قلوبنا كانت هناك نبحث مع الآباء والأمهات عن ملامح الملائكة دقائق تفصل بين آخر نظرة علي وجوه ضاحكة في طريقها لتلقي العلم وبين اشلاء يصعب أن تتعرف علي اصحابها, من أسماء علي وكراسات تصل إلي هوية صاحب الحقيبة. تقرأ آخر كلمات سطرتها انامله الصغيرة كلمات وكتب وكرااست تلطخت بالدماء والتصقت بها قطع من اللحم البشري هي كل ماتبقي من اطفال كانوا ملء السمع والبصر.. حادث مؤلم أوجع قلوبنا ولكن للاسف تم استغلاله سياسيا من الجميع, المعارضون للدكتور مرسي حملوه وحكومة الدكتور هشام قنديل المسئولية كاملة, والمؤيدون للدكتور مرسي وجهوا الاتهام لنظام مبارك الذي ترك مصر خرابة وإلي بقايا نظامه الذين يديرون المؤسسات والهيئات مطالبين بالتطهير. الحادث الذي ادمي قلوبنا بدلا من أن يدفع الجميع للبحث عن حلول ووضع حد للأهمال والفساد لانقاذ الوطن للاسف تم استغلاله سياسيا ووصل الأمر إلي عقد مقارنات بين موضوعات ليس بينها رابط الادماء واشلاء الملائكة قارن المتربصون بين مايحدث في غزة وماحدث في اسيوط وراحوا يحصدون الضحايا هنا وهناك ويتندرون من صورة د. هشام قنديل وهو يحمل جثة طفلة من غزة متعاطفا مع ضحايا العدوان الاسرائيلي, ورددوا مصر أولا واللي عايزه البيت يحرم علي الجامع. المعارضة للمعارضة اعمتهم عن رؤية مصر وهي تعود لممارسة دورها الاقليمي بقوة وكان الأولي بهم أن يقارنوا الموقف المصري من العدوان علي غزة2008 2009 عندما ساهمت مصر في حصار أهل غزة وبين موقف مصر بعد الثورة بزيارة رئيس الوزراء علي رأي وفد لاعلان التضامن الشعبي والرسمي, سحب السفير المصري من تل أبيب ومغادرة السفير الاسرائيلي للقاهرة ودعوة مجلس الامن والجمعية العامة إلي التدخل الفوري لوقف العدوان. عندما تحركت مصر تحركت جامعة الدول العربية وسافر وفد برئاسة الامين العام وعضوية عدد من وزراء الخارجية عندما تستيقظ مصر يصحوا الجميع وإذا نامت ناموا. الموقف اربك حساباتهم فراحوا تارة يحذرون من جر مصر لحرب غير مستعدة لها وتارة بزايدون ويرون أن ماتم ليس كافيا مذكرين الحركات الاسلامية بدعوتهم للجهاد وزحف ملايين لتحرير القدس إنهم يتبنون الرأي وعكسه حسب الموقف. وبين الرأيين هناك من ردد أن مصر أولي بالرعاية مقارنة أخري انتقلت من الفيس بوك إلي بعض المعالجات الصحفية وبرامج التوك شو المقارنة بين حادث حريق القطار رقم220 عام2002 وحادث قطار أسيوط رقم165 قطعا هناك أشياء مشتركة بين الحادثين أهمها الفساد والإهمال والتسيب وأن الضحايا في الحادثين من أهالي الصعيد المنسيين في حادث الحريق الذي تزامن مع عيد اضحي اكتظ القطار بالباحثين عن بهجة العيد بين دفء العائلة المحرومين منه طول العام للبحث عن لقمة عيشهم فإذا بالباحثيين عن البهجة والدفء تحترق أجسادهم وفي حادث أسيوط خرج الصغار يحملون حقائبهم واحلامهم وأسرهم يبحثون عن العلم الذي يعبرون من أجله مزلقان قطار لابد أن يعاتقوا الموت ذهابا وإيابا ليتلقوا العلم لعلهم يعيدون رسم أيامهم المقبلة بالوان البهجة بديلا عن البؤس المقارنة التي انتشرت علي موقع الفيس بوك اقترنت باستحواب الدكتور محمد مرسي عندما كان نائبا في برلمان2000 2005 وطالب فيه باستقالة الحكومة بالكامل وقال لا أحد كبير علي المساءلة. المقارنة هنا تتجاهل ان حادث حريق القطار2002 كان في عهد مبارك بعد مدة حكم اقتربت من ربع قرن وقتها وليس مدة حكم تقترب من الربع عام. والحادث في عهد رئيس الوزراء قبل الحادث بأربع سنوات وقبلها كان عضوا في الحكومة مايقرب من عشر سنوات القياس والمقارنة تفتقد للانصاف هناك فرق بين رئيس وزراء يحترم الناس ورئيس وزراء قال عند الحادث الصعايدة البهايم السبب ولعوا وابور جاز في القطر هناك فرق بين رئيس يذهب لمشاهدة تدريبات المنتخب ومصر حزينة علي ضحايا العبارة الذين التهمهم البحر ورئيس يخرج بعد دقائق من الحادث ليقدم العزاء ويقيل الوزير ورئيس الهيئة ويحيل كل المتسببين عن الحادث للتحقيق ويصدر قرار من وزير الدفاع بعلاج المصابين بمسشتفيات الجيش. وماتقدم لايعني الرضا علي أداء الحكومة الذي لم يرق بعد إلي طموحات وتطلعات المصريين بعد الثورة هناك ملفات لاتحتمل التأجيل والا سنفاجأ بكوارث وموت جماعي في مكان آخر مشكلات السكة الحديد لاتحتاج إلي لجان كما أعلن الوزير المستقيل وانما تحتاج إلي تدخل سريع للفعل.. التقارير والدراسات موجودة لكن نحتاج الارادة مطلوب صحوة لنستعيد ملامح وطن تمزقه الخلافات.. نحتاج إلي الاتفاق حول مشكلات لاتحتمل الخلاف من أجل مصر.