صدر قرار بعرض المسرحيات الجديدة التي ينتجها البيت الفني للمسرح لمدة15 يوما فقط ولا يستمر العرض اكثر من ذلك الا في حالة تحقيقه لعائد ايرادات يوازي25% من تكلفة إنتاجه, واختلفت اراء مديري المسارح حول هذا القرار خاصة وأن أسعار التذاكر في مسرح الدولة تعتبر اسعارا رمزية والعائد منها ليس كبيرا بحيث يغطي هذه النسبة. وأكد بعضهم أن القرار سيتم تعديله بحيث تكون هذه النسبة من اجمالي سعة المسرح وليس من تكلفة الانتاج, وقال المخرج إيمان الصيرفي مدير فرقة الاسكندرية أن هناك خطأ في الامر والقرار سيتم تعديله بحيث لا يشترط نسبة25% من تكلفة الانتاج وانما25% من اجمالي مقاعد صالة العرض, حيث ان أعظم العروض المسرحية في مصر لم تتمكن بأي حال من الاحوال من تحقيق اكثر من15% من تكلفة انتاجها خاصة في مدة لا تتعدي15 ليلة حتي ولو كانت هذه الليالي كاملة العدد, لأن تكاليف الانتاج يدخل فيها عناصر ثابتة مثل الديكور والملابس وغيرها والتي تحتاج الي مبالغ كبيرة من الصعب تغطيتها في مسرح الدولة, اما نسبة25% من سعة المسرح واكثر منها فمن السهل تحقيقها في العروض الجيدة. واشار الفنان عبد الرحيم حسن مدير فرقة الغد الي أن القرار الذي تم توزيعه علي جميع مسارح الدولة يشترط أن تحقق العروض نسبة25% من تكلفة انتاجها خلال ال15 يوما الاولي من عرضها حتي يسمح بمد العرض ل15 يوما اخري, كنوع من التحفيز لفرق مسرح الدولة لتحقق النجاح وتجذب الجمهور لعروضها مرة اخري الا أن هذه النسبة لا يمكن تحقيقها, وحتي الان لم ينشر القرار المعدل بأن تكون النسبة من اجمالي سعة المسرح. وأضاف أن قيمة تذاكر مسرح الدولة صغيرة جدا في فرق مثل الغد والشباب والطليعة, وبالتالي إذا حقق العرض نسبة10% من تكلفة إنتاجه فهذا رائع جدا, مشيرا إلي أن البيت الفني للمسرح هيئة ذات هدف ثقافي ورسالة وعي لابد من وصولها للجمهور ولا يهدف أبدا لتحقيق الربح مثل القطاع الخاص لذلك قيمة التذاكر فيه تعتبر رمزية, والذي نأمل في تحقيقه هو الوصول لأكبر عدد من الناس خاصة البسطاء منهم واذا استطعنا الوصول لعامل القمامة الفقير في الشارع ودخل الي المسرح مجانا نكون بذلك حققنا النجاح. بينما ايد المخرج عصام الشويخ مدير فرقة الساحة هذا القرار, وقال أن العروض السيئة هي إهدار للمال العام والعرض الذي لا يحقق25% من تكلفة إنتاجه هو عرض فاشل لابد من إيقافه حتي لا يستنزف أموال البيت الفني للمسرح, مضيفا أن الكثير من العروض المقدمة حاليا او التي قدمها البيت الفني منذ قيام الثورة هي في رأيه إهدار للمال العام لانها لا تعبر عن الظروف الراهنة بخلاف ما تقدمه فرقة الساحة, واشار الي أن العرض الذي تقدمه الفرقة حاليا علي مسرح الحديقة الدولية بمدينة نصر بعنوان بهلوان رغم انفه لن يطبق عليه هذا القرار وسيستمر لمدة شهر كامل لانه انتج في فترة سابقة للقرار. اما الفنان محمد دسوقي مدير فرقة مسرح الطليعة فرغم تأكيده علي