يخطئ من يظن أنه قادر علي أن يعيد مصر دولة للخوف مرة أخري سواء بالتركيز علي ما يتم ارتكابه من عنف وتعذيب ضد المعارضين أو رفع العصا الغليظة والخرطوش والرصاص الحي في وجوهم كما حدث بالغربية وغيرها أمس أو إطلاق يد النائب العام في إصدار موافقات علي اعتقال أشخاص بعينهم أو التروييج ل' فتاوي' تبيح قتل المعارضين وإهدار دمهم باعتبارهم أعداء لدين الله وهو منهم براء. فالذين ينصحون النظام الحالي بإرهاب معارضيه كاذبون; ويصورون الأمور علي غير حقيقتها فقد زال جدار الخوف وتباعدت كوابيسه المحزنة مهما حاول ورثة العصا الغليظة إطلاقه للنيل من أجساد ودماء وأرواح المعارضين, ومثلما تحمل تلك الدولة في ذاكرة المصريين رمز البطش والقهر فإنها تمثل لهم رمز الثورة علي الديكتاتور في كل زمان ومكان وإذا كان سجناء الماضي قد جربوا ظلال دولة الخوف فإن أحراره لا يهابون ليل السجن المظلم ولا نهاره المشدد وسوف تتلاشي تلك الدولة حتما ما بين أكاذيب السجن فيما مضي وأحلام التحرر فيما هو آت. ومثلما يظن المتاجرون بالدين وفتاويه وأحكامه والمتلاعبون بآياته أن الاغتيالات السياسية التي شهدتها تونس مؤخرا يمكن أن تكون جرس إنذار وبروفة عملية لما يمكن أن تشهده مصر فعليهم أن يدركوا أن تونس ملهمة للثورة والثوار ويمكن أن تكون البروفة العملية أيضا لتهاوي نهضة الغنوشي وسقوطها المدوي في الشارع التونسي أمام دماء شكري بلعيد. لذلك أتمني أن تكون الأيام القادمة فرصة لتصحيح الأوضاع الفاسدة خصوصا ما بتعلق بتركيز القوي الحاكمة علي تقوية أركان دولتها بتفصيل القوانين وتحسين صورتها بالقرارات الوردية قبيل انتخابات البرلمان ومحاولات تشويه القوي الوطنية المنافسة ورفع يد البطش الأمني عن شباب مصر لأنهم الأبطال الحقيقيون في الشارع السياسي دون مساع للسلطة أو مكر لسرقة فرح الشعب أو تشويه الغير لمصالح شخصية ضيقة والتوقف الفوري عن تشويه شباب مصر وفتياتها لا لشئ إلا لثورتهم ضد محاولات إحياء دولة الخوف والتعذيب. فلا يعقل أن يتحول ميدان التحرير بين يوم وليلة إلي رمز للتحرش بالنساء ومحولة اغتصابهن بطرق منظمة وممنهجة وليس منطقيا ألا تصطاد حوادث السيارات إلا من يهتف ويصرخ ضد الإخوان وليس مقبولا ألا يخلو شارع في مصر من شكوي اعتقال أو اختطاف أو اعتداء إما للاعتراض علي احتلال مفاصل الدولة في العمل أو الانتقاد بالرأي الكترونيا أو كلاميا ثم نفاجأ بأن النائب العام يقنن القبض علي أكثر من120 شابا من النشطاء وغير ذلك من صور العبث السياسي الذي لا يدري أحد من المسئول عنه. يا سادة طبقوا علي أنفسكم ما قاله رئيسكم لنجاد إيران وهو قراءة التاريخ فأنتم أولي بهذه القراءة لأنكم تسيرون عكس كل شئ من' عقارب' الساعة حتي' قبلة' وعودكم وتعهداتكم التي ذهبت مع الريح وأحلام عودة دولة الخوف. [email protected]