قبل أن تنهار الدولة و مؤسساتها علي جبهة الانقاذ الوطني أن يترجموا وطنيتهم بحق وأن تكون لهم مبادرة تحت إطار وطن آمن يحرم سفك الدماء لزيادة رصيدهم في الشارع. إن ما أشاهده أثناء تغطيتي الأعلامية للصحف والأذاعة والتليفزيون في أراقة دم الأبرياء يفجر أحداث ملتهبة في ثوان وينذر بأستخدام السلاح بصورة جنونية تصيب بلا تمييز قد تصل لحد أصابة أحد أقارب حملة السلاح لأن المتعصب يصاب بعمي لحظي لا يعي ماذا يفعل وكم كان الملثمون يرفعون السلاح ويستغلون التظاهر السلمي لتصفية حساباتهم لا أدري مع من ؟ كل ذلك حملني أمانة في كتاباتي ومداخلاتي التليفزيونية أن أركز في كل كلمة حتي لا يأخذها البعض علي غير محملها. وقصدت أن أحمل جبهات المعارضة النزيهة و الوطنية وقبلها مؤيدي السلطة الحاكمة أن يحكموا العقل لأنقاذ البلد قبل أن تغرق. هذا الكلام دفعني لدعوة الفريق صدقي صبحي سيد أحمد رئيس أركان القوات المسلحة لإعادة طرح تجربته حين كان قائدا للجيش الثالث الميداني في حواره الناجح مع جميع أطراف القوي السياسية وكان شعاره مصر أولا حيث كان أول من أستشعر الخطر علي باقتصاد البلد بعد أن توترت الأوضاع عقب الثورة و كان وقتها يقود محافظات السويس و جنوبسيناء والبحر الأحمر وخص السويس بلقاءات معلنة و غير معلنة ليضع الجميع أمام مسئوليته لحماية البلد, وكان حقا مثالا لنظرية الجميع علي مسافة واحدة من الجيش الثالث و كان يقرب إليه أكثر من ليس له أطماع السياسية لدرجة أن البعض كان يغار من قرب هذا او ذاك حتي كشفت الأيام صدق تفاعله مع جميع الطوائف و نال أحترام وتقدير الجميع. ليس ذلك محابة و أنما من منطلق الأمانة لما لمسته عن قرب أكدته الأيام وأصبح رئيس أركان لجيش مصر حيث عاد ليفاجئ قواته ويناقش الضباط و الجنود مع بداية تنفيذ الحظر الأخير و تأكيده علي ألتحام الجيش مع الشعب. أنه نموذج لحب الوطن و لا أنسي أنه من تنبأ بتراجع الأقتصاد بعد أن لمس في السويس كثرة الأضرابات و التي يعتبرها خبراء الأقتصاد أنها عاصمة الصناعة و التجارة لما تضمه هذه المدينة الباسلة من5 موانئ هامة لشحن و تفريغ البترول و الصيد والحاويات و البضائع فضلا عن معامل تكرير البترول. بالمناسبة شعرت من زيارة وزير البترول الأخيرة للسويس وهي الأولي له بعاصمة البترول كما أطلق عليها جميع فطاحل وزراء البترول أن المهندس أسامة كمال حاد مع الصحافة جدا و يضجر من أي سؤال فيه نقد او استفسار عن وضع يتداوله الرأي العام بل ويبادر بالهجوم علي الصحافة وعلي النقيض في مقابلاته التلفزيونية أرجو أن أكون مخطئا في تقديري وعلي هامش الزيارة أتمني أن يساهم مجمع التفحيم الجديد في حل أزمة السولار حتي لا ندخل في نفق مظلم يهدد بتوقف المخابز وشلل حركة السيارات.