أن فرق الطليعة والشباب والغد التي تترواح اسعار تذاكرها مابين5 و10 جنيهات من المستحيل أن تحقق25% من نسبة انتاجها حتي في انجح العروض كاملة العدد التي تحقق400 جنيه يوميا, الا أنه يؤيد القرار ويري أنه وسيلة للتغلب علي الازمة الأقتصادية كما انه يعالج مشكلة العروض المسرحية ذات الإقبال الجماهيري والمستوي الفني الضعيف وفي نفس الوقت تكلفتها الإنتاجية عالية. واضاف أن مثل هذه العروض يستمر عرضها لفترات بالتحايل ودعوة الفنانين المشاركين في العرض لأصدقائهم ليشغلوا الصالة, بينما الجمهور غائب عنها ولا تحقق اي نجاح جماهيري والهدف الوحيد من استمراره ارتفاع قيمة مكافآت ابطاله, مؤكدا انه لا صحة لما يتردد عن تغيير القرار بحيث تكون النسبة من سعة المسرح وليس تكلفة الانتاج, كما اشار الي أن القرار معني أكثر بالعروض التي تنتجها الفرق الكبيرة مثل القومي والكوميدي والحديث علي اعتبار أن اسعار التذاكر في هذه الفرق مرتفعة القيمة عن الفرق الصغيرة ويصل بعضها الي50 و100 جنيه. بينما اكد الفنان خالد الذهبي مدير فرقة المسرح القومي أن القرار لن يطبق علي الفرق الكبيرة القومي والحديث والكوميدي وستستمر عروضها30 ليلة, وعبر الفنان حمدي هيكل عن استيائه من القرار وقال هذا القرار خاطيء لاننا نقدم رسالة تنويرية وليست تجارية لا تقاس بالمال وانما بمدي نجاحها في الوصول للناس, لذلك هذه النسبة من الصعب جدا تحقيقها في مسرح الدولة, واذا كان هناك اصرار علي تطبيقه فتحقيق المكاسب والدعاية للاعمال المسرحية ليس دور الفرق المنتجة هو دور ادارات التسويق المختصة والدعاية والاعلان والعلاقات العامة سواء في البيت الفني للمسرح او في قطاع الانتاج الثقافي. وعلي الجانب الاخر قال الفنان ماهر سليم رئيس البيت الفني للمسرح أن القرار يهدف للارتقاء بمستوي العروض المقدمة, والتغلب علي ازمة الميزانيات وزيادة نسبة التشغيل بحيث ينتج البيت الفني للمسرح علي سبيل المثال20 عرض مسرحي بدلا من5 او10 عروض فقط. بينما اكد د.خالد عبد الجليل أن هذا القرار اتخذه المكتب الفني لقطاع الانتاج الثقافي الذي كونه د.محمد صابر عرب وزير الثقافة منذ مايقرب من شهرين, ويرأسه د.أحمد عبد الحليم ويضم في عضويته عدد من المسرحيين منهم الفنان محمود الحديني والمخرج عبد الرحمن الشافعي ود.حسن عطية وانه مقرر للمكتب الفني فقط, و منفذ لقراراته. واكد أن هناك بعض الاقاويل الخاطئة حول القرار, مشيرا إلي أنه لن يطبق علي الفرق الصغيرة وعروض القاعة وانما سيقتصر علي عروض الفرق الكبيرة مثل القومي والكوميدي والحديث, لأنه لا يعقل أن ينفق البيت الفني للمسرح في العام الماضي ملايين الجنيهات علي انتاج العروض والدعاية ولا يزيد العائد خلال العام عن400 الف جنية فقط, مضيفا أن الايرادات هي جزء من تقييم العروض المسرحية ومدي النجاح في توصيل الخدمة الثقافية للجمهور, وطالما أن المسارح خالية كيف تتحقق رسالتها؟.