رحبت الأممالمتحدة أمس بقرار مصر السماح بادخال مواد البناء الي قطاع غزة المحاصر من قبل اسرائيل منذ أكثر من خمس سنوات. وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نسيركي أمس إن "السماح بادخال مواد البناء الي غزة أمر طيب خاصة أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نادي منذ وقت طويل بضرورة تخفيف القيود المفروضة علي القطاع". وأضاف المتحدث في المؤتمر الصحفي قائلا "الصورة الأكبر هنا هي أن هناك ضمانات مع الترتيبات التي تم التوصل اليها مؤخرا بخصوص وقف النار بين اسرائيل وحماس. وتتضمن هذه الضمانات عدم تسرب أسلحة غير شرعية الي داخل القطاع". في غضون ذلك، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الخميس إن الوضع المالي للسلطة الفلسطينية وصل إلي "الحد الأدني من الرداءة"، مطالبا الدول العربية بسرعة الوفاء بتعهداتهم لدعمها. وحذر عباس، في كلمة له في بداية اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله، من وضع صعب للغاية ستواجهه السلطة الفلسطينية في حال تأخر الدعم العربي عنها بعد حجز إسرائيل أموال عائدات الضرائب. وقال عباس: "نعيش أزمة مالية واقتصادية خانقة وحادة وبالتالي نحن نحاول بكل الوسائل تأمين شبكة الأمان التي تحدث عنها الأشقاء العرب في قمة بغداد وما تلاها من اجتماعات". وأضاف: "نأمل أن نحصل علي هذه الشبكة في أقرب وقت ممكن، وبدونها فإن الوضع سيكون صعبا للغاية وسنتدارس التداعيات إن لم يحصل ذلك خاصة ان إسرائيل تقوم بحجز الأموال الفلسطينية وهناك دول توقفت عن الدعم وبالتالي هذا جعل الوضع المالي يصل إلي الحد الأدني من الرداءة". وقررت إسرائيل الشهر الماضي حجز أموال عائدات الضرائب التي تجبيها نيابة عن السلطة الفلسطينية وتبلغ قيمتها نحو مليار دولار سنويا ردا علي قرار الأممالمتحدة في نوفمبر الماضي رفع التمثيل الفلسطيني لديها الي مستوي دولة غير عضو بصفة مراقب. وإلي جانب حجز الأموال، اشتكي عباس بشدة من تصعيد إسرائيل خطط البناء الاستيطاني في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية، مؤكدا أنها خط أحمر لن يسمح فلسطيني بتنفيذها. وقال "إن النشاطات الاستيطانية من حيث المبدأ غير شرعية لأن الأرض الفلسطينية هي أرض دولة تحت الاحتلال ولا يجوز للدولة المحتلة أن تقوم بتغيير جغرافيتها وديموجرافيتها أو نقل سكانها إلي أراضي الدولة الواقعة تحت الاحتلال". وتابع: "من حقنا ومن واجبنا أن نستعمل كل الوسائل التي تحول دون تنفيذ هذه المشاريع الاستيطانية، ونحن لن نسمح بالسير فيه دن ردع أو عقاب". علي صعيد آخر، كشفت مصادر فلسطينية عن أجواء إيجابية تعم قطاع غزة تبشر بعودة التلاحم إلي الصف الفلسطيني والتمهيد للمصالحة بين حركتي المقاومة حماس وفتح، وذلك بالتزامن مع وصول مفوض التعبئة والتنظيم بحركة فتح، نبيل شعث، إلي غزة الذي التقي رئيس حكومة حماس إسماعيل هنية في منزله. وقال "شعث في تصريحات لصحيفة "الشرق" السعودية أمس إن اللقاء كان إيجابيا وخطوة علي طريق تحقيق المصالحة، مما يبشر بالتفاؤل بأن اجواء المصالحة تحلق في سماء غزة".