لا شك أن الاساءة التي تعرض لها النبي صلي الله عليه وسلم المستمرة حتي الآن من خلال مجموعة من الحاقدين علي الإسلام فإنها تدل علي مدي الكراهية والعداء لأمة الإسلام ولنبينا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم, بل إن الأمر قد تجاوز الإساءة ليصل إلي الإهانة وتحدي مشاعر ملايين المسلمين في بقاع عدة من العالم, وعلينا أن نعلم أن هذه الاساءة ليست الأولي ولن تكون الاخيرة فمنذ بداية الاسلام والهجوم علي النبي لا ينتهي, وقديما قالوا ساحر.. كاهن.. كاذب.. مجنون.. فقير.. ابتر, وحديثا همجي ارهابي سفاح قاتل شهواني, لكن رغم كل هذه الإساءات يجب أن ندرك جميعا أنهم كلما اشتدوا علي النبي هجوما اشتد ذكره وعلا شأنه صلي الله عليه وسلم. في البداية تقول الدكتورة آمال يس أستاذ مساعد الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر, تطالعنا الصحف والأخبار بين الحين والحين باساءات موجهة لمعلم البشرية وهاديها ومنقذها من الضلال الرسول الكريم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم ما بين رسوم مسيئة وكاريكاتير وكتابة اسمه علي بعض النعال أو تسميته بأسماء بعض الحيوانات أو أفلام مسيئة أو تنظيم يوم عالمي لأقباط المهجر لمحاكمة رسول الإنسانية أو تمزيق المصحف الشريف أو حرقه أو اهانته من اناس, فلما هذه الهجمة الشرسة علي الإسلام وتشويه صورة الرسول حيث جاءت الشريعة والهداية الربانية علي يديه؟!, ولماذا الإسلام بالذات دون غيره من الأديان؟!, فلم اسمع أن شخصا سواء كان مسلما أو مسيحيا أو يهوديا يوما أهان الانجيل أوالتوراة أو أهان موسي أو عيسي عليهما السلام, فلماذا محمد صلي الله عليه وسلم ولماذا الهجوم علي اتباعه في كثير من البقاع تنكيلا وتقتيلا وتشريدا؟! إنه الحقد الدفين والكره المنقوت لمعلم الإنسانية كل القيم والأخلاق منذ صدع بدعوته ما بين خائف ما ورث من ابائهم من الكفر علي ملكه وسلطانه ووضعه الاجتماعي, لقد جاء معلم البشرية للقضاء علي عادات الجاهلية وتقاليدها الممقوتة وقضي علي الكفر والإلحاد والعادات المرزولة التي كانت متأصلة, وتعامل مع أصحاب الديانات الأخري بالرفق واللين والتعايش السلمي, ولكن العرض مرض يعمي ويصم ممن كان حريصا علي ملكه أو جاهه أو سلطانه يعز عليه أن يعيش في هذا الجو الروحاني والمباديء السامية, فالحقد يحرق قلبه والكراهية تكتم أنفاسه ولا يجد إلا طريق المؤامرات والكيد, هكذا عاش اليهود في المدينةالمنورة يرون لهم الفضل وأنهم أصحاب المال والجاه وانهم أهل الكتاب وهم يستنكرون علي الرسول الكريم الذي خرج مهاجرا من مكة إلي يثرب أن يكثر اتباعه يوما بعد يوم وهو الفقير المعدم انهم يرون ان الدنيا قد دانت له وكثر اتباعه كثرة لم يحدث لها مثيل لأي دين آخر, إنه الحقد علي الإسلام وأهله فالحقد ليس مستغربا علي من عموا وصموا وتعصبوا تعصبا أعمي, فالتعصب لا يعطي حقا ولا ينصف مظلوما بل يأكل صاحبه كما تأكل النار الحطب, اذن فليس الأمر بمستغرب لكل من قرأ التاريخ كيف كان حال اليهود في المدينة وكيف خرجوا منها بسبب تآمرهم علي الرسول الكريم ومحاولة قتله وتدبيرهم المكائد والتقليب علي المسلمين فما من كارثة تحدث للمسلمين الا ولليهود لهم فيها ضلع, فهذا حال اليهود في حياة الرسول صلي الله عليه وسلم ولم تتغير طبيعتهم بعد مماته, كلا