هاني وأحمد.. صديقان من أبناء قرية الشوبك التابعة لمركز أهناسيا بمحافظة بني سويف, اتفقا علي النزوح للقاهرة للبحث عن فرصة عمل, وفي المنطقة القريبة لمحطة القطار بدأ الصديقان رحلة بحث عن مسكن يؤويهما, وفي منطقة كلوت بك بالأزبكية وجدا غرفة يحتميان بها من الشارع, وحصلا علي فرصة عمل بأحد المقاهي بمنطقة بولاق, وكانا حريصين علي أن يعملا في مكان واحد حتي يستطيعا ادخار أكبر قدر من دخلهما. كان الصديقان يخرجان لاحتساء الشاي في مقهي مجاور لمسكنهما بشارع القبيلة, وتعرفا علي عدد غير قليل من أهالي الشارع, ومن بين السكان كانت الست صلوحة البالغة من العمر70 عاما. عرف الصديقان أن صلوحة تقيم بمفردها في شقتها, وكانا يشاهدانها أثناء خروجها من المنزل تتحلي بالمشغولات الذهبية التي تثقل ذراعيها, وتضيق بها أصابع يديها. وذات مساء عادا من عملهما وجلسا يتجاذبان أطراف الحديث, واستعرضا في أحاديثهما ما يعرفانه عن الجيران حتي تذكرا الست صلوحة التي تقيم بمفردها وتتحلي بالذهب, وبدأ كل منهما يحلم بملكيته لهذه المشغولات, ويشرح كيف تجلب له النعيم, وتقضي علي جميع مشكلاته, ولما كان الشيطان ثالثهما اتفقا علي سرقة صلوحة والتخلص منها واختارا للتنفيذ موعد لقاء الأهلي والزمالك, حيث يكون الجميع مشغولين أمام شاشات التليفزيون, وبالفعل جلسا بالمقهي المقابل لمنزل صلوحة( رقم7 شارع القبيلة), وبدأت المباراة حيث انشغل الجميع وصعد الصديقان متسللين ولم يشعر بهما أحد, ووجدا السيدة العجوز تجلس علي كرسي بعد أن تركت باب شقتها مفتوحا لإحساسها بالأمان بين جيرانها, وأسرع الأول بكتم أنفاسها حتي سقطت علي الأرض, بينما أسرع الثاني بغلق الباب وعد ممسكا بزجاجة وضربها علي رأسها, ثم عاد الأول يضرب رأسها في السرير عدة مرات حتي تأكد من وفاتها, ثم استوليا علي المشغولات التي كانت ترتديها ومبلغ150 جنيها من حافظة نقودها وفرا هاربين. وهناك في محافظة بني سويف تصرفا في المشغولات الذهبية بالبيع لدي ثلاثة من عملائهما, وبعد المباراة خرج الجميع للحديث عن المباراة, ولاحظ أحد الجيران فتح باب شقة الست صلوحة فنادي عليها للسلام عليها والاطمئنان علي صحتها, إلا أنها علي غير عادتها لم ترد, فدخل ليجدها قد فارقت الحياة, فأسرع بإبلاغ المقدم محمد الألفي رئيس مباحث الأزبكية الذي انتقل علي الفور لمكان البلاغ وتبين من معاينة مسرح الحادث أن جثة صلوحة ملقاة علي ظهرها بأرضية الحجرة ترتدي ملابسها كاملة وبها إصابات عبارة عن جرح بفروة الرأس, وآخر بالجبهة أعلي الحاجب الأيسر, كما لوحظت له بعثرة محتويات الشقة. وبإخطار اللواءين إسماعيل الشاعر مساعد أول وزير الداخلية لأمن منطقة القاهرة, وفاروق لاشين مدير الإدارة العامة للمباحث أمرا بتشكيل فريق بحث لكشف غموض الحادث, وبقيادة اللواء سامي سيدهم أعيدت مناقشة المبلغ عن ملابسات اكتشافه للحادث, كما أعيد إجراء معاينة دقيقة للمسكن, بنيما تولي اللواء أمين عز الدين فريقا آخر تولي جمع المعلومات بمنطقة الواقعة في محاولة للوصول لشاهد رؤية وفحص المترددين علي الشقة وطبيعة صلتهم بالمجني عليها والوقوف علي خلافاتها, وحصر العناصر الخطيرة والمسجلين جنائيا المشهور عنهم ارتكاب مثل تلك الوقائع. وأثناء السير في إجراءات البحث توصل المقدم محمد الألفي رئيس المباحث إلي شاهد رؤية أشار إلي مشاهدته لقهوجي يغادر مسكن المجني عليها أثناء المباراة وأدلي بأوصافه, كما أشارت تحريات الرائد تامر جاد إلي تحديد هوية ذلك الشخص, وبالبحث في مكان إقامته وعمله تبين اختفاؤه هو وصديقه. وبالتنسيق مع مصلحة الأمن العام انتقل العقيد سمير عبدالمنعم وكيل مباحث النفس علي رأس فريق بحث إلي قرية الشوبك, حيث تبين أنهما عادا للقرية في وقت معاصر للحادث, كما تبين ظهور علامات الثراء عليهما وأنهما اشتريا جهازي تليفون محمول, وينفقان ببذخ, فتم ضبطهما حيث اعترفا تفصيليا بالحادث وأرشدا عن عملائهما من الصاغة وأحيلوا جميعا للنيابة التي تولت التحقيق معهم.