مبكرا وقبل اسبوعين من عيد الفطر المبارك بدأت هيئة السكة الحديد طرح تذاكر القطارات للمسافرين لقضاء اجازة العيد مع الاهل والاسرة.. ومثل لهفة الظمأن الي الماء والارض العطشي لنزول الغيث كانت لهفة ابناء الصعيد لتذاكر القطارات.. تحول رصيف رقم 11 »رصيف الصعايدة« الي خلية نحل.. زحام رهيب امام شبابيك التذاكر.. منذ الخامسة فجرا يبدأ التكدس والتسمر امام الشبابيك في طابور طويل علي امل الفوز بالتذاكر وخلال ساعات قليلة تنفد التذاكر ويتنظر الصعايدة فتح باب الحجر لقطار جديد في رحلة معاناة لا يعيشها سوي ابناء الجنوب طوال العام وتتزايد بشكل خاص مع الاعياد والمناسبات حيث يحرص اكثر من 2 مليون صعيدي علي السفر الي مسقط الرأس. وهنا تبدأ رحلة الصعايدة في البحث عن تذاكر في السوق السوداء والتي كانت رائجة ولها رجالها ومحترفوها لكن رجال مباحث السكة الحديد قضوا عليها بنسبة كبيرة بعد ضبط 51 متهما اتخذوا من فنادق منطقة كلوت بك مركزا لبيع تذاكر قطارات الصعيد في السوق السوداء وكان آخر من تم ضبطهم منذ ايام موظفون بالسكة الحديد استوليا علي 0031 تذكرة وقاما ببيعها في السوق السوداء لاحد فنادق منطقة كلوت بك الذي يقوم بدوره ببيعها للركاب بزيادة 52 جنيها في سعر التذاكرة. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا دائما ازمة التذاكر في قطارات السكة الحديد؟ الاجابة جاءت علي لسان الركاب والمسئولين ان خط الصعيد اطول خط للسكة الحديد يبلغ طوله اكثر من 0001 كيلو متر يخترق 51 محافظة وان الجميع يفضلون ركوب القطارات حيث انها اكثر امانا وارخص سعرا واقل ارهاقا خاصة بعد التحسن التدريجي الذي شهده مرفق السكة الحديد وعودة الثقة اليه.. والسبب الاهم في ازمة التذاكر قلة عدد القطارات التي تخدم الوجه القبلي الذي يقطن به اكثر من ثلث سكان مصر ولان الامر تحكمه نظرية العرض والطلب تظهر الازمة وتشتعل الاعياد وينتج عن ذلك انتشار السوق السوداء التي نجح المهندس علاء فهمي وزير النقل بالتنسيق مع اللواء احمد عبدالباسط مدير الادارة العامة لشرطة النقل والمواصلات في القضاء عليها بنسبة كبيرة بعد توجيه حملات امنية قادها اللواء سعد زغلول مدير المباحث. والحل الذي يطالب به ابناء الصعيد وزير النقل زيادة عدد القطارات العاملة علي خط الصعيد بصفة دائمة بدلا من سياسة المسكنات التي تتبعها الهيئة في الاعياد والمناسبات والتي تتمثل في »عربات الاضافة« والقطارات الطواريء. »الأخبار« رصدت معاناة ركاب الصعيد علي الطبيعة.. توجهنا الي رصيف 11.. شاهدنا الزحام علي جميع الشبابيك المخصصة لحجز تذاكر الدرجة الاولي والثانية المكيفة.. الطوابير مكدسة منذ الصباح والمشاجرات لاتتوقف بين الركاب والعرق يتصبب حيث شدة الحرارة وهناك من يسقط متأثرا بضيق النفس.. ساعات الانتظار تطول والكل يحبس انفاسه في انتظار البشري بفتح الحجز لقطار طواريء او عربة اضافية. يقول محمد احمد عثمان موظف باحدي شركات المقاولات بالقاهرة ان المعاناة التي يعيشها ركاب الصعيد يجب ان يجد المسئولون لها حلا وقال اتردد علي محطة مصر منذ ثلاثة ايام للحصول علي 4 تذاكر لي ولاسرتي لقضاء العيد مع اسرتي بمحافظة قنا ورغم انه مازال الوقت طويلا الا ان تذاكر العيد نفدت حتي السوق السوداء لم نجد بها تذاكر ويضيف حسام محمود علي »طبيب« مقيم بدار السلام انه حضر الي المحطة للحصول علي التذاكر لكنه فوجيء بتكرار مأساة الاعوام الماضية وعدم وجود تذاكر وقال انه مضطر الي الذهاب لحجز اتوبيس او استقلال ميكروباص رغم ما يسمعه عن حوادث الطرق. وقال ان كل ركاب الصعيد يفضلون السفر بالقطارات لانها الاكثر امانا ويقضي الركاب بداخلها ساعات طويلة تصل الي 01 ساعة يمكن خلالها ان يتردد علي دورات المياه ويأخذ راحته اكثر من ركوب الاتوبيس والميكروباص. وطالب وزير النقل بزيادة قطارات الصعيد كما هو الحال بقطارات الوجه البحري حيث لاتمر ساعة الا وينطلق قطار واكثر لمحافظات الوجه البحري والاسكندرية بينما قطارات الصعيد مازالت تعد علي الاصابع.