مع مزيج من الحسابات الخاطئة بسبب التصلب الأيديولوجي بين الجمهوريين والديمقراطيين كان الشقاق السياسي في الادارة الأمريكية ينبيء بكارثة خلال مواجهة عام2011 علي سقف الدين الفيدرالي وذلك وفقا لكتاب جديد للصحفي الأمريكي بوب وودوارد. ثمن السياسة.. المعركة السياسية مع الجمهوريين في الكونجرس هو الكتاب رقم17 للصحفي وودوارد ومن المقرر نشره الاسبوع الحالي يوضح ان الرئيس الامريكي باراك أوباما كان يسعي إلي خطة مالية لإنقاذ البلاد لكنه فوجيء أنه يجب عليه أن ينتظر ليستمع إلي الجمهوريتي بعدما استولوا علي الكونجرس. يظهر كتاب وودوارد عودة الكونجرس كقوة سياسية للجمهوريين لأول مرة علي مدي عقود وطبقا للكتاب تحول ميزان القوي علي الأقل مؤقتا إلي السلطة التشريعية خلال العامين الماضيين. ساعد ذلك وفقا للمؤلف علي فشل إدارة أوباما في تعزيز التحالفات الداخلية واكتشافه أنه بحاجة لتعويض انتصار الحزب الجمهوري الضخم في انتخابات2010 النصفية مما جعل الجمهوريين يسيطرون علي مجلس النواب بنحو63 مقعدا جديدا وهو أكبر معدل منذ عام1930. توقيت صدور الكتاب قبل شهرين فقط من الانتخابات الرئاسية في أمريكا يعد أكبر تحد لأوباما في مواجهة منافسة الجمهوريين حيث رومني يتضمن الكتاب سلسلة من مشاهد من قاعات الإجتماعات والمكالمات الهاتفية بين أوباما والجمهوريين ويكشف مهارات أوباما التفاوضية وقدرته علي فهم خصومه. وكانت أكبر أزمة يواجهها أوباما العمل سريعا لسد فواتير الحكومة من الديون التي تتجاوز24,3 تريليون دولار, وقتها تفاوض أوباما مع جون بوينز السناتور الجمهوري ووجد مستشارو أوباما ضرورة تحذير رئيسهم من المخاطر السياسية للتعامل المباشر مع زعيم الحزب الجمهوري. كان أوباما يعمل علي التواصل لصفقة كبري مع بوينز لخفض العجز الأقتصادي ونجح في الحصول علي موافقة علي حزمة من الايرادات الجديدة إلا انه فشل في اقناع مساعديه بها. وقال وودوارد في الفصل الأخير من الكتاب ان أوباما وبوينز خطآ في تعاملهما مع الأزمة المالية حيث لم يتخلا عن قناعاتهما الثابتة والعقائد الحزبية بدلا من اصلاح المشكلة المالية, وعندما لاقي خطر الإصلاح مقاومة من القادة الأخرين للأحزاب لم تعد خطة الحل تقف علي أرض الواقع. ودعا المؤلف لتغليب المصالح الوطنية علي أيديولوجية الأحزاب وخلافاتها. تقول صحيفة واشنطن بوست التي عرضت الكتاب انه ظهرت روايات كثيرة عن انهيار المحادثات بين أوباما وبوينز في العديد من وكالات الأنباء خاصة مجلة نيو تايمز. كما يوثق المؤلف حالة الفوضي داخل البيت الحزبي الجمهوري خاصة انعدام الثقة بين بوينز زعيم الأغلبية في مجلس النواب وإريك كانتور عن ولاية فيرجينيا حيث أبقي بوينز في الظلام محادثاته السرية مع أوباما. أصر الجمهوريون علي عدم الموافقة علي خطة قصيرة الأجل لتحسين الاقتصاد بينما كان أوباما غاضبا واصفا ذلك بتوجيه مسدس نحو رأس الاقتصاد. يقدم الكتاب سردا داخل جلسات التفاوض التي استمرت أسابيع حيث أشرف جون بايدن نائب الرئيس أوباما علي جزء من جهود الادارة الأمريكية لإنهاء جهود سقف الديون. وفي اجتماعات بايدن مع الجمهوريين حدد الجانبان أكثر من تريليون دولار لخفض الانفاق. كان وودوارد 69 عاما قد ألف عدة أعمال عن كواليس الادارات الرئاسية الأمريكية التي تعود إلي أوائل السبعينيات كان أشهرها كتاب حول فضيحة ووترجيت التي أدت إلي استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون عام1974 وذلك لأول مرة في تاريخ البيت الأبيض.