يحتفل العالم العربي بعد غد الجمعة بذكري ميلاد كوكب الشرق أم كلثوم "30 ديسمبر 1898".. وهي المطربة التي أعطت بصمة للأغنية المصرية والعربية في جميع أنحاء العالم وقدم لها أغانيها أشهر نجوم التلحين والتأليف مثل: رياض السنباطي ومحمد القصبجي ومحمد عبدالوهاب ومن الشعراء أحمد رامي وأحمد عاشور والأمير عبدالله الفيصل وعبدالفتاح مصطفي وجرداق وأحمد شفيق كامل.. الخ. بدأت أم كلثوم رحلة الغناء علي أيدي المطربين والملحنين أبوالعلا محمد وزكريا أحمد عام 1916. وانتقلت مع أسرتها إلي القاهرة قادمة من مدينة السنبلاوين بالدقهلية.. وأول خطوة في القاهرة أحيت خلالها ليلة الإسراء والمعراج بقصر عزالدين يكن باشا وحصلت خلالها علي خاتم ذهبي و3 جنيهات كأجر كبير لها في ذلك الوقت. بدأت رحلة الفن وعرفت أم كلثوم علي مستوي القصور وعالم الغناء وحرصت منيرة المهدية علي حضور إحدي حفلاتها. غنت أم كلثوم لثورة 52. وأصبحت حفلتها في الخميس من أول كل شهر موعداً مهماً لدي عشاقها الذين يسهرون معها في نشوة الطرب. في 22 يناير عام 1975 مرضت أم كلثوم مرضا كبيرا وكانت أخبارها تتصدر الصحف اليومية وزادت حالتها سوءاً وكتب في مانشيت كبير بإحدي الصحف "صلوا من أجل أم كلثوم" إلي أن وافتها المنية في 3 فبراير 1975 وأذاع الأديب يوسف السباعي نبأ وفاتها في السادسة من مساء يوم الوفاة. عاصر عازف التشيللو مصطفي قطر سيدة الغناء العربي ورغم انه شارك بفرقتها لمدة أقل من سنة ثم سافر إلي الخليج مما أغضبها منه.. لكنه يحمل لها الود الكبير. قال مصطفي قطر: أم كلثوم هذه الحالة الغنائية المتفردة كانت رغم قوتها إلا أننا نراها ترتعش في الكواليس قبل أي حفل ويديها تصبح باردة جداً.. وكنا لا نتحدث معها قبل الحفل بيومين لتوترها وقلقها..وأضاف: لاحظت عليها قبل أي حفل قيامها بتسجيل الأغنية مع الملحن علي العود لنستمع إليها مرات عديدة وتبحث عن أي ثغرات بالأغنية حتي تطمئن وتقرر أداء الأغنية بالحفل. أشار إلي أن الاحتفال بأم كلثوم بسيط في مصر بينما في تونس والمغرب والخليج لا يصدقه أحد وكأنها مواطنة من هذه الدول.. وحضرت منذ 3 سنوات احتفالاً بها في أبوظبي وعندما علموا بوجودي التفوا حولي للاحتفال بي لأنني من الذين عاصروا أم كلثوم وتعاملوا معها مباشرة. يقول المايسترو فاروق البابلي قائد فرقة التراث: من أسرار نجاح أغاني أم كلثوم التآلف والعشرة التي جمعت عليها فرقتها الموسيقية.. فكانت تجري البروفات بفيللتها مما أدي إلي حالة من المعايشة القوية بينها وبين العازفين والملحن والشاعر.. وهو ما لا يحدث الآن رغم التطور التكنولوجي المهم في الأجهزة الصوتية والموسيقية.. فكانت أم كلثوم تضع ميكروفوناً واحداً أمامها وآخر أمام الفرق ومع ذلك تستمع إلي كل آلة وتعرف مستواها. أضاف: أول مرة قابلت فيها سيدة الغناء المصري كان في فرح ابنة الرئيس الراحل السادات ولم أستطع النظر إلي عينيها لأنها تخطف الأنظار ولم أر ذلك إلا في عبدالحليم حافظ وجمال عبدالناصر.. عن عمله معها قال البابلي: عندما كنت في مرحلة البكالوريوس عام 1966 عملت معها بروفات علي إحدي الأغنيات ولم أستمر علي عزف الكمان وتركت الفرقة بسبب اندفاع الشباب والرغبة في البحث عن اتجاهات موسيقية أخري وندمت علي ذلك.