء علي أزمة رغيف الخبز ؟ ** نحن نعد من أولي المحافظات التي سيطرت علي الوضع سريعا حيث قمنا بتطبيق فكرة جديد وتجربة كانت مفيدة لحل الأزمة وهي توصيل الخبز للمنازل علي غرار طلبات الدليفري لتتحول معاناة الأهالي في الوقوف في طوابير أمام المخابز إلي رفاهية باستلام الخبز داخل المنازل وذلك من خلال مشروع توزيع الخبز علي المنازل الذي وفر أكثر من650 فرصة عمل لقطاع كبير من الشباب وأسهم بشكل إيجابي في تخفيف حدة الزحام علي المخابز, ولم تتوقف خطوات المحافظة عند هذا الحد حيث بدأت في تطبيق تجربة أخري بالتوازي مع التجربة السابقة وهي تخصيص كارت لكل مواطن لشراء خبزه اليومي من المخبز أو منفذ البيع الموجود بمنطقة سكنه ويتيح هذا الكارت لحامله أحقية الحصول علي الخبز يوميا من أقرب مخبز له وتلك التجربة شملت المواطنين الذين لا يوجدون في منازلهم ولا يستطيعون الاشتراك في مشروع توزيع الخبز للمنازل ومن خلال هذا الكارت يتم التيسير عليهم في الحصول علي الخبز في أي وقت ودون عناء الوقوف في طابور وبذلك يتم القضاء علي ظاهرة تسرب الدقيق وبيعه في السوق السوداء خاصة مع التزام أصحاب المخابز بإنتاج الدقيق بكامل حصته في ضوء معايير التجربة الجديدة, وطالبنا أيضا بإنشاء عدد2 مخبز مليوني ونحن بصدد الموافقة علي أحدهما لينتج12 ألف رغيف في الساعة.