قامت الدنيا ولم تقعد منذ أصدر الرئيس مرسي الإعلان الدستوري الجديد, رغم أن هذا الإعلان جاء ليلبي مطالب ثورية كثيرة كان في مقدمتها إعادة محاكمة قتلة المتظاهرين الذين أدت الإجراءات القضائية المهلهلة إلي حصولهم علي البراءة الواحد تلو الآخر, وكأن الثوار كانوا يقتلون أنفسهم, وتغيير النائب العام الذي صنع هذه البراءات والأحكام الواهية, وحمي الفساد والمفسدين طوال فترة وجوده في منصبه الأزلي,الذي اختاره له رمز وصانع الفساد في تاريخ مصر الحديث اللامبارك الذي اعتبرته هذه القوي تعديات علي مبدأ الفصل بين السلطات, والتغول علي السلطة القضائية. وصل الأمر بالقوي السياسية المتناحرة والمتشاجرة إلي حد العمل علي تفكيك بنية مصر المؤسسية, وهدمها علي رءوس المصريين الغلابة البسطاء, بدعوي الثورية والدفاع عن الديمقراطية التي تحولت بفضل هذه القوي غير الوطنية الحقيقية إلي سوقراطية تتم خلالها المتاجرة بآمال وأحلام المصريين. لم تعد هذه القوي تري أبعد من أنوفهم, ولم تعد تفكر سوي في مصالحها الحزبية الضيقة, وتناست أن الثورة قامت من أجل حقوق الناس, الذين سطروا أهداف25 يناير بحروف المعاناة وكلمات الحرمان من أبسط حقوقهم في الحياة الحرة الكريمة,وبمداد الفقر وتدني مستوي المعيشة الذي سجنهم فيه النظام الفاسد, في الوقت الذي كان يجرف فيه مصر من ثرواتها وخيراتها في خطط خمسية وعشرية وسنوية منظمة. والمؤسف أن بعض هذه القوي لم تكن قوي ثورية أصيلة,ركبت موجة الثورة, ولم تؤمن بها حقيقة,تبنت أهدافها لمجرد رغبتها في الهتاف, والشو الإعلامي, فراحت تخوض معارك فضائية فقط, ولم تتحرك علي أرض الواقع في اتجاه تحقيق أهداف الثورة, ولذلك ناصبت القوي التي وصلت الي الحكم العداء علي طول الخط,لم يفهمون المعني الحقيقي للديمقراطية, والمشاركة والعمل يدا واحدة علي أن تتخطي مصر المحنة, وتخرج من نفق المرحلة الانتقالية المظلم ونسوا أن واجب الوطن علي نخبته السياسية أن يكونوا شركاء لا أعداء, واختاروا هم خندق العداوة, وهدم كل ما يحاول الشريك الإسلامي أن يبنيه. بدأت محاولات هدم مصر منذ أن حصل الاخوان علي الأغلبية البرلمانية, فكان لابد من هدم معبد التشريع علي رأس كل من فيه, وتركزت سلطة التشريع في أيدي جنرالات المجلس العسكري,الذين كانت إدارتهم السيئة للمرحلة الانتقالية, هي سبب كل مانحن فيه الآن. وتتوالي فصول الحرب بين تلك القوي الكارهة للوطن,والمتظاهرة بثياب الثورية والوطنية ضد وصول التيارات الإسلامية إلي السلطة فراحوا يدفعون في اتجاه الصدام بين جميع الفصائل وبين الإخوان المسلمين, من خلال معارك مصطنعة بين الفنانين والمثقفين وبين التيارات الإسلامية بدعوي حرية الإبداع, التي تعني في عرفهم حرية العري والرقص والإفساد والجنس في الإفلام والأعمال الفنية, واستمرت المعارك لتصل إلي الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور, وتم حل الجمعية الأولي بسلاح القضاء الذي أقحموه في المعترك السياسي, وجعلوا منه سلاحا سياسيا وحربة لضرب الأعداء المسلمين من خلال أحكام مصنوعة مقدما, ومتفقا عليها, وتم بالفعل حل الجمعية التأسيسية, وبدأت معركة الدستور, التي أصبحت مملة الفصول والأحداث كما المسلسلات المصرية المبنية علي المط والتطويل, وشغلوا الناس عن العمل والانتاج ببرامج التوك شو التي انحازت بكل بجاحة وعدم وطنية الي قوي الهدم, وكان لابد من حل الجمعية التأسيسية الجديدة بعد أن قاربت علي الانتهاء من صياغة مسودة الدستور, فهم لايريدون لمصر أبدا أن تصل إلي بر الأمان, يريدونها غارقة في مستنقع الخلاف والاختلاف, يهدفون إلي شل حياة المصريين, وإقناعهم بأن هؤلاء الذين وصلت إليهم السلطة ليسوا أفضل من نظام مبارك, لم يفعلوا شيئا للناس, وأن المصريين يجب أن يترحموا علي أيام المخلوع. راحوا من خلال حملات إعلامية وسياسية منظمة يكيدون للإخوان وللرئيس, ويشوهون كل خطوة يخطونها في سبيل استقرار الأوضاع في مصر, صانعين معارك وفتنة بين طوائف الشعب المختلفة. وأصبح مجلس الشوري والجمعية التأسيسية الثانية علي مرمي حجر من الهدم, رغبة في أن تعود الأمور إلي المربع صفر,وأن نبدأ مرة أخري من أول السطر, كل ذلك يحدث صراعا علي السلطة وليس لمصلحة المصريين, الذين كانوا ينتظرون أن تتحسن أحوالهم, ويتم وضع حد أدني وأعلي لأجورهم, وأن تعود إليهم كرامتهم المهدرة وينعمون في ظل عدالة اجتماعية غابت طويلا, واقتصاد مصري قوي, كل هذا لم يكن يعنيهم أبدا وإنما كل ما هدفوا اليه هو أن تكون الأمور محلك سرولا أريد أن أقول أنهم ينفذون مؤامرة حاكتها قوي مضادة للثورة وكارهون لمصر والمصريين, وتمولها أموال الفلول. حتي الهدنة التي توصلت إليها مصر في العدوان الإسرائيلي الأخير علي غزة لم تسلم من هجومهم, وراحوا يتاجرون بدماء أطفال أسيوط الذين راحوا ضحية اهمال السكة الحديد, ونسبوا الجريمة الي مرسي وإلي الإخوان المسلمين. لكل هذا كان لابد من تصحيح الأوضاع ووضع حد لتلك المؤامرة لهدم مصر, وهذا ليس دفاعا عن مرسي والإخوان المسلمين ولكن فقط ليعرف البسطاء حقيقة مايحدث.