تستضيف مصر السبت القادم اكبر وفد تركي رسمي في تاريخ علاقات البلدين برئاسة رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء ويصحبه12 وزيرا لبحث أوجه التعاون بين البلدين.. وتعد الزيارة اقتصادية في المقام الاول. خاصة في ظل نجاح التجربة التركية.. فكيف أصبحت تركيا غولا اقتصاديا؟ سؤال يطرح نفسه بقوة مع تفجر ظاهرة الاقتصاد التركي في وجه العالم محققا ارقاما قياسية سواء علي صعيد معدلات النمو أو حجم الاستثمار المحلي, وتصاعد ارصدة الاحتياطي النقدي وتراجع الدين العام الخارجي. لو وجدتم من رجب طيب أردوغان فسادا فحاسبوه.. سأحقق احلامكم وطريقي الي هذا القضاء فقط علي الفساد هذه العبارة ذات التصنيف الثوري كانت المفتاح السحري للتطور الهائل الذي شهدته تركيا خلال9 أعوام تولي فيها رجب طيب أردوغان رئاسة الحكومة في ظل حصول حزب العدالة والتنمية علي الاغلبية في البرلمان. وقد شهدت تركيا في الأعوام التسعة الاخيرة تفعيلا لظاهرة التطهير في القطاع الحكومي وتراجعت معدلات الفساد بنسبة تفوق ال90%. تعاني تركيا اضطرابات في منطقة الشمال الذي يعد ملجأ للاكراد الساعين الي اقامة دولة منفصلة هناك, وتعاني هجمات ارهابية, واطلاق حملات عسكرية من حين إلي آخر لضبط المتمردين. مثلما هو الحال حاليا في مصر في منطقة سيناء ولديها حدود مشتعلة الآن مع سوريا بعد استضافة تركيا عشرات الآلاف من اللاجئين والهاربين من مذابح نظام الاسد. وعندما بدأت عجلة الانتاج في تركيا عام2003, كان الدين الخارجي يبلغ25 مليار و400 مليون دولار والعجز يلتهم نسبة تفوق ال70% من موازنة الدولة. وبدأت خطة انقاذ الاقتصاد من خلال الاستفادة من اهم القطاعات الاقتصادية في الدولة لزيادة الدخل القومي للبلاد دون فرض ضرائب جديدة فارتفع انتاج القطاع الاقتصادي من4% الي12% من نسبة الناتج القومي ورفع قطاع الصناعة بنسبة58% من الناتج القومي كما تمت اعادة هيكلة القطاع السياحي وزيادة نسبة الخدمة, وضخ استثمارات جديدة من خلال اعادة استغلال الساحل الجنوبي للبلاد فزاد الدخل القومي من16 إلي18 مليار دولار امريكي سنويا, ووصل عدد السياح في تركيا الي30 مليونا بعد ان كان12 مليونا في بدايات عهد اردوغان. وهناك نقطة تحول في تاريخ تركيا وهي عملة الليرة الجديدة التي تم إحلالها بدلا من العملة القديمة وبدء خطة اقتصادية جديدة بعد تصاعد الدين الخارجي, وبدأت تركيا من رحلة الصفر ونجحت في تحقيق اكبر معدل نمو في اوروبا والعالم تجاوز8% كمتوسط في آخر8 أعوام. واصبحت الصناعات التركية من اهم الصادرات حول العالم تتقدمها المنسوجات وتجارة الملابس حيث تحتل تركيا المركز الثالث عالميا في تصدير المنسوجات بعد ايطاليا والمانيا ولكن النسبة الاكبر من حجم الصادرات التركية تتمثل في صادرات المواد الكيميائية بنسبة41% وتليها صادرات البلاستيك والحديد بنسبة31% وتقدم الصادرات الكيميائية دخلا سنويا يبلغ7 مليارات و500 مليون الي8 مليارات و250 مليون دولار سنويا. وبدأت تركيا في نهاية المطاف جني ثمار خطة التحول الاقتصادي لديها فتوقف الدين الخارجي عند5 مليارات و500 مليون دولار واصبحت تركيا في طريقها لدخول التضخم بعد الوفاء بديونها وزاد ناتج الدخل القومي إلي نحو800 مليار دولار سنويا بنسبة عجز سنوي لاتزيد علي3% من نسبة الدخل. تشغيل40% والإنتاج12% قطاع الزراعة يواجه في تركيا أزمة كبيرة رغم التطوير الذي شهده في عهد الحكومة الحالية وخطتها الاقتصادية علي مدار الاعوام الثمانية الماضية حيث يضم اكبر كتلة بشرية عاملة في تركيا وتصل نسبتها الي40% من قوة العمل ولكنها لاتنتج سوي12% من الدخل القومي. الذهب أهم المعادن كروم الذهب هو أهم المعادن الطبيعية في تركيا, حيث تستخرج تركيا منه نحو15 طنا من الذهب الخام سنويا, مما يجعله اهم موارد العملة الصعبة. ويليه في المعادن الطبيعية معادن الفضة و الفحم والنحاس نمو5% عام2013 كل المؤشرات تتجه صوب حدوث طفرة نمو جديدة في الاقتصاد التركي خلال العام المقبل مابين4 و5% بزيادة تتراوح بين1 و2% عن معدل النمو في العام الحالي.2012 18 ألف دولار دخل المواطن طبقا لوكالة الاناضول يهدف البرنامج الاقتصادي التركي لعام2013 إلي زيادة متوسط الدخل السنوي للمواطن الي18 الفا و834 دولارا بزيادة تصل الي742 دولارا عن المتوسط في عام2012 الذي قدرت قيمته ب18 الفا و92 دولارا. وتصل نسبة الزيادة في متوسط الدخل السنوي للمواطن في عام2012 الي7,102% عن متوسط دخل المواطن التركي في عام2002, أي تضاعف اكثر من10 مرات في غضون10 سنوات فقط من الخطة الاقتصادية التي تعيشها تركيا. الكرة أهم أسواق التبادل بين مصر وتركيا ليس البيزنس وحده هو محور التعاون المشترك بين تركيا ومصر, فهناك اوجه اخري قد لاتكون مرئية لرجل الشارع او المسئول الحكومي وهو عالم كرة القدم الذي اصبح في اوروبا اقتصادا منفصلا يدر مليارات الدولارات سنويا. ففي عالم كرة القدم, تعد تركيا أكبر دولة في اوروبا علي الاطلاق استضافت لاعبين مصريين محترفين علي مدار ربع القرن الاخير الذي بدأ معه ظاهرة الاحتراف في اوروبا, وحاليا هناك ثنائي مصري يلعب محترفا في بلاد الباشاوات وهما عمرو زكي(29 عاما) مهاجم المنتخب الوطني والزمالك سابقا ولاعب فريق إلزاجسبور احد فرق الدوري الممتاز, حسام حسن(23 عاما) لاعب وسط فريق رايزا سبورت متصدر دوري الدرجة الثانية والمعار من المصري البورسعيدي.