وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين لم يتعلم من أخطاء الوزراء الذين سبقوه ابتداء من حبيب العادلي حتي محمد ابراهيم اعتبر هؤلاء جميعا أن شباب الثورة اعداء للداخلية ورجالها. ناصبوهم العداء بدلا من محاولة بناء جسور للتفاهم معهم. شباب الثورة سلاحهم التظاهر والداخلية سلاحها قنابل الغاز وطلقات الخرطوش. الشباب الثائر الموجود في محمد محمود وفي محيط وزارة الداخلية من أنبل وأنقي شباب مصر لاتخطئ ياوزير الداخلية نفس الخطأ القاتل لمن سبقوك منذ الاطاحة بالعادلي. لاتستمع إلي مستشاري السوء من حولك الذين يقولون لك ان ضرب هؤلاء الثائرين حق اصيل للداخلية دفاعا عن مقرها وهو قول في ظاهره الحق وباطنه الباطل. هؤلاء لم يقتربوا حتي الآن من الوزارة. ارسل إليهم ياسيادة الوزير رجال عقلاء من القوي الوطنية واجلس معهم ولاتستكبر أن تستمع إليهم فهم في عمر أبنائك والمثل يقول أن كبر ابنك خاوية علماء علم النفس والسلوك الانساني يقولون لنا إن العمر السني قد يزيد أو يقل عن العمر العقلي. بمعني إنني قد أجد رجلا في الخمسين من عمره وسلوكه وحديثه تافه وكأنه صبي في الخامسة عشرة من عمره وقد أتحدث مع شباب في العشرين واجد في حديثه حكمه شيخ في السبعين. سيادة الوزير صديقك من صدقك القول وأنا علي يقين من رجاحة عقلك واتزانك العقلي وحكمتك فقد عرفتك عن قرب من سنوات طويلة ولذلك لابد أن اصدقك القول فلا تستمع لأهل الثقة واستمع لأهل الخبرة فلا يعقل أن تصدر قرارا بإنشاء إدارة جديدة لحقوق الانسان والمجتمع المدني ولايتم تفعيلها أين العاملون في هذه الادارة لماذا لا يمارسون عملهم ويجرون اتصالاتهم مع منظمات المجتمع المدني والقوي الفاعلة علي الساحة السياسية للوصول إلي كلمة سواء فالداخلية ليست عدوا للشعب بل هي الساهر علي أمنه فقد علمنا الله أن الأمن مقدم علي الرزق عندما ألهم أبا الأنبياء سيدنا إبراهيم فدعاه رب اجعل هذا البلد آمنا وأرزق اهله من الثمرات. هل تعلم ياسياده الوزير لماذا عجز العاملون في هذه الإدارة عن التواصل بفاعليه مع القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني؟ ببساطة لأنك اخترتهم من أهل الثقة وليس أهل الخبرة وتركت أهل الخبرة من حملة الدكتوراه وهم ضباط بالداخلية وطلب رئيس الوزراء هشام قنديل أبحاثهم العلمية للاطلاع عليها والاستفادة من تطبيقها.. يبدو أن زمار الحي لايطرب ولهذا سنظل دوما في الداخلية وغيرها من الوزارات محلك سر.