ما بين عقم تهديفي وسقوط عربي كامل, وتفوق للفرنسيين والوطنيين.. جاءت أحداث حصاد الدور الأول لمنافسات النسخة التاسعة والعشرين لبطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا في جنوب إفريقيا. ولم يكتب الدور الأول الكثير من الإيجابيات كما كان الخبراء يتخيلون قبل بدء البطولة, وظهر تراجع لافت في الأداء الفني العام لأغلب المنتخبات, واختفت الإثارة في العديد من المباريات التي سيطر عليها التعادل السلبي, بالإضافة إلي اختفاء العديد من الأسماء الكبيرة التي لم تقدم بداية قوية لها في الدور الأول مثل ديدييه دروجبا في كوت ديفوار, وجيان أسامواه في غانا, ومحمد سيسوكو في مالي, وتشابالا في جنوب إفريقيا, ويونس بلهندة في المغرب, وسفيان فيجولي في الجزائر وجون أوبي ميكيل في نيجيريا, وكالابا وسونزو في زامبيا, سقوط الكرة العربية.. ظاهرة هي الأبرز علي الإطلاق في منافسات الدور الأول لكأس الأمم الإفريقية بعد السقوط الكبير لممثلي الكرة لعربية منتخبات المغرب وتونسوالجزائر, والخروج المبكر من الدور الأول.. وفشلت المغرب خلال منافسات المجموعة الأولي في تحقيق أي انتصارات واكتفت بثلاثة تعادلات مع أنجولا صفر/صفر, والرأس الأخضر1/1, وجنوب إفريقيا2/2, لتحصل علي المركز الثالث في المجموعة. أما تونس فحلت هي الأخري في المركز الثالث برصيد4 نقاط ضمن منافسات المجموعة الرابعة, وكانت لها بداية رائعة بالفوز علي الجزائر1/ صفر, ثم خسرت أمام كوت ديفوار صفر/3 قبل أن تتعادل مع توجو1/1, بينما كانت الجزائر أقل المنتخبات العربية حصدا للنقاط ولم تسجل سوي نقطة واحدة من تعادل مع كوت ديفوار2/2, وخسرت أمام توجو صفر/2, وخسرت من تونس صفر/1 واحتلت المركز الرابع والأخير. ووفقا للأرقام نجد أن الكرة العربية لم تحقق سوي فوز وحيد في لقاء جمع بين تونسوالجزائر, بينما تعادلت في5 مباريات وخسرت مباراتين لتونسوالجزائر أيضا, ويعد منتخبا تونس والمغرب الأعلي تهديفا برصيد3 أهداف لكل منهما مقابل هدفين للجزائر بإجمالي7 أهداف, بينما اهتزت شباك الثلاثي12 مرة, منها5 أهداف في شباك الجزائر, و4 أهداف في شباك تونس, و3 أهداف في شباك المغرب. وبسبب هذه المشاركة الهزيلة تعالت الأصوات التي تدعو إلي إقالة رشيد الطاوسي المدير الفني للمغرب, ووحيد خاليلودزفيتش المدير الفني للجزائر, وسامي الطرابلسي المدير الفني لتونس من مناصبهم قبل العودة إلي التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم المقبلة. العقم التهديفي هو إحدي سلبيات بطولة كأس الأمم الإفريقية, بالإضافة إلي خروج الكرة العربية من الصورة. ولم تشهد نسخة2013 في الدور الأول كرة قدم ممتعة مثلما كانت التوقعات تشير قبل بدء البطولة. وشهدت24 مباراة أقيمت في4 مجموعات إحراز49 هدفا, بمعدل تهديفي2.1 هدف في المباراة الواحدة, وهو معدل متواضع, خاصة أن البطولة لم يعد يتبقي منها سوي8 مباريات فقط علي إسدال الستار عنها, وبالتالي خطر عدم تجاوز الأهداف حاجز ال70 هدفا ودخول نسخة2013 في قائمة أسوأ النسخ تهديفا عندها. وتعد المجموعة الرابعة التي ضمت منتخبات كوت ديفوار وتوجو وتونس والمغرب