نعيش هذه الأيام حالة من الاكتئاب عمت بظلالها الكثيرين من جموع الشعب المصري الذي بات في حالة من الترقب والخوف من شدة تلاحق الأحداث وسخونتها وتلاحق المخاطر السياسية التي أحاطت باقتصاديات هذا البلد وأخذت تنخر في جذوره حتي تملكنا الخوف جميعا من غد مجهول تضاربت مقدماته فتاهت كل التصورات والآمال في أن يأتي بخير. إن أقسي شيء علي أي مجتمع أن يقع الناس فيه أسري للقلق الجماعي الذي سرعان ما يتطور ويؤدي إلي مجتمع مكتئب.. خائف.. بات عاجزا عن الحلم أو وضع تصور ولو بسيط لمستقبل أبنائه. هل تقع المسئولية علي الفصائل السياسية وحالة العراك السياسي مع النظام واتهامه بالاستحواذ علي كل شيء.. وهل الصراع السياسي علي السلطة يستاهل التضحية بالاستقرار النفسي والاجتماعي لشعب بأسره كل ذنبه أنه ثار علي فساد جثم علي صدره عقودا طويلة وائتمن أناس من بين أبنائه علي شكل الحياة السياسية في مصر.. هل ذنب هذا الشعب أنه انحاز للديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية ففوجيء أنه يهوي في هوة سحيقة غرق فيها وأحاطت به المخاطر من كل اتجاه فبات شعبا مكتئبا يشعر بالحزن والضيق واختلت علاقته الاجتماعية ببعضه البعض. إن بلادنا التي عاشت قرونا علي المحبة والتآخي لها حق علينا أن نحبها أكثر ما نحب أنفسنا فلو أننا جنبنا الأطماع السياسية والتطلعات السلطوية جانبا ونظرنا لمستقبل هذا البلد وعملنا كل فيما يعرف ويتقن لملكنا مستقبلنا في أيدينا وبمنطق السياسيين ما لايدرك كله لا يترك كله. أحلم يوما بالمصالحة المجتمعية بين كل طوائف الشعب وفصائله قبل أن تنفلت الأمور أكثر مما نعيشه الآن من انفلات أمني وأخلاقي شكل خطرا علي حياتنا اليومية فبتنا لا نأمن علي أنفسنا أو أولادنا وتجاراتنا. ولتكن الانتخابات البرلمانية القادمة هي الخطوة الأولي لهذه المصالحة المجتمعية لا مدعاة للفتنة والفرقة فبلدنا لم يعد يحتمل توترا وصراعا أكثر من هذا فلينظر من يريدون أن يدخلوا معترك الحياة السياسية من خلال مجلس النواب القادم إلي معاناة هذا الشعب وآلامه قبل أن ينظر لمستقبله السياسي فمصر أمانة في رقابنا جميعا. خ ح. أ