تميل بعض التحليلات السياسية الموجهة إلي التبرير والبحث عن أهداف مقبولة وذرائع منطقية للعدوان الإسرائيلي علي غزة. فمن قائل إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المتطرف بنيامين نتنياهو يهدف من وراء اعتداءاته المجرمة علي الشعب الفلسطيني الأعزل والمحاصر في القطاع منذ سنوات إلي الحصول علي مزيد من الأصوات في الانتخابات المقبلة, ومن قائل إن عملية عمود السحاب تأتي ردا علي إطلاق صواريخ القسام وجراد علي جنوب إسرائيل من جانب فصائل المقاومة بما تمثله من تهديد للمستوطنين اليهود, أو أن العملية الوحشية والهجوم الإسرائيلي الشرس دفاع مشروع عن النفس ضد ما تصفه وسائل إعلام الدولة العبرية بالإرهاب الفلسطيني علي حد زعمها, أو لتعطيل ذهاب الفلسطينيين إلي الأممالمتحدة للحصول علي صفة دولة غير عضو في المنظمة الدولية, وتتجاهل كل التحليلات التاريخ الدموي للاحتلال علي مدي64 عاما والاعتداءات غير المبررة والمجازر البشعة ضد الفلسطينيين لدفعهم إلي مغادرة أراضيهم بالقوة لتوسيع المستوطنات من أجل إستيعاب المزيد من المهاجرين اليهود. يتعامي المحللون الإسرائيليون والغربيون علي حد سواء عن حقيقة أن رؤساء حكومات إسرائيل المتعاقبة لم يكونوا أكثر من سفاحين متعطشين دوما للدماء, وأنهم جميعا يسعون إلي التفوق علي بعضهم البعض فيمن يسفك المزيد من الدم الفلسطيني, من منطلق أن هذا كله يصب في مصلحة إسرائيل الكبري التي يحلمون بها. قبل6 سنوات فقط كان آرييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها هذا الجزار المجنون يتفاخر بتدمير البنية التحتية اللبنانية بالحجة نفسها, وهي إطلاق حزب الله صواريخ علي مدن إسرائيل الشمالية, فأطلق آلته العسكرية لكي تدمر كل الجسور ومحطات المياه والكهرباء في أنحاء لبنان بغارات جوية مكثفة, قبل أن يفكر في توجيه أي ضربة لقوات حزب الله, والآن يأتي إرهابي آخر هو نتنياهو ليستهدف المدنيين في غزة بالمقاتلات لتصفية المقاومة وتركيع الشعب الفلسطيني وتعطيل أي حل أو تسوية سياسية. وكما أن إسرائيل لا تحتاج إلي ذرائع لشن هجماتها البربرية علي العزل في غزة من وقت لآخر, فإن نتنياهو لا يقل تطرفا وجنونا وسفها عن سلفه شارون.. كلاهما مجرم وقاتل. وإذا كانت السكتة الدماغية, قد غيبت شارون عن الوعي حتي دب العفن في جسده وهومازال حيا ميتا في آن, واحد فإن المصير الذي ينتظر نتنياهو لن يقل بشاعة عن سلفه ومعلمه السفاح الذي يتمني الموت ولا يطوله. [email protected] رابط دائم :