فوجئ المقدم طارق الوتيدي رئيس مباحث قسم مصر القديمة بدخول شاب في العشرينات من عمره إلي ديوان القسم وهو في حالة هيستيرية ويصيح قائلا إنه قتل والده, وحاول رئيس المباحث تهدأته واستطلاع الأمر. ولكن الشاب رفض الجلوس وظل يصيح وهو ينتفض ويهتز وهو يقول والدي يرفض تعييني في شركة بترول وأنا ترتيبي26 علي دفعتي ومشهود لي بالكفاءة منذ أن كنت طالبا في كلية الهندسة, وأضاف أن القطاع الخاص تنهال فيه عروض توظيف له بكثرة ولكنه يتمني أن يعمل في قطاع حكومي. وأكد أنه طلب من والده المسن أكثر من مرة أن يحقق له ذلك باعتبار أن له العديد من المعارف منذ أن كان يعمل بإدارة الائتمان بالبنك الأهلي بالفرع الرئيسي ولكنه كان دائم الرفض لمساعدتي في الحصول علي أي وظيفة حكومية. وأكد أنه أخيرا نشبت بينهما مشادة كلامية لإحساسه بالعجز بسبب إصرار والده علي موقفه وعندما عاتب والده صفعه علي وجهه.. وقال وجدت نفسي أضربه بالطبنجة الصوت التي يمتلكها فأرديته قتيلا, واستعان المقدم الوتيدي في بادئ الأمر بخطورة البلاغ بسبب السلاح المستخدم وعرض عليه الجمع بينه وبين والده المسن في جلسة مصالحة بديوان القسم, وفوجئ بالمهندس يقدم له رقم موبايل أبيه وقال له اتصل به ليأتي إلي هنا. فقام المقدم بإجراء الاتصال بهاتف الأب وفوجئ بأحد الجيران وهو لواء شرطة سابق يخبره بمصرع الأب بعد انفجار رأسه وتناسر قطع من المخ خارجه في موقع الحادث, فزع رئيس المباحث من هول ما سمع والتفت إلي المهندس الذي كان ينظر له صامتا ثم اصطحبه مسرعا لمعاينة الحادث, واكتشف أثناء المعاينة أن الطبنجة من النوع التركي التي يتم تعبئتها بطلقات بها بلي حديد قطره(3) مللي كما عثر في مكان الحادث علي عشرة فوراغ لنفس نوع الطلقات وبمطابقة عدد الطلقات مع وضع الجمجمة وتناثر أجزاء من مخ المجني عليه تأكد أن مكان الرامي كان قريبا من الرأس, وبسؤال الأم فاتن55 سنة ربة منزل ومقيمة بمنطقة الفسطاط بضاحية مصر القديمة أكدت معاناة ابنها المتهم م29 سنة مهندس بترول من مرض الصرع وأنه يعالج منذ فترة, وأيدت أقوال الابن. وكان اللواء أسامة الصغير مساعد الوزير لأمن القاهرة قد تلقي إخطارا من المقدم طارق الوتيدي رئيس مباحث مصر القديمة بقتل مهندس لوالده رميا بالرصاص, وكشفت تحريات اللواء سيد شفيق مدير مباحث العاصمة أن المتهم مهتز نفسيا ويعاني من تداعيات مرض الصرع بحسب رواية الجيران ووالدته. تم ضبط المتهم وأمام العميد علاء السباعي رئيس قطاع غرب القاهرة علل المتهم جريمته لرفض والده مساعدته في إيجاد وظيفة حكومية برغم تعدد معارفه.