لو الدستور هيخلي البلد تهدا هنقول نعم.. بهذه الكلمات البسيطة اختصر بعض سكان العشوائيات رأيهم في مشروع الدستور الجديد للبلاد. دستور لم يقرأه أحد منهم حتي الآن ولا يعلمون عنه شيئا سوي أنه الطريق الوحيد نحو الاستقرار والأمن, لم يكن حديثهم عن تلك المواد التي تثير غضب بعض القوي السياسية أو مواد أخري حصلت علي التصويت بالإجماع لكنهم تحدثوا عن لقمة العيش التي باتت صعبة المنال وعن فرص العمل التي حرم منها أبناؤهم بعدما أصبح الانتقال من سكن العشوائيات لسكن آخر أكثر آدمية أمرا مستحيلا لأنهم الفئة المنسية دائما كما يرون أنفسهم.. هل ستشارك في الاستفتاء علي الدستور وكيف سيكون التصويت بنعم أو لا ؟.. هذا هو السؤال الذي وجهناه لبعض سكان المناطق العشوائية, ورغم نبرة الحزن التي سيطرت علي حديث معظمهم إلا أنهم أكدوا مشاركتهم في الاستفتاء علي الدستور عسي أن يساهم في تغيير مستقبلهم.. كانت البداية مع حسن أحمد شحاتة الذي يسكن منطقة الوحايد بالدويقة ويعمل باليومية في حمام التلات بالموسكي حيث يؤكد التصويت ب نعم لأنه السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية, ويري أن مصلحة البلد تكمن في وجود دستور ينهي حالة الخلاف بين جميع الأطراف, وبسؤاله عن مواد الدستور قال أنه لم يقرأه بعد ولكنه سيصوت بنعم لأنه يعاني من وقف الحال علي حد قوله. ويقول حسن أنه تخرج وأشقاؤه من جامعة الأزهر مشيرا إلي أنه يعي جيدا ما يحدث في البلاد ولكن بحكم الظروف يري أن التصويت ب نعم أفضل في الوضع الحالي. في حين يختلف معه شقيقه علاء أحمد شحاتة الذي قرر المشاركة في الاستفتاء علي الدستور لأنه حق من حقوق أي مواطن وسيكون تصويته ب لا لعدم وجود توافق حول مواد الدستور من وجهة نظره, وتشاركه الرأي أم محمد ربة منزل والتي أكدت أنه ما لم يحدث توافق من البداية سنشهد اعتراضات أكثر حدة بعد الإستفتاء علي الدستور, وتقول أن الحال مش ماشي ولو متفقناش دلوقتي مش هنتفق أبدا لذلك تري ضرورة التوافق أولا علي الدستور حتي نخرج من دائرة الفوضي والخلافات. ومن بولاق أبو العلا اتفقت الحاجة أم سيد مع زوجها بائع الخبز أنهما سيصوتان ب نعم للدستور,, حيث أشارت أم سيد إلي ضرورة أن يتفق الشعب علي ذلك حتي تهدأ الأوضاع وتري أن حال البلد يزداد سوءا يوما بعد يوم.. وتساءلت: لمصلحة من ما يحدث الآن ؟! وقالت انا عايزة اللي في التحرير يمشوا عشان احنا بقي عندنا رئيس خلاص, ولو معترضين علي الدستور يروحوا يصوتوا ب لا بدون مشاكل ويرحموا الشعب بقي. في حين رفض عم حسني الفكهاني المشاركة في الإستفتاء علي الدستور لأنه لا يعلم عنه شيئا قائلا أنا مش هقول رأييي عشان أنا مش عارف مين فيهم الصح!. ويقول ياسر شعبان فكهاني إنه سيصوت بنعم علي الدستور لرغبته في استقرار الأوضاع ولوضع حد للفوضي والاعتراضات المستمرة علي القرارات التي يتخذها الدكتور محمد مرسي, مشيرا إلي أنه بمجرد خروج الدستور الجديد إلي النور ستنتهي الخلافات وسيكون لدينا ما نحتكم إليه, موضحا أن هذا ما يبغيه كل المصريين الذين أصبحوا علي وعي و دراية كاملة.