د. رانيا يحيي: يعرض حاليا بقاعة الفنون التشكيلية بمركز الهناجر للفنون معرض للفنان حسين العزبي ويعتبر هذا المعرض من أجمل وأروع ما شاهدت مما فيه من إطلالة مبهرة ورؤية فنية إبداعية غير تقليدية توحي بأبعاد نفسية وروحانية جمالية وفلسفية لدي المشاهد.. وقد ارتكز المعرض علي أربعة محاور رئيسية من خلال عشرين لوحة والثلاثة أهرامات المعبرة عن روح ثورة الخامس والعشرين من يناير وهي احد المحاور الرئيسية للمعرض.. حيث تعامل الفنان مع أصل فكرة الهرم وهي المقبرة, وأيضا لكونه أقدم بناء تاريخي معماري.. وقد ربط العزبي بين الهرم وبين ميدان التحرير عن طريق التجويف الدائري في وسط الهرم مع وضع مجموعات كبيرة من البشر داخله.. واستخدم الفنان المبدع قصاصات الصحف المملوءة بصور شهداء الثورة ووضعها علي حافة التجويف.. كما استخدم أيضا في الهرم الأكبر مجموعة كبيرة تصل لثمانين كيلو جراما من المسامير المختلفة الأحجام والأطوال والألوان للتعبير عن قيادات الداخلية ومصفحاتها وسياراتها.. كما وضع كميات كثيفة من المسامير الصغيرة الملونة للتعبير عن جموع الشعب بجميع طوائفه.. وقد عبر أيضا من خلال تلك الأهرامات عن توحد مشاعر الشعب باختلاف الديانات في تجسيد الشاب المسيحي وعلي ملابسه الصليب وهو يرفع العلم ويحمي المسلمين الذين يؤدون فريضة الصلاة.. إضافة إلي ذلك التعبير بالزجزاج عن الشعب المصري بأكمله القادم من جميع أنحاء الجمهورية ووجود برج القاهرة وعلم مصر وأبراج الحمام.. أما الهرم الثالث فتبرز فيه الابتسامة مع تحول الخيم إلي أعلام وذلك بعد تنحي الرئيس السابق. أما المحور الثاني فيتمثل في لوحة السيد المسيح عليه السلام معبرا عن فلسفة العذاب أنا مسيح العصر والمقصود بها تجسيد تلك الآلام والمعاناة في كل فرد منا من خلال ما نعانيه جميعا في الحياة من الازدحام والسعي وراء الرزق وسوء التعليم والصحة وغيرها... لكن فكرة المحور الثالث كانت قائمة علي فن التنورة وهو فن صوفي يجسد حركة كوكب الأرض.. وهو فن تركي الأصل وانتقل إلي مصر منذ أزمنة بعيدة.. وفنانو التنورة يعيشون حالة من الذكر والانشاد أثناء هذا الأداء.. وقد جسدها العزبي في مجموعة من اللوحات مع وضع الأسماك التي ترمز للخير والحياة لتزيين نقوش التنورة.. كما وضع كلمة الله بشكل تشكيلي يعود للفلسفة الوجودية لله عز وجل الذي يملأ هذا الكون... ويوجد في المعرض لوحة واحدة بدون ألوان اعتمادا علي الأبيض والأسود فقط وهي تعبير عن فن التنورة أيضا. ويتجلي المحور الرابع والأخير في مجموعة أخري من اللوحات التي تمثل أهالي النوبة المهمشين منذ عقود ويري الفنان أنه قد آن الأوان أن ننتبه إليهم, فهم أناس بسطاء يتمسكون بالعادات والتقاليد الأصيلة..