كان العنصر الأكثر إشكالية في هذه التجربة، هو تصنيف هذا النوع من الكتابة، وما يقابله من صعوبة في تصنيفه من جمهور المتلقين، والذي كان أقرب إلي الرفض أو إلي استغراب هذا الشكل الأدبي، لما له من غرابة علي الذائقة العربية، وهو ما تجلي في المشكلة التي واجهت الكاتب حين حاولت "دار الكتب" تصنيف كتابه في قوائمها، فلم تجد قائمة تضم أدبا للرعب، مما دفعه مضطرا إلي تصنيفه كأدب الخيال العلمي. أقامت دار "وعد" للنشر والتوزيع ندوة لحفل توقيع المجموعة القصصية "الرجالY" » ورواية (ن= ف)، الصادرتين عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة للكاتب الشاب كريم الصياد"، بحضور الناقد مصطفي رزق والشاعرة إيمان بلال وعدد من الأدباء الشباب. بدأ الناقد مصطفي رزق بطرح تساؤل حول الغاية من تحول الكاتب عن كتابة نوع أدبي هو شعر الفصحي، الذي صدر له فيه ديوانا "الأمر" و"منهج تربوي مقترح لفاوست"، رغم الاستقبال الجيد للديوانين، وتوجهه إلي كتابة النثر بنوعيه الإبداعيين الروائي والقصصي، ثم تحدث عن خاصية مميزة وظاهرة في كتابات المبدع النثرية وهي الازدواجية الواضحة في مزجه بين فنيات الحكي الدرامي وعناصر بنائه من جهة وتقديمه للفكرة المجردة الفلسفية من جهة أخري، إذ بدا اهتمام الكاتب بالعنصرين واضحا كما أشار إلي خصوصية اللغة الأدبية المقدم بها عمل صنف تحت اسم رعب الخيال العلمي التي ظهرت ابتداء من عنوان العمل المجموعة القصصية "الرجال Y" ورواية (ن= ف)، وما يلزم لكتابة هذا النوع من خلفية معرفية وثقافية عند الكاتب وما يلزم لقراءتها. كما تطرق إلي تلك التساؤلات المطروحة في العمل وغايته في محاولة إيجاد إجابات لها هذه السمة التي بين أنها تسم معظم الأعمال الإبداعية الشابة والتي دارت حول الوجود والغاية من الحياة وكيفية إيجاد وخلق قيم جمالية فيها. إضافة إلي التنويه علي أن أهم ما يميز هذه الأعمال والذي يمثلها العمل موضوع الندوة كونها تهدف إلي التساؤل مع الإقرار بكونها لا تمتلك إجابة يقينية مطلقة. وفي تعليقه علي العمل قال كريم الصياد إن المجموعة تعد امتدادًا لمسيرته الأدبية في المزج بين الرعب والخيال العلمي والفلسفة، وتركّز المجموعة في أغلبها علي الرعب البيولوجي تحديدًا، وتعتمد في أكثر قصصها علي فكرة المسخ، أو التحول الجسدي الذي هو أوسع نطاقًا من مجرد التشوّه، والذي تملك القصة تفسيرًا محددًا له بشكل ما في كل مرة. وأصر الصياد علي الفصل التام بين مشروعيه الشعري والنثري، الذي يهدف كل منهما إلي غاية دون الآخر وفي هذا أشار إلي انه يكتب لنفسه ما يتمني أن يجده في الأدب. هذا النوع الأدبي الذي يعد مثالاً لأدب المستقبل إذ يري أن الحديث في موضوعات علمية وفيزيائية هو الأوسع انتشارا بعد سيادة موضوعات الأدب الاجتماعية هذا بعد أن أكد علي احتمالية مجابهة هذا الشكل الأدبي لما له من غرابة علي الذائقة العربية وهو الموقف الذي وضح في إشكالية بسيطة واجهت الكاتب حين حاولت دار الكتب تصنيف كتابه في قوائمها فلم تجد قائمة تضم أدبا للرعب، واضطر غير مستريح إلي تصنيفه بأدب الخيال العلمي، وكان يتمني أن يصنف تحديدا بأدب رعب الخيال العلمي.