أفلام الرعب والخيال العلمي دراما تفتقدها السينما المصرية لم يقترب منها صناعها قد تكون هذه الأسباب أننا نحيا في مجتمع تغلب علية سمات معينة ترفض قبول هذه النوعية من الأفلام وقد يعود السبب أيضا الي ضعف إمكانات كتاب السينما خاصة وأن هذه النوعية من الأفلام تحتاج لكاتب يحمل من المعرفة والخبرات الكثير بينما يعتمد معظم كتاب السينما علي الموضوعات الاجتماعية التي لاتحتاج للكثير من الجهد وقد جاء مسلسل أبواب الخوف يطرق بحرفية شديدة هذا العام ليؤكد أننا من الممكن أن نقترب من مثل هذه الأعمال وقد ننجح فيها ثم تلتها تجربة سينمائية للسيناريست أحمد عاشور الذي يجري التحضير لها الآن بعنوان ستة ستة ستة وقد دعانا هذا للوقوف أمام سؤال مهم وهو لماذا لانتطرق لمثل هذه الأعمال وما العائق الذي قد يواجهنا إدا أردنا؟. في البداية يقول السيناريست فيصل ندا لقد حصرت السينما نفسها في عدد من الموضوعات التي تدور حول الأسرة والشارع المصري ويبقي السؤال: لماذا لم نتطرق إلي عالمية الموضوعات ولماذا لم نقترب من أفلام الخيال العلمي والرعب؟! الإجابة تتلخص في الخوف الشديد من الفشل وعدم إقبال الجمهور علي هذه الأفلام لأنه تعود علي الأفلام السهلة مؤكدا أن هذه الأعمال تنجح في الخارج وتجد جمهورها لأنها تمول بشكل يليق بخروجها علي أكمل وجه وهو يظن أن الإنتاج المصري لن يرتقي لعمل فيلم يرضيه, وهناك تجربة للمخرج كمال الشيخ ولكنها لم تلق النجاح الكافي عموما فان هذه الأعمال تحتاج لفكر جديد ومؤلف واع بإمكانه كتابة عمل رعب أو خيال علمي بدون الاقتباس من الأفلام العالمية. ويرجع المخرج محمد القليوبي عدم وجود هذه الأفلام في مصر الي الجمهور نفسه الذي لن يتقبلها مؤكدا أن طبيعة الشعب المصري وخصائصه لاتؤهله لقبول مثل هذه الأفلام وأن مزاج الجمهور هو الذي يتحكم في نوعية الأفلام وأن المنتجين لو كانوا يعلمون أن هذه الأعمال قد يقبل عليها الجمهور لكانوا أنتجوها لأنهم يبحثون عن الربح وأضاف القليوبي هناك دول لا توجد لديها أفلام بوليسية مثل روسيا بينما توجد بكثرة في دول أخري, وإذا أقدمنا علي التجربة وعملنا فيلم رعب فمن المؤكد أنه سيخرج مضحكا لأننا نفتقد هذا في الواقع الذي نعيشه ويتماشي معنا أكثر أفلام الرومانسية والاجتماعية والأفلام التي تناقش قضايا حياتية بشكل عام. ويؤكد الناقد ممدوح الليثي أن هذه النوعية من الأفلام تحتاج إلي مخرج من نوع خاص يحمل إمكانات خاصة وهذا مايفتقده مخرجو السينما في مصر وكان يتمتع به في السابق كمال الشيخ ويليه حسام الدين مصطفي وبشكل عام لقد قلت أفلام الرعب في العالم وانتقل ماتبقي منها من السينما الي التليفزيون. وأعتقد أنه الأجدر بنا التقدم فيما نمتلكه ونستطيع عمله وتجويده بدلا من التطرق لأنواع قد لاننجح فيها. ويري السيناريست بشير الديك أن مثل هذه الأفلام ترف لانملكه وتعتمد بشكل كبير علي مخرج يحمل موهبة فذة كما كان الحال مع هتشكوك الذي قدم أفلاما تحمل طابعا فلسفيا رغم أنه كان يخاف من الظلام بأدوات علمية متاحة. وأضاف الديك نحن دولة فقيرة تحاول عمل سينما اجتماعية جديدولايوجد لدينا الترف ولا الرفاهية الإنتاجية والتكنولوجيا التي تؤهلنا لعمل مثل هذه الأعمال وأعتقد لو أقدم عليها أحد لن تكون مقنعة, ولايجب أن نقارن أنفسنا بأحد فأمريكا تنتج مثل هذه الأعمال لأنها تعرف جيدا أنها مفتوحة علي العالم كله وتصدر أفلامها بشكل يعود بربح وفير يمكنها من الاستمرارية. ويؤكد السيناريست أحمد عاشور صاحب تجربة فيلم ستة ستة ستة أنه يجيد كتابة هذه النوعية من الأفلام ويحبها مؤكدا أنه أتجه الي الكتابة في هذا المجال لأنها منعدمة لدينا والجمهور دائما يبحث عنها ولايجدها إلا في الأفلام الأجنبية وقال عاشور للأسف مازالت السينما المصرية تجري خلف أفلام المخدرات والأكشن المتكررة وتبتعد عن أفلام الرعب والخيال العلمي وأنواع أخري كثيرة من الأفلام وهذا لايصنع سينما ناجحة, أتمني أن يتجه الكتاب إلي مثل هذه النوعية من الأفلام ومن المؤكد سوف تجد طريقها للإنتاج إذا كتبت بشكل جيد و أعتقدأن لدينا من الممثلين والمخرجين من يستطيع عملها بإتقان شديد وقد ننافس بعد ذلك الأفلام العالمية. وقال المنتج والموزع محمد حسن رمزي إنه بالفعل قام بشراء عدد من أفلام الرعب وكان سيشرع في إنتاجها من أربع سنوات ولكن تم تأجيلها لظروف معينة وينتظر فقط الوقت المناسب لإنتاجها مؤكدا أنه في حال عمل فيلم رعب حقيقي وجيد سيجد جمهوره وبشكل كبير لأننا نفتقد مثل هذه الأفلام التي يلتف حولها عدد كبير من الجمهور أمام شاشات التليفزيون لمشاهدة أعمال أجنبية فالجمهور دائما يبحث عن الجيد والجديد ولايوجد مانع من الاقتراب من رغباته إذا أمكن ذلك.