تزوجا منذ سنوات قليلة, وعاشا معا يحلمان بأن يبنيا بيتا صغيرا, داخل قريتهما المتواضعة بالفيوم, وأن يدبرا ويدخرا خوفا من غدر الزمان وقسوة المستقبل , فالزوج يعمل في إحدي شركات السيراميك, يترك منزله صباحا, بعد أن تودعه زوجته, وفي منتصف اليوم يعود الزوج بعد يوم من شقاء وتعب العمل ليجد زوجته تنتظره تهون عليه ما لاقاه من تعب وإرهاق خلال عمله, يتبادلان الحديث الملئ بالمرح والود, فهما في أوائل فترة الزواج ولا تزال أحلامهما كبيرة يسعيان لتحقيقها في جو تربطه الألفة والحب, فقد كانا زوجين في غاية السعادة. واستمر هذا الحال فترة بين أحمد, و أمل, وهما بالفعل كانا يعيشان حياة تنبثق من اسميها فهو دائما يحمد الله علي كل حال, بينما الزوجة كلها آمال وتطلعات إلي المستقبل لتحسن ظروفهما المعيشية, ولكن هذا المشهد لم يدم طويلا ولم يستمر حتي تتر النهاية, ففي وسط القصة تبدل الحال وتغير إلي النقيض تماما. الزوجان انهارا أمام تحديات الحياة ومشكلاتها, ولم يتمكنا من الصمود أمام تطور تطلعاتهما الذي يتزايد يوما بعد الآخر, لكن كان دائما حقيقة غائبة في تلك الحياة الزوجية البسيطة, وبدا الايمان كلمة افتقدها الزوجان, فالقيم الدينية والايمان هربت من المنزل, أو داخل روحي هذين الزوجين, فكانت نفساهما ضعيفتين ومريضتين, ولم تصل لهما ذرة من الايمان. وأصبح الوضع بين الزوجين مرتبكا ومليئا بالمشاكل فهما يحتاجان, إلي المال الذي أصبح هاجسا لا يهدأ وعطشا لا يرتوي والذي يحقق تطلعاتهما المريضة, ففكروا في طريق يحصلان منه علي المال وبسرعة, فخطرت لهما فكرة يعجز الشيطان عن الوصول إليها. ولكن الفكرة كي تتحقق ويجني من ورائها الزوجان المال يجب أن يتخلصا من كل ما جاء في الدين من القرآن والسنة, والنخوة والرجولة وأيضا الحياء, وغيرها من الصفات فكل ذلك لا يأتي بالمال من وجهة نظرهما بل إنه يأتي بالفقر, الذي طالما كانا كارهين له, وعقدا النية علي تنفيذ تلك الفكرة الشيطانية الدنسة, وأحضرا كاميرا ووضعاها أمام سرير الزوجية, ليصورا العلاقة الجنسية, ومن ثم يقومان ببيع تلك الفيديوهات مقابل مبالغ مالية. وهكذا وأمام هذه الفكرة التي تهتز لها الأرض من هول الفاجعة التي تجعل زوج وزوجة يصل بهما انعدام قيم الدين والأخلاق والنخوة والحياء إلي هذه الدرجة القميئة والمنحطة, فقد باعا كل شيء مقابل المال, واستمرا علي هذا الوضع المخل والمخزي, يقومان بتصوير أفلام جنسية لهما ثم يتم بيعها ورفعها علي المواقع الإباحية علي الانترنت, مقابل مبالغ مالية, واستمرا أيضا يحصلان علي المال مقابل الشرف. ومع مرور الوقت توصل بعض الشباب إلي تلك الفيديوهات من خلال بعض المواقع علي شبكة الانترنت, وتعرفوا علي الزوجين, وبدأت مقاطع الفيديو تنتشر, وتكبر معها فضيحة الزوجين, اللذين ظنا أنهما لن ينكشفا, فكيف سيطلبان من الله الستر وهما من قاما بفضح نفسيهما علي الملا أمام مرأي ومسمع من الجميع. وبعد انتشار مقاطع الفيديو, وصلت معلومات لمباحث الآداب عن تلك الجريمة الشنعاء, ولم يستوعب الضباط هذه الواقعة, أن يقوم زوجان من قرية بالفيوم, وما يوجد في القرية من تقاليد وأعراف, أن يفعلا ما يشين ويصورا نفسيهما وهما يمارسان الجنس ثم يبيعان تلك الفيديوهات مقابل حفنة من الأموال الملعونة.