اليوم يمر15 يوما علي بقعة الزيت السابحة, الهائمة, العائمة علي صفحة النيل الخالد, تجوب المدن, وترتاد القري من أقصي الجنوب إلي الشمال, تلطخ سمعة حكومة خذلت الشعب, وحولت أحلامه في العيش الكريم إلي آلام ومعاناة في الغذاء والدواء.. أسبوعان لم يستطع محافظ واحد من أسوان حتي البحيرة أن تكون لديه الشجاعة والقدرة في مواجهة البقعة مجرد بقعة زيت طولها40 مترا كلهم تركوها لتكون بقعة سوداء تضاف إلي بقع الفشل التي تلاحق حكومة عاجزة عن التخطيط, مرتعشة التنفيذ, ضعيفة التفكير, فقيرة التدبير. كل ما يفعله السيد المحافظ في مواجهة البقعة وقف عمل محطات مياه الشرب لحين انتهاء مراسم مرور صاحبة الجلالة السيدة بقعة بنت زيت مع الابتهال إلي الله الكبير أن يجعل مرورها في محيط مدن وقري المحافظة بردا وسلاما, وأن يبعث الله بريح صرصر تقذف بها سريعا خارج الحدود حتي لا يطول العطش ويخرج المواطنون يحتجون ويحرجون السيد المحافظ, وعند خروجها بسلام يشعر السيد المحافظ بالسعادة والغبطة ويعود إلي ممارسة عمله في تعذيب المواطنين. هكذا صار المجتمع في مشهد عبثي بسبب حكومة قنديل التي تتحدث عن مشروعات في التكنولوجيا النووية, بينما فشلت في حصار بقعة زيت, وعجزت عن تنظيم سير القطارات وتأمين الركاب فإذا بقطارين يصطدمان علي خط واحد كما حدث في الفيوم ووزير النقل ومساعدوه لايزالون في مواقعهم. أليست هذه الحكومة التي رفضها الشعب عند تشكيلها؟ ثم أليس حزب الحرية والعدالة صاحب الأغلبية الذي يطالب الآن بإقالة6 وزراء منها هو الذي دافع عنها بل اعتبرها من أفضل الحكومات في مصر؟! بأي امارة وأداؤها علي رءوس الاشهاد واخفاقاتها علي مرمي البصر بالأرقام ما بين ارتفاع حاد في معدلات البطالة تجاوز14% وزيادة غير مسبوقة في الديون وعجز الموازنة تجاوز50 مليارا في3 أشهر فقط, وانخفاض مفزع في معدلات الإنتاج, ناهيك عن الهبوط الحاد في مستوي الخدمات الجماهيرية وزيادة الأعباء علي المواطنين. أليست مشاهد الفشل وشواهد الشلل, كفيلة بإقالة حكومات عجزت حتي في إزالة بقعة زيت؟.