ممن يقرأ التاريخ يعرف تاريخهم الاسود, إن ما قام به منتج أمريكي ومخرج أمريكي يهودي الديانة موله مائة من اليهود لصناعة فيلم يسيء للرسول عليه الصلاة والسلام ما هو إلا كشفا لما في الصدور من الحقد والعداء الذي لا يمكن أن تمحوه الأيام والسنين فقد بدأت العداوة والبغضاء من أقوالهم وما تخفيه الصدور أعظم أن ما نراه اليوم من تهجم علي رسول البشرية جميعا الذي بعثه الله تعالي للناس جميعا مبشرا ونذيرا داعيا إلي الله بإذنه وسراجا منيرا لا يمكن أن يلخص الدفاع عنه وقفات احتجاجية محمومة تأكل الأخضر واليابس في هجوم علي السفارات أو رشق الأمن بالحجارة أو اهدار أنفس بريئة وأموال ضائعة ونزيف لا ينهي من صناعة الممتلكات واتلافها, بل علينا أفرادا أو شعوبا أن نعلم الغرب وبالأخص من اليهود بأن المسلمين متحضرين يستطيعون التعبير عن غضبهم باسلوب حضاري لائق بعيدا عن العنف وعن طريق الاحتجاج الرسمي الدولي بما يمنع تكرار هذه الاساءات, فكم من مرة تم فيها الصراخ والتظاهر مكث ذلك مدة من الزمن يتناسي الناس ما صدر من اساءة حتي يتجدد الأمر بإساءة آخري, كذلك يمكن نصرة الرسول عن طريق مقاطعة البضائع الأجنبية وعدم إدخالها للبلاد ابتداء ومنع تداولها حتي تشعر هذه البلاد أن مصالحها مهددة وان اقتصادها سيضرب في الصميم فكم من مرة قاطعنا السلع الصادرة من الدول التي اساءت للرسول الكريم ثم تأتي الاعلانات المروجة لها أو نجد من يقول لا نجد غير هذه السلع ويستمر البعض حتي تهدأ الأمور إلي سابق عهدها كما أن الوقوف أمام السفارات لا يكفي بل علي الحكومات ان تعلن غضبتها العربية والاسلامية وتحذر من التكرار وتطالب بمحاكمة كل من يزدري الأديان, وأن نصرة رسول الله صلي الله عليه وسلم ليست بالكلام بل بالأفعال والاقتداء به في سلوكنا وتصرفاتنا ؤأعمالنا واحترامنا لذاتنا وديننا عن طريق تبليغ رسالته إلي أرجاء المعمورة ونشر سيرته العطرة وسيرة أصحابه ليري العالم كيف كان مسلك الرسول الكريم أن ما يفعله بعض المتعصبين الذين اساءوا إلي الرسول صلي الله عليه وسلم ممن عمت أبصارهم وعقولهم يقصدون اشغال الرأي العام وإثارة الفتنة بين المسلمين وبين أصحاب الديانات الاخري حتي تظل المنطقة في اضطراب مستمر وهذا كله يصب في مصلحة الصهيونية العالمية, فلابد أن نوحد الصفوف في مواجهة الاساءات المتكررة واتحاد الكلمة وعدم التفرق واتخاذ خطوات منظمة للشعوب والحكومات هو خير وسيلة للرد علي أعداء الإسلام. يؤكد الدكتور أيمن مهدي أستاذ ورئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع طنطا, أن المسلمين أصحاب رسالة أمرهم الله عز وجل أن يبلغوها للناس جميعا فقال تعالي( ولتكونوا شهداء علي الناس) فمقتضي هذه الشهادة يستوجب أن يقوم المسلمون بتبليغ هذا الدين, فالله عز وجل سوف يسألهم عن ذلك وسيحاسبهم عليه يوم القيامة, فالواجب علينا كاتباع النبي صلي الله عليه وسلم أن نعرف الناس مباديء ديننا وحياة رسولنا الكريم, فهؤلاء الذين تجرؤ علي مقام سيد الخلق صلي الله عليه وسلم واغضبوا رب البرية قبل أن نغضب نحن فهذا يرجع إلي استغلالهم فرصة جهل الناس بهذا النبي الكريم ذي الخلق العظيم الذي وصفه ربه في كتابه العزيز فقال( إنك لعلي خلق عظيم), ولو قمنا بدورنا وعرفنا الناس حقيقة نبينا صلي الله عليه وسلم لما فعلوا شيئا من ذلك.