يري البعض أن الرئيس محمد مرسي وجد أن الثورة في خطر فأصدر البيان الدستوري لإنقاذها. ويري آخرون أن كل الشواهد تشير إلي أن الرئيس وجماعته يريدون نسف كل ما يتعلق بالثورة والعودة بمصر إلي صورة الفريقين المتصارعين اللذين يتأهبان إلي صراع أهلي بعد أن نجحت الجماعة في إحراز مركز متقدم في الصراع علي السلطة والكرسي. ويدافع الفريق الأول بمحاولة إقناعنا بأنهم لا يريدون إلا الصلاح والإصلاح ويسعون لتأكيد صدقهم ويرد الفريق الثاني بأن ما يردده المدافعون عن الرئيس والجماعة يتساوي مع الحق في الكذب والتضليل والتلاعب بمشاعر الناس. الصورة التي يمكننا رصدها أنه قبل ثلاثة أيام توجه الآلاف من أتباع وأنصار جماعة الإخوان المسلمين لتأييد الإعلان الدستوري في محيط قصر الاتحادية حيث الرئيس والرئاسة والسلطة التي كانوا يبحثون عنها بينما كان رافضو البيان يهتفون من جديد في ميدان التحرير الشعب يريد تغيير النظام حيث بقايا رائحة دم الشهداء وأنوار الحرية وشمس الميدان التي لا تغيب عن أناس يتمسكون بالرمز وبالثورة ضد الساجدين للسلطة والراكعين للسلطان في عهد المخلوع أو من يلقي بنفسه في طريق الخلع. وما كادت الواقعة الأولي لتقسيم الشعب تحدث وتمر بقليل من حرق مقرات وضربات متبادلة واعتداءات علي رموز وطنية يحترمها الجميع حتي استأنف الإخوان رئيسا وجماعة دعوات التقسيم والخروج علي روح الميدان التي استظلوا بها لسرقة الفرح وخداع الشعب وتأميم ثورته بالدعوة إلي حشد أتباعهم وأنصارهم من مختلف المحافظات لتأييد الرئيس وقراراته وإعلانه الذي يرسخ سطوة الرئيس الفرعون أمام جامعة القاهرة التي أقسم فيها الرئيس علي أن يصون دولة القانون وذلك في مواجهة الحشد الشعبي والثوري لرفض البيان في ميدان التحرير. واختارت الجماعة أيضا تمثال النهضة الذي يذكرنا بالمشروع الذي لم تظهر بركاته حتي الآن والذي يذكرنا بمشروع الجماعة والذي قيل إنه سيتم تنفيذه دون انتقام من الغير أو إقصاء لمعارض أو وأد لأحلام الباحثين عن الحرية والديمقراطية في مواجهة السمع والطاعة. من الجمعة إلي الثلاثاء يتغير الزمان وتتقارب الأماكن ويضع الإعلان الدستوري الفريقين في صراع وقتال علي طريقة ما حدث بالإسكندرية والمنصورة ودمنهور والسويس وأسوان والبقية ستأتي وتتوالي وبدلا من أن تكون النهضة إرادة شعب نخشي أن تصبح النهضة إبادة شعب.