بدأت الأوساط الفنية والموسيقية احتفالاتها بالذكري36 لوفاة كوكب الشرق أم كلثوم التي رحلت عن دنيانا في2 فبراير عام1975 وهي الذكري التي تتواكب ايضا مع مرور114 عاما علي مولدها. وقد أجمعت كل الاحاديث التي تناولت سيرة أم كلثوم سواء في الاذاعة والتليفزيون أو في الندوات التي صاحبت احتفالات الاوساط الموسيقية علي أن أم كلثوم ابراهيم وهذا اسمها الكامل كانت معجزة الهية وهبة من السماء لكل عشاق الموسيقي والغناء علي اختلاف العصور في الوطن العربي من المحيط الي الخليج بل ان صوتها أسر عشاق النغم في بعض البلدان أو كثير من البلدان غير الناطقة بالعربية. ولكن الجانب الأهم في حياة هذه المعجزة الالهية التي مازالت حية في الوجدان مازال بعيدا عن مجري الحديث عنها رغم حياتها الطويلة ورغم مرور كل هذه السنين علي رحيلها. أعني بهذا الجانب عشقها المتفرد لتراب مصر واعتزازها بأبناء هذا الوطن الذي انطلقت منه الي سائر الأوطان وقد تجلي هذا العشق مرارا وهي تسخر فنها الراقي لتقف بجانب ابناء مصر والوطن العربي في كل محنة عاشوها علي مر سنوات تألقها الفني ففي عام1948 قادت حملة بل وحملات فنية لجمع التبرعات والمساعدات لمنكوبي حرب فلسطين وجالت بفرقتها الربوع العربية من أجل هذا الهدف النبيل وكان معظم المضارين من هذه الحرب من جنود مصر البواسل وحققت خلال حملتها أرقاما تعتبر فلكية بأسعار ومقاييس هذا الزمان. وبعد قيام ثورة يوليو قادت جموع الفنانين أو تصدرتهم في حملات التسليح ومعونة الشتاء وغيرها من الحملات التي نادي بها مجلس قيادة الثورة وقتها من أجل مصر وأبناء مصر. ثم قادت في أواخر الستينيات حملة انشاء مؤسسة الوفاء والامل وعلي مدي10 سنوات لمساعدة الاطفال المحتاجين للرعاية الطبية بل كانت هي أساس الحملة وبعد أن أصبح المشروع حقيقة واقعة نسبته احدي صاحبات النفوذ في هذا العصر لنفسها. ثم كان دورها الاكبر الاشهر في حملات المجهود الحربي بعد نكسة1967 والتي جابت فيها العالم كله لدعم هذا المجهود وإعادة تسليح الجيش بعد هذه الكبوة. سلام لروح أم كلثوم عاشقة مصر.