أثار خروج الفيلم المصري خالي الوفاض من مهرجاني الاسكندرية والأقصر السينمائيين قضية تدهور صناعة السينما في مصر وافتقارنا الآن لأفلام جيدة تستطيع المنافسة في المهرجانات العالمية. أثار خروج الفيلم المصري خالي الوفاض من مهرجاني الاسكندرية والأقصر السينمائيين قضية تدهور صناعة السينما في مصر وافتقارنا الآن لأفلام جيدة تستطيع المنافسة في المهرجانات العالمية. حول هذه القضية يدور هذا التحقيق الذي عرض اراء صناع السينما ووجهات نظرهم في البداية يطالب المخرج محمد القليوبي بضرورة إيجاد حل سريع لأزمة السينما بشكل عام وليس أزمة المهرجانات فقط وقال الحل الوحيد للخروج من هذا المأزق هو تدخل الدولة, لابد وأن تفيق الدولة من غفوتها وتدعم الأفلام لإنقاذ صناعة ضخمة مثل السينما لأن عدم وجود إنتاج سينمائي جيد هو السبب في حصول هذا الفراغ السينمائي وأيضا تسبب في إنتاج سينمائي ضعيف لا يرتقي إلي المهرجانات. ويؤكد الدكتور وليد سيف رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي ان خروج فيلم بعد الطوفان بدون جوائز من المهرجان ليس معناه أنه فيلم غير جيد ولكن معناه أننا كنا أمام لجنة تحكيم محايدة جدا وقال إن الفيلم فعلا جدير بدخول المسابقة والعرض والمناقشة وأن المسابقة لا غبار عليها ولدينا لجان اختيار مهمة ودقيقة ولا داعي للعقد التي تملأنا ناحية الفيلم المصري فمن المؤكد لدينا أفلام مهمة رغم الظروف التي تمر بها مصر الآن, نحن ننتج ما يقرب من25 فيلما ومن غير المعقول أنه لايوجد من بينها أعمال ترتقي للمهرجانات, كما أن هذا الفيلم تحديدا حصل علي جائزة أحسن فيلم من مهرجان الرباط السينمائي بالمغرب. وأضاف سيف قائلا القسوة الشديدة علي الفيلم المصري لو أن هدفها الارتقاء به فلا بأس بها اما اذا كانت بهدف الاستخفاف بما ننتجه من أعمال فإنني أرفض ذلك واستنكره أيضا. لابد وأن يعرف الجميع أن الفيلم الجيد نتاج مجهود جماعي, وعمل أفلام في ظل الظروف الراهنة تحد كبير وتعني أن الفن موجود مهما واجه من تقصير من الدولة وأعرب سيف عن استيائه من تخلي الدولة عن صناعة مهمة مثل صناعة السينما وقال نريد مزيدا من دعم الدولة للفن والفنانين إن كنا نحلم بعودتها لسابق عهدها. وأرجع الناقد علي أبو شادي خروج مصر بلا جوائز من مهرجاني الإسكندرية والأقصر إلي الإنتاج المحدود وإحجام بعض المنتجين عن إنتاج أعمال لها قيمة وأيضا توجيه رأس المال ناحية الدراما وقال لقد ترك هذا أثرا كبيرا علي الفيلم المصري فأصبح الإنتاج قليلا والاختيار بين القليل صعب للغاية وأضاف أبو شادي إن لم تكن لدينا أعمال للمشاركة تستحق أن نتنافس من خلالها نستطيع استبدال ذلك بالمشاركة في بدائل أخري داخل المهرجان مؤكدا أن أزمة السينما جزء من أزمة عامة سيطرت علي كل الصناعات في مصر. وأكدت لبلبة عضوة لجنة تحكيم مهرجان الإسكندرية أن الحكم علي السينما بعد خروج فيلم الطوفان غير منطقي وقالت السينما مرت بحالة ركود كبيرة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة الي مرت بها مصر وابتعاد كثير من المنتجين عن الساحة السينمائية وأعربت عن مدي تفاؤلها بحال السينما في المرحلة القادمة وتري أن المهرجانات تحدث حالة من الانتعاش السينمائي بغض النظر إن فوزنا بأي جوائز أم لا وأضافت طول عمرنا نحصل علي الجوائز من أهم المهرجانات وأظن سوف تعود قريبا جدا السينما المصرية لسابق عهدها من جديد. ويري المخرج أحمد يسري أن السينما في تراجع مستمر بسبب الموجة والتقليد الذي يتبعه صناع السينما فيما يقدمونه من موضوعات وقال مازالت الثورة لم تكتمل ولم نر نتائج مرضية لها بعد ورأينا طوفانا من الأعمال التي تناولتها وأتعجب من ذلك إذ كيف نناقش ثورة لم نر نتائجها بعد وعن خروج الطوفان من مهرجان القاهرة السينمائي قال يسري هذا منطقي ونحن أمام مهرجانات كل هدفها المجاملات والتكريمات مؤكدا أننا لم نسع لعمل أفلام تستحق خوض مهرجانات وتنافس علي الجوائز, وقال السينما تذهب بفضل أفكار البعض إلي القاع وبفضل أيضا من يسألونك عن كونها حلالا أم حراما.