أحسن د. ياسر علي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية صنعا بالتأكيد علي أنه لاتوجد أية ترتيبات للقاء مرتقب بين الرئيس محمد مرسي والرئيس الأمريكي باراك أوباما..! فإنا شخصيا أري أنه لاجدوي من أي لقاء, في هذا التوقيت بالذات, مع البطة العرجاء أوباما, وهذه بالمناسبة ليست شتيمة. فالبطة العرجاء, وهي بالانجليزيةLameduck تعبير سياسي يطلق علي الرئيس الأمريكي, أي رئيس وليس أوباما بالذات, في السنة الأخيرة من فترة ولايته, لأنه لايستطيع أن يحصل علي أي دعم سياسي لتمرير أية قرارات أو مشروعات جديدة. وهذا المصطلح مقتبس من مصطلحات البورصة البريطانية ومعناه الافلاس..!! لذلك كله فإن لقب الرئيس الامريكي أوباما من الآن فصاعدا لحين الانتهاء من الانتخابات الامريكية قبل نهاية هذا العام هو البطة العرجاء..! وفي الحقيقة فإنني أري أن لقب البطة العرجاء يستحقه أوباما عن جدارة ليس في السنة الأخيرة من ولايته, بل في كل سنوات ولايته الأربع..! فأوباما لم يقدم لمنطقتنا أي شيء, ولم ينفذ ماوعد به لمصر ولا للقضية الفلسطينية ولاحتي للمجتمع الأمريكي, إلا وعده الذي قطعة علي نفسه لابنيته, بأحضار كلب لهما أسماه بوBo..!! فقد أتسم عهد أوباما بالكلام.. والكلام فقط, فقد وعد بتصحيح أخطاء بوش وتحسين صوره الولاياتالمتحدة, والعمل علي إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط, كما وعد بتقديم مساعدات لمصر وتونس.. إلا أن ذلك لم يتم تنفيذه حتي لحظة كتابة هذه السطور..! وزاد الطين بله أن أوباما في محاولة منه لمغازلة إسرائيل واللوبي الصهيوني أضاف لبرنامجه الرئاسي وعدا بجعل القدس عاصمة لإسرائيل, مع الالتزام بأمنها, أي إسرائيل, وهو هنا لم يختلف كثيرا عن ميت رومني المرشح الجمهوري المنافس له, بل ولا عن كل الرؤساء الامريكيين السابقين, والذين كانوا جميعا يؤيدون أن تكون القدس عاصمة لاسرائيل, إلا أن أيا منهم, ولاحتي بوش اكثرهم تشددا, جرؤ علي نقل السفارة الامريكية من تل أبيب إلي القدس. ويأتي ذلك في الوقت الذي كان فيه الرئيس أوباما لايفوت فرصة واحدة, منذ خطابه في جامعة القاهرة في الرابع من يونيو من عام2009, إلا ويؤكد تبني الولاياتالمتحدة لحقوق الشعب الفلسطيني والسعي لإقامة دولة مستقلة في إطار حل الدولتين. ومن أهم الخطابات التي ألقاها الرئيس أوباما طوال فترة ولايته, والتي حدد فيها بوضوح رؤيته للسلام في الشرق الاوسط, وسياسته تجاه مصر الخطاب الشامل الذي ألقاه في التاسع من عشر من مايو من العام الماضي. فقد وعد أوباما بوضوح بإعفاء مصر الديمقراطية من مليار دولار من ديونها, ومساعدتها علي استعادة إمكانية الدخول إلي الأسواق بقرض قيمته مليار دولار, مع العمل علي استعادة الأموال المهربة, وإنشاء صناديق للاستثمار في مصر وتونس علي غرار الصناديق التي دعمت عملية التحول والتغيير في شرق أوروبا بعد سقوط جدار برلين.. كما تعهد أن تبدأ هيئة الاستثمارات الامريكية الخاصة في الخارج قريبا, خدوا بالكم قريبا في تأسيس مؤسسة بتكلفة2 مليار دولار لدعم الاستثمارات الخاصة في دول المنطقة ومنها مصر..! وتعهد أوباما, ضمن ماتعهد في ذلك الخطاب الشامل, بأن تعمل أمريكا مع شركائها الأوربيين لدعم عمليات التحول الديمقراطي وتحديث الاقتصاد في منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا من خلال البنك الأوروبي للأعمال..!! كما تعهد باطلاق مبادرة شاملة للشراكة في التجارة والاستثمار في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا..!! وكل تلك الوعود والعهود لم ينفذ منها أوباما أي شيء, بل كانت كلها كلاما في كلام ذهب أدراج الرياح..! وإذا تركنا ملف العلاقات الاقتصادية المصرية الامريكية جانبا, وانتقلنا إلي ملف أزمة الشرق الاوسط والدور الامريكي لإنهائها, فإننا سنجد أيضا أنه حفل بالوعود والكلام الذي لم يقدم ولم يؤخر..! فعلي الرغم من أن أوباما حدد بوضوح أسس حل القضية, من وجهة النظر الامريكية, وهي قيام دولتين بحدود فلسطينية دائمة مع اسرائيل والأردن ومصر علي أساس حدود عام1967, مع تبادل متفق عليه في الاراضي, بحيث يتم إنشاء حدود آمنة معترف بها للدولتين, إلا إنه أكد أنها لن تحل الصراع, لأن هناك قضيتين علي قدر بالغ من الاهمية تقفان عقبة أمام نجاح المفاوضات وهما مستقبل القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين. واعترف أوباما بأنه فشل فشلا ذريعا في التقدم في عملية السلام بسبب استمرار أنشطة الاستيطان الاسرائيلية, وانسحاب الفلسطينيين من المحادثات, وفوق كل هذا وذاك المصالحة بين فتح وحماس..! أي أن المحصلة صفر.. في كل الملفات التي تهم مصر والمنطقة, والقضية الفلسطينية لكنني مع ذلك, لا أري أن ميث رومني المرشح الجمهوري أفضل حالا من أوباما البطة العرجاء, بل إنه اكثر تشددا وانحيازا لإسرائيل لذلك كله, لانملك إلا أن نأمل بنجاح البطة العرجاء أوباما وفوزه بفترة رئاسة ثانية عله يصحح ما أخطأ فيه, وينجح فيما فشل فيه تجاه مصر والمنطقة.. اللهم آمين!