أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت كتابا يسلط الضوء علي تجربة الحركة الطلابية الإسلامية في فلسطين, من خلال التركيز علي نموذج الكتلة الإسلامية, باعتبارها أكبر هذه الحركات وأقدمها وأكثرها فاعلية وانتشارا في الضفة الغربية وقطاع غزة. وجاء الكتاب, الواقع في165 صفحة من القطع المتوسط, بعنوان الحركة الطلابية الإسلامية في فلسطين: الكتلة الإسلامية نموذجا, من تأليف الباحثة دلال باجس, وحيث يبدأ بنبذة تاريخية عن الحركات الطلابية الإسلامية في العالم العربي والضفة الغربية وقطاع غزة, ثم ينتقل ليعرفنا بالكتلة الإسلامية, ويتناول ولادتها ومراحل تطورها وانتشارها, وسمات كل مرحلة منها وقد بدأت الكتلة نشاطها تحت هذا المسمي سنة1979/1978, أي بعد افتتاح أول جامعة فلسطينية, وهي جامعة بيرزيت, بست سنوات تقريبا, ثم ما لبثت أن تصدرت مجالس الطلبة في معظم الجامعات والمعاهد الفلسطينية منذ مطلع التسعينيات. ويتطرق الكتاب إلي أوجه التنمية الطلابية عند الكتلة الإسلامية من النواحي السياسية والروحية والثقافية والاجتماعية, والتثقيف الأمني لأبنائها في السجون الإسرائيلية, ويتحدث عن علاقة الكتلة بالحركة الإسلامية الأم أي حركة حماس, وعلاقتها بإدارات الجامعات, والكتل الطلابية الأخري, وعلاقتها بقاعدتها وبالمؤسسات الحكومية في فترات زمنية مختلفة. ويقدم الكتاب نظرة نقدية لقضايا حساسة تمس جوهر الكتلة الإسلامية, كخطابها ورؤيتها لمفهوم الشوري, وأولويات نشاطاتها بين العمل السياسي والنقابي والاجتماعي, ونظرتها إلي الفتاة ودورها الريادي, طارحا تساؤلا حول مدي تحقيق الكتلة لأهدافها المرسومة سلفا. ويدرس الكتاب كذلك كيفية صياغة الهوية الجماعية لدي أبناء الكتلة الذي يعانون منه بشكل عام, وتعاني منه الطالبات داخل الكتلة بشكل خاص. وتنبع أهمية الكتاب من معالجته لموضوع يعاني من نقص الدراسات حوله, رغم أهميته, لكون الحركة الطلابية الإسلامية مثلت جذور حركة حماس في فلسطين, كما تمثل الفئة العمرية الشبابية التي تتبني سياسات الحركة وتدافع عنها وتنشرها, بوصفها الشريحة الأكثر نشاطا في الساحة الفلسطينية علي مختلف الأصعدة السياسية والثقافية والاجتماعية.