هي الأعلي تهديفيا بين باقي مجموعات الدور الأول برصيد15 هدفا في6 مباريات. وسجل منتخب الأفيال7 أهداف, أي نسبة تقترب من50% مقابل4 أهداف لمنتخب توجو, و3 أهداف لمنتخب تونس, وهدفين لمنتخب الجزائر. ويعتبر منتخب كوت ديفوار هو الأعلي تهديفيا في البطولة من بين16 منتتخبا شاركت في البطولة برصيد7 أهداف, يليه منتخب غانا الذي سجل هجومه6 أهداف, بينما يعد منتخب إثيوبيا الأسوأ دفاعيا بين باقي المنتخبات واهتزت شباكه6 مرات. وتفوق المدرسة الفرنسية ووجود ثلاثي وطني من أهم المشاهد التي أسفرت عن منافسات الدور الأول, الذي قدم خريطة جديدة بعض الشيء في عالم المديرين الفنيين الذين تأهلوا بمنتخباتهم إلي الدور ربع النهائي. وتكشف الجنسيات عن استمرار لمعان المدرسة الفرنسية في القارة السمراء عقب ظهور3 مدربين في دور الثمانية هم: صبري لموشيه المدير الفني لمنتخب كوت ديفوار الذي تصدر المجموعة الرابعة في أول ظهور له بالبطولة, ومعه وصيفه ديديه سكس المدير الفني لمنتخب توجو, وأخيرا باتريسون المدير الفني لمنتخب مالي وصيف المجموعة الثانية. كما لمعت المدرسة الوطنية هي الأخري بوجود3 مديرين فنيين وطنيين في دور الثمانية, يتقدمهم الوجه الجديد جيمس كوازي المدير الفني لمنتخب غانا صدر المجموعة الثانية برصيد7 نقاط, وكذلك يوجد الوجه الجديد في البطولة أنتونيش المدير الفني لمنتخب الرأس الأخضر صاحب وصافة المجموعة الأولي الذي أطاح بالمغرب من السباق ولم يخسر أي مباراة في الدور الأول, وأخيرا يبرز اسم النيجيري ستيفن كيشي المدير الفني لمنتخب نيجيريا وصيف المجموعة الثالثة برصيد5 نقاط, ولم يخسر الثلاثي كيشي وأنتونيش وكوازي أي مباريات. و,شهدت خريطة التدريب ظهور وجه بلجيكي هو بول بوت المدير الفني لمنتخب بوركينا فاسو, الذي قاد الأخير للصعود إلي دور الثمانية, وقدم عروضا أفضل مما ظهر عليها في البطولة الماضية. خروج فريد من نوعه في الألفية الثالثة, وبطل هذه السطور هو منتخب زامبيا بطل نسخة2012 وحامل اللقب حتي الآن, الذي بات أول منتخب بطل يودع البطولة في الدور الأول خلال رحلة الدفاع عن كأسه في الألفية الثالثة. وفشل منتخب زامبيا بالمجموعة نفسها التي حققت اللقب في غينيا الاستوائية والجابون قبل عام في تحقيق أي انتصارات خلال مباريات الدور الأول وتعادل في3 مباريات ونال المركز الثالث في المجموعة الثالثة. وبدأ هيرفي رينارد المدير الفني المشوار في البطولة بالتعادل المفاجئ مع إثيوبيا1/1, ثم تكرر السيناريو نفسه وتعادل مع نيجيريا1/1 قبل أن يخفق في إنقاذ كأسه أمام بوركينا فاسو وتعادلا بدون أهداف في اللقاء الثالث والأخير ليودع البطولة, التي تعد الأخيرة لدي عدد لا بأس به من لاعبيه الكبار أمثال كريستوفر كاتونجو, وموسيندا, ومويبي, والمثير أن زامبيا البطل هو من تعثر وودع المنافسات من الدور الأول, بينما نجحت منتخبات المربع الذهبي في النسخة الماضية وهي كوت ديفوار في مالي وغانا علي الترتيب في الحصول علي بطاقات التأهل إلي دور الثمانية, وبات هيرفي رينار هو الآخر مهدد بقوة بالإقالة من منصبه بسبب الخروج السيء لزامبيا من منافسات.2013