أدلي السوادنيون أمس بأصواتهم في أول انتخابات تعددية تشهدها البلاد منذ24 عاما لاختيار رئيس جديد للبلاد ورئيس لحكومة جنوب السودان وأعضاء المجلس الوطني( البرلمان الاتحادي) وولاة25 ولاية.وشهد اليوم الأول للانتخابات التي تنتهي أعمالها غدا إقبالا ملحوظا من الناخبين, خاصة في الخرطوم عاصمة الشمال وجوبا عاصمة الجنوب ووقف الناخبون في طوابير طويلة للإدلاء في الانتخابات التي توصف بأنها تاريخية, كما أنها تشكل اختبارا حقيقا للوحدة الهشة لأكبر دولة إفريقية. وأغلقت مراكز الاقتراع رسميا في السادسة مساء لكن عمليات التصويت كانت مستمرة في بعض المراكز حيث سمح لمن يكونون موجودين فيها بالادلاء باصواتهم. وفتحت بعض مراكز الاقتراع في الوقت المحدد في الثامنة صباحا في الشمال كما في الجنوب, ولكن بدء عملية الاقتراع تأخر في بعض المراكز سواء في العاصمة او في الجنوب او في ولايات الشرق واقليم دارفور, كما افاد مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية ومرشحون. وافاد مرشحون لمنصب الوالي في ولاية جنوب دارفور في الغرب كما في ولاية كسلا في الشرق بعدم وصول بطاقات الاقتراع لمنصب الوالي الي بعض مراكز الاقتراع. وفي كسلا, قال مجذوب ابو موسي مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي-الاصل لمنصب الوالي, ان بعض المراكز لم تفتح ابوابها حتي الثانية عشرة وخصوصا في الريف. واضاف كذلك ان بعض المراكز لم تصلها بطاقة الاقتراع لمنصب الوالي. وافاد مصدر في القوة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور بأن الوضع كان هادئا, ولكن بعض المراكز شهدت مشكلات لوجستية. وتستمر عملية التصويت اليوم وغدا, ويتوقع ان تعلن النتائج بحلول يوم الاحد المقبل. وقال دنيك نيال المرشح لمنصب الرئاسة إنه من المبكر الحكم علي الانتخابات في يومها الأول, وأشار إلي أنه راجع كشوف الناخبين في دائرته الانتخابية بضاحية' أم بدي' بالخرطوم فوجدها مطابقة لما تم تسجيله في المفوضية القومية. وتوقع أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات أكثر من50% لانسحاب بعض الاحزاب والمرشحين. وأكد مسئولون سودانيون أن العملية الانتخابية تسير بشكل جيد حتي الآن, غير أنهم أقروا بوجود بعض المشاكل الادارية في عدد من المراكز الانتخابية وفي الخرطوم وقف الناخبون أو جلسوا في صفوف طويلة لأكثر من ساعة ليشاركوا في عملية التصويت المعقدة التي يتسلم الناخبون فيها ثماني بطاقات اقتراع في الشمال و12في الجنوب. وسري شعور بالحماس في شوارع جوبا لأن كثيرين يعتبرون أن الانتخابات مقدمة لاستفتاء علي استقلال الجنوب من المقرر إجراؤه في يناير2011. وينص اتفاق للسلام وقع عام2005 وأنهي اكثر من عقدين من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب علي إجراء الانتخابات والاستفتاء.