ما أروع أن يؤدي الإنسان رسالته في الحياة علي أكمل وجه وأن يقدم كل ما لديه لوطنه أو كيان يعشقه ليصبح ماضيه مشرفا وناصعا ودافعا لمستقبل أفضل وليس هروبا من واقع مرير.. كلمات تنطبق علي اللواء عبدالعزيز قابيل الذي أجاد الدفاع عن سمعة وطنه محاربا في أعظم وأشرف معارك التاريخ عام1973 ورياضيا ترجم عشقه لبلاده لاعبا بارزا في صفوف الزمالك والمنتخب الوطني لفترة قصيرة بين نهاية أربعينيات وبداية خمسينيات القرن الماضي وإداريا أسهم في إنجازات رائعة للقلعة البيضاء والكرة المصرية.. واللواء قابيل يرفض الاكتفاء بما قدمه في الماضي, بل يحاول عرض الأزمات التي ضربت الرياضة المصرية ومعشوقه البيت الأبيض وإيجاد الحلول في هذا الحوار.. * في البداية سألناه: أين أنت الآن؟ ** أتابع أحوال الرياضة المصرية بشكل عام والزمالك بشكل خاص بعد أن أديت واجبي ورسالتي في الحياة علي أكمل وجه سواء في حياتي العملية كأحد رجال القوات المسلحة أو في مسيرتي بالحقل الرياضي التي شهدت تقلدي العديد من المناصب مثل نائب رئيس نادي الزمالك ونائب رئيس اتحاد الكرة ومدير عام نادي الزمالك بعد أن دافعت عن سمعة القلعة البيضاء كلاعب في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات التي شهدت مشاركتي ضمن صفوف المنتخب الوطني في دورة هلسنكي. * وبعد ابتعادك ما رأيك في الأحداث التي تشهدها الساحة الرياضية؟ ** بالتأكيد أشعر بالحزن علي ما تشهده الرياضة التي لم تعرف مثل هذه الحالة من الانفلات الأخلاقي وخرق القوانين من جانب بعض الجماهير التي اصطدمت بأنديتها وخرجت عن التقاليد والأعراف الرياضية بعد سلسلة من عمليات الاقتحام والتخريب وإثارة الرعب. * ومتي تستعيد الرياضة المصرية توازنها؟ ** لن تقوم قائمة للرياضة المصرية بشكل عام والكرة المصرية علي وجه الخصوص إلا بعد عشر سنوات علي الأقل وبشروط وضوابط. * وما هي هذه الشروط والضوابط؟ ** لابد من الالتزام أولا بالسلوك الرياضي وتوافر النظام والانضباط والتكاتف بين الرياضيين والجماهير والأمن وأن يعود مفهوم العمل التطوعي بعد أن اهتزت كيانات كبيرة بسبب عدم احترام القوانين مثل الأهلي والزمالك والإسماعيلي والاتحاد السكندري والمصري, وبعد أن أصبح الصراع علي رئاسة الأندية وعضوية مجالس إداراتها ليس من أجل تقديم الأفكار وإحداث التطوير بل للمظاهر والمصالح الشخصية. * وبشكل خاص كيف تعود الكرة المصرية لمكانتها الطبيعية؟ ** في أي عمل لابد أن نبدأ من القاعدة.. والقاعدة في كرة القدم تبدأ من الناشئين ولابد من الاهتمام بالبراعم وأن يتم تشكيل لجنة من قبل اتحاد الكرة تضم عددا من أصحاب الخبرة والموهوبين الذين عرفتهم الكرة المصرية لتجوب كفور ونجوع الجمهورية للبحث عن المواهب لتكوين قاعدة ناشئين قوية تحدث عملية تواصل الأجيال وسبق لي أن تطوعت برئاسة لجنة ضمت معي ريعو وعبدالفتاح عنبة وصبري المنياوي وقمنا بالبحث عن المواهب ونجحنا, ولابد من غرس القيم الرياضية وسلوكياتها في الناشئين. * ننتقل للحديث عن الزمالك.. ما رأيك في تراجع كرة القدم بالنادي؟ ** أولا الزمالك يمثل كيانا عريضا وقيمة كبيرة لعشاق الرياضة في مصر وإفريقيا والعالم العربي ويجب ألا نختزل الزمالك في كرة القدم فقط وبالرغم من ذلك أري أن الكرة في الزمالك تراجعت بسبب الخلل المالي والإداري وعدم وجود نظام. * كيف؟ ** علي سبيل المثال الزمالك يعاني أزمة مالية لكون الإيرادات أقل من المصروفات وفي ظل هذا الوضع المادي يسرع مجلس الإدارة للتعاقد مع لاعبين بمبالغ طائلة مثل أحمد حسن ورزاق ونور السيد وإسلام عوض وجنش وموندومو وهاني سعيد وأحمد الشناوي ومنهم من ترك التدريبات ومنهم من هدد بشكوي النادي لدي الفيفا في الواقع شي ومؤسف. * وما الحل من وجهة نظرك؟ ** لابد أن يبدأ الزمالك من قاعدة الناشئين وقطاع البراعم والمسئولية كبيرة علي محمود سعد مدير قطاع الناشئين بدلا من الاعتماد علي لاعبين كل ما يعنيهم حصولهم علي الأموال وليس التفاني في عودة الزمالك لمنصات البطولات وليس من المعقول أن يحرز الزمالك بطولة واحدة في8 سنوات وتاريخ الزمالك يؤكد أن إنجازاته دائما يحققها أبناؤه. * وهل تستطيع لجنة الكرة برئاسة حمادة إمام أن تعيد القلعة البيضاء إلي مكانتها الكروية؟ ** قد تكون خطوة علي الطريق الصحيح خاصة أنها تضم عددا من رموز الكرة المصرية مثل حمادة إمام ومحمود أبو رجيلة وإبراهيم يوسف وأيمن يونس وحازم إمام. * ولكن هل إذا كانت اللجنة تعمل باحترافية بمعني تقاضيها أجرا ألن يسهم ذلك في نتائج أفضل؟ ** مازلت أري أن الزمالك يمتلك أبناء لديهم الرغبة والقدرة علي خدمته متطوعين وليس من المنطقي أن تحصل اللجنة علي أموال في ظل الأزمة المالية للنادي. * وما رأيك في أداء ممدوح عباس رئيس النادي؟ ** ممدوح عباس تسلم النادي منهارا وهذا الانهيار بدأ بعد انتخابات عام2005 والمهمة شديدة الصعوبة ومازاد من صعوبتها تصرفات أعضاء مجلس الإدارة. * وما هذه التصرفات؟ ** الإعلان عن استقالاتهم للاستعراض أثناء سفر ممدوح عباس للخارج وبعد عودته يعلنون تراجعهم عنها.