أثارت دعوة الرئيس مرسي للاستفتاء على الدستور في 15 ديسمبر الجاري حالة من الانقسام والجدل الحاد، خاصة مع معارضة كافة القوى المدنية لمشروع الدستور وانسحاب كل ممثليها من الجمعية التأسيسية التي أعدت المشروع، واستمرار اعتصامهم في ميدان التحرير لليوم العاشر على التوالي؛ رفضاً للإعلان الدستوري الأخير الذي أصدره رئيس الجمهورية، معلنين التصعيد ونقل الاعتصام إلى مقر قصر الاتحادية في حالة عدم تراجع الرئيس مرسي عن الإعلان الدستوري ودعوته للاستفتاء.. حالة الاحتقان السياسي هذه دعت "البديل" لرصد انعكاساتها وتداعياتها على الشارع المصري. يرى حسين علي (موظف حكومي 47 عاماً) أن هذه الحالة من الجدل والاستقطاب الدائرين على الساحة السياسية منذ فترة يكسب من ورائها السياسيون، ولا يخسر إلا البلد والشعب، قائلاً: "كل ما الواحد يفتح التليفزيون يلاقي 100 برنامج ب 200 ضيف بيتخانقوا على نفس المشكلة، بقالهم شهور وما حدش فيهم بيسمع للتاني، وطول ما هم كده البلد مش هتطلع يوم لقدام، ولو هاتكلم عن نفسي أنا لا يفرق معايا دستور ولا دياولو، المشكلة مش في الدستور المشكلة في اللي هيطبق اللي فيه، حسني لو كان طبق الدستور على أيامه ما كانش بقى ده حالنا"، مضيفاً أنه لم يشارك في استفتاء 19 مارس، ولن يشارك في الاستفتاء القادم. على النقيض من حسين يرفض غالي طارق (عاطل عن العمل، 32 عاماً) أن يكون سلبياً مثلما كان على عهد مبارك، ورغم أنه يرى أن الدستور القادم يمثل له نافذة أمل هو وأولاده، فإن له رأيًا آخر، حيث يقول: "إن شاء الله سأصوت في الاستفتاء ب "لا"؛ علشان الواحد لازم يقول رأيه اللي هو مقتنع بيه، لو كنا بنعمل كده في زمن مبارك ما كنتش هيبقى عندي 32 ومش متجوز ولا شغل ولا مشغلة، الدستور ده حاجة كبيرة ممكن تغير حياتنا وحياة أولادنا، بس لما يبقى دستور بحق وحقيقي مش زي اللي طالع ده، الناس كلها مش موافقة عليها والريس راكب دماغه وراسه وألف سيف يعمل استفتاء". أما حسن فرغلي (طالب ثانوي، 16 سنة) فقال إنه لم يبلغ السن القانونية التي تؤهله للتصويت بعد، ولكنه لو كان له صوت سيصوت ب "نعم"؛ معللاً موقفه قائلاً: "عشان الإخوان عرفوا يسلقوا الدستور صح، وعلى فكرة بقى الدستور المسلوق أحسن من الدستور المحمر؛ عشان نسبة الهولوكوست في الدم". بينما دافع حامد أحمد (مندوب مبيعات 26 عاماً) عن الدستور رغم أنه لم يقرأه ولن يقرأه، وبرر دفاعه بقوله: "أنا هاصوت ب "نعم"، وهاخلي كل اللي اعرفهم يصوتوا ب "نعم" زيي؛ عشان نخلص من الشغلانة اللي ما لهاش أول من آخر دي، مع العلم بقى إني ما قريتوش ولا هاقراه، بس على أي وضع لازم يبقى عندنا دستور ما هو ما فيش بلد في العالم ما عندهاش دستور زينا". غالي طارق: "إن شاء الله سأصوت في الاستفتاء ب "لا"؛ علشان الواحد لازم يقول رأيه اللي هو مقتنع بيه" طالب ثانوي: "الدستور المسلوق أحسن من الدستور المحمر، عشان نسبة الهولوكوست في الدم". حامد أحمد: "هاصوت ب "نعم"، وهاخلي كل اللي اعرفهم يصوتوا ب "نعم" زيي؛ عشان نخلص من الشغلانة اللي ما لهاش أول من آخر".