قرر الاحتلال الإسرائيلي توجيه ضربات لقطاع غزة بسبب صواريخ القسام.. هذا هو السبب المعلن.. أما السبب الحقيقي فهو تقليم أظافر المقاومة والقضاء أولا بأول علي قدرات القطاع والتضييق علي سكانه وتشديد الحصار لدفعهم إلي المغادرة إلي وطن بديل!! غزة بالنسبة لإسرائيل صداع مزمن.. هي لا تريد احتلالها في الوقت الحالي لأن تكلفة البقاء فيها كبيرة وإلا لما خرجت منها قبل سنوات, وإن كانت تخطط للإستيلاء عليها في وقت لاحق, ولهذا السبب هي لا تريد لسكانه العيش في سلام, ولهذا أيضا فرضت عليها حصارها الجائر برا وبحرا وجوا. عملية عمود السحاب.. ليست إلا إعتداء قديم جديد.. وهي لم تتراجع عنه بسرعة إلا بعد أن هددت صواريخ حماس المستوطنات الإسرائيلية وشكلت خطورة حقيقية علي المستوطنين في القدسالمحتلة وتل أبيب, وإلا لما تدخلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بنفسها لتنفيذ الهدنة, ولو لم تكن تلك الصواريخ تمثل تهديدا حقيقيا لما توقفت إسرائيل عن اعتداءاتها ولاستمرت فيها لحصد المزيد من أرواح المدنيين الفلسطينيين من الأطفال والنساء والشيوخ,ولما توقفت عن استهداف القيادات الميدانية لحماس. في الاعتداءات السابقة التي حملت اسم الرصاص المصبوب وصل عدد الضحايا الفلسطينيين إلي1500 شهيد, وفي الاعتداءات الجديدة العدد تجاوز بالكاد رقم ال150 شهيدا, أي عشر عدد الضحايا وهو إنجاز هزيل لا يتناسب مع الحشد البري لأكثر من75 ألفا من جنود الاحتلال الذي جهزت له إسرائيل ولا مع طموحات قادتها النازيين وعلي رأسهم الإرهابي بنيامين نتنياهو. ورغم سعي إسرائيل للهدنة التي أعلنت مساء الأربعاء الماضي إلا أنها خرقتها بعد أقل من يومين علي توقيعها بقتل فلسطينيين بالرصاص واعتقال عدد آخر من النواب في الضفة الغربيةالمحتلة, وهو خرق متوقع من كيان لم يتعود علي احترام العهود والاتفاقيات..هذه إسرائيل. الدولة العبرية اعتادت قتل المدنيين العزل بدم بارد, وعندما تلقي مقاومة حقيقية تجأر بالشكوي وتلجأ إلي حماتها في البيت الأبيض ليخفوا عنها الضغط بتدبير وقف إطلاق نار مؤقت حتي تتمكن حليفتها الاستراتيجية من استجماع قوتها مرة أخري لإعادة الكرة من جديد.. هكذا فعلت في اعتداءاتها علي جنوب لبنان في2008 حتي أوقفها مقاتلو حزب الله, وكررت السيناريو نفسه مع حماس منذ أيام حتي أوقفتها صواريخ حماس, ولكنها لم ولن تتوقف عن المبادرة بالاعتداء إلا عندما تفاجأ بمقاومة مؤثرة قادرة علي تكبيدها خسائر بشرية وهي أكثر ما يؤلمها..ليس في الأمر جديد. [email protected] رابط دائم :