في ظل الأزمة التي تعيشها السينما الآن وضعف الافلام المطروحة وسوء حالة دور العرض وأيضا سوء حالة الشوارع والمرورز اصبحت مشاهدة أفلام الزمن الجميل اعتبارا من منتصف القرن الماضي حتي بداية الالفية الثالثة هي المتعة الوحيدة لهواة السينما في المنازل بعيدا عن الزحام والضجة واتقاء لشر البهدلة بين جمهور السينما الغريب هذه الايام. لكن الايام التي تلت ثورة يناير حملت معها ظاهرة غريبة تتحدي مشاعر هذا الجمهور في المنازل واعني بها تكرار صورة الرئيس المخلوع في اعداد كبيرة من مشاهد الافلام في كل الفضائيات المحلية والعربية التي تبث هذه الافلام ومعها يجد المشاهد نفسه وهو في قمة الانسجام مع الفيلم والاستمتاع بأحداثه سواء كانت رومانسية, أو كوميدية أو اكشن يجتر مرارة الألم وهو يشاهد صورة الماضي الاليم معلقة علي جدار قسم الشرطة أو المصلحة الحكومية في مشهد من مشاهد الفيلم ان المخلوع ذهب بلا رجعة هو وأعوانه بعد تضحيات كبيرة من هذا الشعب الذي عاش في عهده معاناة لا تكفي كتب ومجلدات لوصفها فليس هناك مبرر الان ان نترك صورته تعكر صفو الامنين في بيوتهم وتفسد عليهم اوقاتا سعيدة يقضونها في بيوتهم. والحل الامثل الان لهذا الوجود الاجباري في الافلام ان تجمع القنوات الارضية والفضائية الافلام الموجودة لديها ومن خلال لجنة مشاهدة واخري فنية تمحو هذه الصورة من الشرائط وهذا امر وان كان مكلفا بعض الشئ لكنه ليس مستحيلا وله سابقة في تاريخنا السينمائي بعد ثورة يوليو مع صورة الملك المخلوع.