عاشت مدينة سمنود بمحافظة الغربية حاله من الصدمة والحزن صباح أمس بعد التعرف علي جثة الطالب محمود محمد القط 15 سنة والذي لقي مصرعه تحت احدي عجلات السيارات الملاكي التي حاولت الفرار من بطش المتظاهرين الذين كانوا يحاصرون مجلس مدينة المحلة الكبري مساء أمس الول واصطدم قائدها بعدد كبير منهم مما أسفر عن سقوط أول ضحية منذ أحداث العنف والشغب التي شهدتها المحلة خلال الفترة الأخيرة للذكري الثانية لثورة25 يناير. وكان مستشفي المحلة العام قد استقبل جثة لصبي مجهول الهوية ولم يتم العثور معه علي أي بيانات لتحديد شخصيته وعنوانه بعد أن قام المتظاهرون بنقله وهو في حالة غيبوبة تامة إثر اصطدام احدي السيارات الملاكي به عندما كانت تفر مسرعة من مكان الاحداث بشارع البحر الرئيسي بمدينة المحلة حيث تم نقل الجثة الي المشرحة. وفي نفس الوقت الذي كانت أسرته تبحث عنه في كل مكان داخل مدينة سمنود وبعد فشلها في العثور عليه توجهه شقيقه الاكبر للسؤال عنه داخل مستشفي المحلة, العام فأخبره الأطباء بأن هناك جثة مجهولة لشاب لقي مصرعه أمس وكانت الفاجعة المؤلمة عندما تعرف علي الفورعلي جثة شقيقه الاصغر ليسقط وسط حالة من الانهيار والبكاء حيث وقع الخبر كالصاعقة علي أفراد أسرته التي انتقلت الي مستشفي المحلة لتسلم جثمانه. وفي لقاء للأهرام المسائي مع أسرته أكد والده ويدعي محمد القط موظف سابق بمجلس مدينة سمنود بأنه لم يكن يتوقع أن يدفع نجله حياته ثمنا لحب الاستطلاع خاصة انه ليس له أي انتماءات سياسية ولم يشارك في أي تظاهرات من قبل. وأشار إلي أن نجله كان طالبا بالمدرسة المهنية بسمنود ويعمل رساما علي الزجاج بإحد المحلات التجارية وبعد حصوله علي راتبه الأسبوعي يوم الخميس الماضي طلب من اسرتة السفر إلي المحلة صباح يوم الجمعة لشراء بعض الملابس الخاصة به ولم يتوقع أحد أن يذهب لمشاهدة أحداث الشغب التي تشهدها المحلة وان يكون ضحية لتلك الأحداث المؤسفة. كما تدخلت عناية السماء أيضا في الكشف عن قائد السيارة التي دهست المجني عليه عندما سقطت اللوحة المعدنية التي تحمل أرقام السيارة في موقع الحادث أثناء محاولة هروبها حيث عثر عليها المواطنون وقاموا بتسليمها إلي ضباط قسم شرطة أول المحلة التي حددت شخصية قائد السيارة و يدعي أحمد محمد عبد الحي بدوي 55 عاما تاجر عقارات ومن أبناء مدينة المحلة الكبري الذي لم ينتظر القبض عليه بعد علمه بتحديد شخصيته وسارع بتسليم نفسه إلي قسم الشرطة, حيث اعترف بارتكاب الحادثة ولكنه نفي قصده الاصطدام به وأنه كان يحاول الهروب بعدما تعرضت سيارته للتحطيم من المتظاهرين بشارع البحر والذين كانوا يتبادلون إلقاء الطوب والحجارة مع قوات الأمن فتم التحفظ عليه وإحالته إلي نيابة قسم أول المحلة للتحقيق معه والتحفظ علي السيارة, بينما انتقل المستشار هاني حسن مدير نيابة أول المحلة إلي مشرحة مستشفي المحلة العام حيث قام بمعاينة جثة المجني عليه وقرر ندب الطبيب الشرعي لتشريحها لتحديد ومعرفة أسباب الوفاة قبل التصريح بدفنها وتسليمها لأسرته لدفنه بمقابر الأسرة بمسقط رأسه في سمنود.