يعتبر شيخ المفسرين وابا التفسير فهو البارع في العديد من العلوم كالقراءة والتاريخ والحديث والتفسير والفقه, صاحب مذهب فقهي اجمع العلماء علي عظمة قدره وتجلي مكانته.. صنف في علوم كثيرة في التفسير اهمها جامع البيان في تفسير القرآن هو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري, كان تفسير الطبري مرجع الاولين وملاذا لكل طالب علم وكل باحث.. تميز بالموهبة والذكاء كان لا يقبل الرواية الا بعد تمحيص وتدقيق وبحث وكان لا يكتفي بلون واحد من التفسير بل اشتمل علي الوان من التفسير. ولد سنة224 ه/839 م في اقليم طبرستان وقال الخطيب البغدادي استوطن الطبري بغداد واقام بها حتي وفاته نشأ وتربي بين احضان والده الذي غمره برعاية خاصة عندما لمس فيه الفطنة والذكاء والرغبة في العلم فتولي العناية به ولم يبخل عليه بشئ. كان الطبري يتمتع بحافظة نادرة يجمع عدة علوم ويحفظ موضوعاتها.. تحلي الداعية الجليل والمربي الامام بالزهد والحذر من الحرام واجتناب المحارم وكان زاهدا في الدنيا وقنوعا يكتفي بالقليل عفيف اللسان متواضعا. بدأ الطبري طلب العلم بعد سنة240 ه واكثر الترحال فسافر إلي بيروت ثم إلي دمشق والمدينة المنورة ثم مصر وخراستان ثم استقر في بغداد. ومن اشهر شيوخه أحمد بن منيع البغوي, ويعقوب بن ابراهيم الدورقي, وعمرو بن علي, ومحمد بن المثني, ومحمد بن حميد الرازي. اشهر تلامذته احمد كامل القاضي, ومحمد بن احمد بن تبو بكر الضرير الرملي, وعبدالواحد بن عمر أبو طاهر البغدادي. الف الكثير من الكتب منها تاريخ الأمم والملوك, وأدب النفوس الجيدة والاخلاق الحميدة, وصريح السنه, مختصر مناسك الحج, كتاب القراءات وتنزيل القرآن, بسط القول في احكام شرائع الاسلام, كتاب المسترشد... احتلت تفاسير الطبري قلوب وعقول العلماء علي مر العصور منذ القدم وحتي الان واثني عليه الأئمة والمؤرخون والمفسرون.. وقال عنه بن كثير لو سافر رجل إلي الصين حتي يحصل تفسير محمد بن جرير لم يكن كثيرا. توفي سنة310 ه/923 م ودفن في بغداد.. وقد روي عن ابي الحسن هبة الله بن الحسن الاديب لابن دريد يرثي الطبري في قصيدة طويلة مطلعها: لن تستطيع لأمر الله تعقيبا وافزع إلي كنف التسليم وارض بما فاستنجد الصبر أو فاستشعر الحوبا قضي المهيمن مكروها ومحبوبا