الاجراءات والخطوات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم لتطوير العملية التعليمية لم تؤت ثمارها علي الاطلاق ولم يحس بها المواطن بل ان احساسه الحقيقي أن التعليم ينهار يوما بعد يوم واسوأ مما كان عليه من قبل. فالمدارس بلا رقابة والمدرسون تركوا الفصول والطلاب اتجهوا للدروس الخصوصية وأولياء الأمور يصرخون وكل ذلك يعود إلي العمل العشوائي وغياب خطط محددة ومعلنة المدة والفترة الزمنية وجدول لتنفيذ كل مرحلة والاعلان عنها ومتابعة مراحل التنفيذ ولتلافي ذلك لابد من اتخاذ عدة اجراءات. أولا: دراسة المشكلة التعليمية علي أرض الواقع من خلال المراكز البحثية التي تكلف الوزارة مئات الملايين بدون فائدة للتعليم في مصر ويكون عمل الوزارة بناء علي مشاكل سطحية دون التعمق في الاسباب الحقيقية لانهيار التعليم وهذا هو دور الباحثين بتلك المراكز للوصول إلي عمق المشكلة من خلال الانتشار في مدارس الريف والحضر وعمل دراسات استبيان وقياس رأي عام علي كل مشكلة من المشاكل علي حده لتشخيصها التشخيص العلمي ووضع الحلول لها وتسليمها إلي وزير التربية والتعليم ليتم تشكيل لجان علمية لوضع خطة تطوير لكل مرحلة من مراحل التعليم المختلفة. ثانيا: تشكيل لجنة عليا من أساتذة كليات التربية والمهتمين بالتعليم ونقابة المعلمين واتحاد طلاب المدارس مهمتها وضع خطة التطوير الشاملة والخطط الزمنية للتنفيذ وطرق متابعة هذه المراحل والاعلان عنها وتقييم كل مرحلة والاعلان عن العقبات التي واجهت تنفيذها والاجراءات التي يجب اتخاذها لتجنبها في المراحل التالية. ثالثا: تحديد مدة التنفيذ والاعلان عنها في وسائل الاعلام المختلفة ومدة كل مرحلة لكي يتم التطوير مرحليا وبشكل معلوم ولكن للأسف أي قرارات تؤخذ في إطار التعليم تكون وقتية أي بناء علي الاحداث التي تقع وليس قرارا نابعا من رؤية علمية ومن هنا فقد المواطن الاحساس بأي تقدم في التعليم المصري وما اتحدث عنه من اهمية وجود خطط وأهداف محددة معلومة مدة التنفيذ كان من أسباب الخلاف الرئيسي بين الوزارة والمعلمين عندما طالب المعلمون بوضع خطة لرفع الأجور علي عدة سنوات من أجل أن يعرف المعلم كل سنة كم سيرتفع مرتبه وقالوا أننا لسنا أقل وطنية من الاخرين ونحن نعلم ان البلاد تمر بأزمة اقتصادية ولكن يجب أن نعلم كم سنحصل علي مرتب بعد تحسن الاحوال فالخطط المعلومة تكون نتائجها واضحة واسرع لأنها تكون تحت اعين المواطنين. وكنت أتمني أن الانجازات التي تمت في تطوير المناهج والتي بدأت بالصف الأول الابتدائي أن يعلن عنها بشكل جيد هذا إلي جانب الغموض الذي يلف فكرة الوزير الخاصة بالتعليم من خلال الكمبيوتر وكان عنوانها( طلاب بلا حقائب) رغم أنها مطبقة في العديد من الدول المتقدمة إلا أنها جديدة علي مصر فكان يجب علي الوزارة أن تعلن عن الفكرة ويشارك ولي الأمر فيها خاصة وأن المصريين يرفضون فكرة التغيير ويفضلون الكتاب الورقي ولكي تنجح الفكرة لابد أن تتم تدريجيا وعلي مراحل ويتم تقييم كل مرحلة علي حده وطبقا لجدول زمني معلوم للجميع وتكون عمليات التنفيذ بالتوازي مع عملية تدريب المعلمين. وكل ذلك يحتاج إلي وسيلة تواصل بين الوزارة والمدرسة والمعلمين والطلاب وأيضا أولياء الأمور خاصة وان المشكلة الحقيقية بالوزارة هي انفصال الرأس عن الجسد وأن القرارات تصل إلي الميدان بعد عدة شهور إذا وصلت من الأصل ولايعيب الوزارة أن تعلن عن خططها في وسائل الاعلام حتي يكون المواطن شريكا حقيقيا مع الوزارة في اتخاذ القرار وتعود الثقة بين المواطن والوزارة وبالتالي المدرسة. [email protected] رابط دائم :