وكأنه كلب ضال دهسته سيارة طائشة هكذا صارحال المواطن المصري, روحه بلا ثمن, حياته بدون مقابل, دماؤه لاتساوي كوب ماء يسقط علي الارض.. عشرات القتلي و مئات الجرحي في حوادث سير ثم ما يلبث ان يتحول الحدث الي ذكري نستعيدها بعد أيام أخر مع حادث أليم جديد بينما يختزل أولو الأمر دورهم في تصريح مواساة للضحايا وأسرهم أو زيارة بروتوكولية للمصابين في المستشفيات, أو وعد معسول بتعويض مالي هزيل لا يصرف إلا بعد مهانة ثم تنخرط النخبة في تبادل الاتهامات والشتائم أو ينجرف آخرون إلي مطالبات التطوير ودعاوي هيكلة السكة الحديد وإصلاح الطرق وما هي إلا أيام ثم تهدأ النار وتصير رمادا انتظارا لحادث آخر. سيناريو ملعون ومشاهد مأساوية تتكرر أمام المصريين منذ حريق قطار الصعيد في2002 الذي راح ضحيته350 مواطنا مصريا وعشرات الحوادث الاخري التي توالت حتي قامت ثورة يناير وظن الناس انهم استردوا كرامتهم ونالوا حقوقهم لكن كأن الثورة لم تقم وشعبا لم ينتفض.. القتلي صاروا اضعافا والجرحي آلافا4 حوادث تصادم علي ذات السكة الحديد دهست أرواح المئات من المواطنين ما بين قتلي وجرحي في6 أشهر فقط لتتحول تذكرة القطار إلي تأشيرة دخول الي القبر.. وقد جاء حادث أمس بالبدرشين الذي قتل18 شابا مصريا وأصاب117 آخرين من خيرة شباب مصر الذين كانوا يتأهبون لأداء أشرف وأنبل عمل وطني وهو الخدمة العسكرية ليقدم من جديد الادلة الدامغة والبراهين المؤكدة علي أن دولة الإهمال مستمرةوحكومة القتل باقية ردت إليهم نبل وطنيتهم دما وحولت اجسادهم الطاهرة الي اشلاء ليلة ان شحنتهم كالقطيع في قطار الموت لتقتل شباب مصر الذي ثار في يناير دفاعا عن وطن يسرق ودولة تغتال كل قيم الوطنية والانتماء. لم تعد التحقيقات الهزلية تكفي ولا الاستقالات المفتعلة ترضي ولا الاجتماعات العبثية تشفي غليل جريمة دولة استمرأت الإهمال وأدمنت قتل الابرياء, نريدها ثورة تعيد للمواطن كرامته و أمنه وحريته في وطن يؤمن بقيمة الانسان المصري و يؤمن بأن روحه أغلي عند الله من هدم الكعبة. رابط دائم :