بمجرد أن تنتهي تكبيرات العيد وصلاته, ويبدأ أهالي محافظة البحيرة في نحر الأضحية, تخرج مكبرات الصوت المحمولة علي سيارات نصف النقل تدعو الناس إلي التبرع بجلود الأضاحي للاستفادة بثمنها في أعمال الخير, سواء للافراد, أو للجمعيات الأهلية, وتستمر تلك النداءات طوال أيام عيد الأضحي, حيث يتم تجميع الجلود تمهيدا لإرسالها إلي المدابغ التي تعتبر عيد الأضحي هو موسم عملها الأساسي خلال العام. وحول أسلوب جمع جلود الأضاحي في العيد يقول مرسي الصاوي أحد جامعي جلود الأضاحي إن العيد فرصة جيدة لجمع الجلود, حيث نقوم بالاتفاق مع الجزارين الذين تعودوا أن يحصلوا علي الجلود من أصحاب الأضاحي بعد أن يقوموا بذبحها, وذلك مقابل حصولهم علي مبالغ مالية بالإضافة إلي ارتباطنا بعلاقات مع بعض المجازر للحصول علي الجلود وتجميعها قبل توريدها إلي المدابغ المحلية. وأكد محمد فضل, طالب بكلية الزراعة, أن عيد الأضحي فرصة لكسب بعض الأموال التي أستعين بها لاستكمال دراستي, حيث أسعي لشراء جلود الأضاحي من الجزارين أو بعض جامعي الجلود أو من الأهالي, وبيعها بعد ذلك بهامش ربح معقول إلي المدابغ التي تقوم بدورها بمعالجتها لكي تصبح جاهزة للاستخدام في صناعة المصنوعات الجلدية. بينما قال محمد رمضان أحد رؤساء الجمعيات الخيرية, أنهم تعودوا في كل عيد أضحي علي تسيير عدد من السيارات بمكبرات للصوت تدعو المواطنين للتبرع بجلود الأضاحي للجمعية, حيث يقوم شباب الجمعية بتجميع تلك الجلود ورشها لحفظها مؤقتا حتي يتم بيعها للتجار والانتفاع بثمنها في دعم أنشطة الجمعية. وحول موقف بعض أئمة المساجد وخطبائها يقول الشيخ ناجي السيد, أن بعض سماسرة جمع جلود الأضاحي يقومون بإغراء بعض المواطنين البسطاء الذين ينحرون أضحياتهم لبيع جلود أضاحيهم بمقابل مادي, ونحن نواجه هذا الموقف لدعم فكرة التبرع بتلك الجلود, بتأكيد ما قاله بعض الأئمة من السلف بأن( من باع جلد أضحيته, فلا أضحية له). وأيضا ابراز أن التبرع بها جائز شرعا, مع جواز استغلال ثمنها في المصلحة العامة بمعرفة المساجد والمؤسسات والجمعيات الخيرية, وحول المراحل التي تتم معاملة جلود الأضاحي بها منذ لحظة التجميع وحتي لحظة تصنيع المصنوعات الجلدية. يقول المهندس رضا السكري, أحد أصحاب المدابغ بالبحيرة, أن الجلود المستخدمة في الدباغة نحصل عليها من منتجي اللحوم ومن المجازر ومن جلود لحوم الأضاحي, ولكي نحافظ علي تلك الجلود من التعفن وأثناء التجميع نعالجها في البداية بازالة طبقة اللحوم الملاصقة لها ثم ننزع الشعر الملتصق بها, وبعد ذلك تتم معالجتها بمحلول الملح ومحلول ماء الجير, ثم الحامض متوسط القوة, بعدها تصبح الجلود نظيفة ومعدة لعملية الدباغة, وبعد دباغة الجلود يتم توريدها إلي المصانع المختصة بالصناعات الجلدية لتصنيع الأحذية والأحزمة والشنط وغيرها. وحول أسعار جلود الأضاحي يؤكد محمد الجيار بشعبة المصنوعات الجلدية بالغرفة التجارية, أن ثمن جلود الأضاحي سوف ينخفض هذا العام بنسبة30% بسبب كثرة الأضاحي, وبالتالي سوف تنخفض أسعار المصنوعات الجلدية بالأسواق. أما عبد السلام فياض, أحد المسئولين السابقين عن حماية البيئة, فيقول أن أحدي السلبيات الخطيرة في عمليات جمع جلود الأضاحي تتمثل في أن بعض جامعي الجلود يقومون بتجميعها علي أرصفة الشوارع تمهيدا لنقلها مجمعة فيتركونها مدة طويلة معرضة للهواء والشمس, ولوجود الكثير من المخلفات والدماء فيها, تصبح بؤرة يتجمع عليها الذباب والحشرات التي تؤدي إلي تلوث البيئة, وبالتالي الاضرار بصحة المواطنيون, ولذلك ينصح بضرورة رش الملح عليها, ولفها وتغطيتها ونقلها أولا بأول للمدابغ التي تقوم بمعالجتها وأعدادها للتصنيع.