قبل ساعات من انطلاق اجتماعات المجلس الوزاري للمياه بدول حوض النيل بشرم الشيخ غدا انتهت وزارة الري ممثلة في معهد بحوث الشواطيء من اعداد دراسة متكاملة حول التعامل مع التغيرات المناخية وسيناريوهات غرق الدلتا. وينفرد' الاهرام المسائي' بنشر الدراسة قبل عرضها علي وزير الري الذي يقوم بدوره برفعها الي رئيس مجلس الوزراء. يقول الدكتور ابراهيم الشناوي مديرمعهدبحوث الشواطيء: ان المعهد قام بدراسة قضية هبوط الدلتا وأثر ذلك علي منسوب سطح البحر وذلك اعتمادا علي بيانات الحفريات الأثرية والقياسات الحقلية حيث خلصت الدراسة الي أن هناك هبوط مستمرا بالدلتا ويرجع ذلك للانضغاط المستمر لطبقات الطمي السميكة بالدلتا. إلا أن الهبوط يتراوح ما بين,4 مم/السنة في الإسكندرية و3.5 مم/ السنة في بورسعيد ويرجع هذا الهبوط الي أوزان الطبقة الرسوبية والحركات الأرضية وانخفاض منسوب المياه الجوفية. وقال د. الشناوي: انه تم ايضا و بالتعاون مع معهد دلفت الهولندي إعداد دراسة في الفترة من(1988-1992) عن تأثير تغير منسوب سطح البحر علي كل الشواطئ المصرية. وقد حددت هذه الدراسة المناطق والنظم البيئية المعرضة للخطورة بمناطق البحر المتوسط والبحر الأحمر في حالة افتراض زيادة منسوب سطح البحر بارتفاعات تتراوح بين1.00 متر و3.00 أمتار. كماقام المعهد بالاشتراك مع المشروع الانمائي للأمم المتحدة وجهاز شئون البيئة في عام2008/2007 بإعداد دراسة تفصيلية عن تأثير التغيرات المناخية علي مناطق دلتا النيل حيث أجريت الدراسة باستخدام القياسات الحقلية للمعهد وكذلك استنادا علي سيناريوهات ارتفاع درجة الحرارة حتي عام2100 م. 3 سيناريوهات واعتمادا علي هذه القياسات والدراسات الحقلية والبيانات المتاحة لدي المعهد- والكلام للدكتور ابراهيم الشناوي- فقد تم استحداث' موديول' بثلاثة سيناريوهات عن واقع المنطقة الشاطئية بمحدداتها الطبيعية والصناعية من جسور ترعة السلام وجسور النيل وحائط محمد علي ومناسيب جسور( محيط) البحيرات وسلاسل الكثبان الرملية الممتدة علي شواطئ الدلتا وبافتراض عدم تدخل الدولة باي سياسات مستقبلية للتخفيف من تأثير التغيرات المناخية, السيناريوهات الثلاثة ونتائجها هي: 1- السيناريو الاول: وهو يفترض استمرار معدلات الزيادة في منسوب سطح البحر بنفس معدل الزيادة خلال القرن الماضي وتم استخدام بيانات منسوب سطح البحر المسجلة عند الإسكندرية والبرلس وبورسعيد حيث أفادت النتائج أن الدلتا ستفقد مساحة184 كم2 بنسبة74 و0%( أقل من1%) حتي عام2100 في منطقة دمياطالجديدة والشريط الرملي الواقع شمال بحيرة المنزلة وشمال بحيرة البرلس, شكل(1). وبناء علي ذلك سوف نفقد6.13 كم2 من الاراضي الزراعية الخصبة و98.0 كم من الطرق و1.62 كم من المصارف بالإضافة إلي تهجير165 تجمعا سكنيا. 2- السيناريو الثاني( أقل سيناريوهات): ويفترض هذا السيناريو ارتفاع درجة الحرارة بمقدار8 و1درجة مئوية حتي نهاية هذا القرن حيث أفادت النتائج أن الدلتا ستفقد حوالي243 كم2 بنسبة97 و0%( حوالي1%) من مساحتها بنهاية هذا القرن والمناطق المعرضة للخطر هي المناطق المستنتجة من سيناريو المعهد(CoRIScenario) بزيادة طفيفة في منطقة وسط الدلتا, شكل رقم(2). وبناء علي ذلك سوف نفقد12.6 كم2 من الاراضي الزراعية الخصبة و106.7 كم من الطرق و7.10 كم من المصارف بالإضافة إلي تهجير171 تجمعا سكنيا. 3- السيناريو الثالث( أعلي سيناريوهاتIPCC): ويفترض هذا السيناريو ارتفاع درجة الحرارة بمقدار4 درجات مئوية حتي نهاية هذا القرن حيث أفادت النتائج أن الدلتا ستفقد3% من مساحتها( حوالي761 كم2) بنهاية هذا القرن حيث ستعاني المنطقة الممتدة بين جمصه و دمياطالجديدة و مناطق شرق وغرب رشيد من فيضان البحر, شكل رقم(3). وبناء علي ذلك سوف نفقد249.4 كم2 من الاراضي الزراعية الخصبة و205 كم من الطرق و320 كم من المصارف بالإضافة إلي تهجير252 تجمعا سكنيا. سياسات التكيف بناء علي نتائج الدراسات وتحديد الأماكن الأكثر خطورة لفيضان البحر فإن الدراسة تقترح الأتي: 1- المحافظة علي نظم الكثبان الرملية وتثبيتها( بالتشجير أو أي أسلوب علمي آخر). 2- تعتبر البحيرات الشمالية( المناطق الرطبة) من أهم نظم التكيف حسب تقرير ال(IPCC-2007) لذا تجب المحافظة عليها والعمل علي رفع جسور محيطها من كل الاتجاهات بما لا يقل عن مترين عن منسوب سطح المياه بها. 3- المحافظة علي حائط محمد علي ووضعه تحت المراقبة المستمرة خاصة بعد النوات. 4- عدم وضع خطط تنموية في مناطق الشريط الساحلي الواقع بين بحيرة المنزلة والبحر وبحيرة البرلس والبحر. 5- زيادة الوعي بأهمية الكثبان الرملية لدي مسئولي المحافظات الساحلية. 6- بناء القدرات للعاملين بالدراسات والأبحاث الخاصة بوضع سياسات التكيف مع مشكلة تغير المناخ. الخلاصة وقد خلصت الدراسات إلي أن تغير المناخ عملية مستمرة علي مدار الأزمان وستستمر في المستقبل ولكن بمعدل بطئ يمكن التعامل معه ويمكن التحكم في آثارها خاصة أن المحددات الطبيعية تجعل تأثيرات تغير المناخ علي سواحل دلتا نهر النيل بسيطة جدا(1%-3% من مساحة الدلتا خلال مائة عام) إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء من سياسات التكيف المقترحة. علما بان الدولة قد خطت خطوات كثيرة في مجال حماية الشواطئ من تأثيرات التغيرات المناخية منها علي سبيل المثال مشاريع الحماية الممتدة علي سواحل الدلتا من الإسكندرية وحتي العريش. التوصيات 1- توصي الدراسة بمزيد من الدراسات التفصيلية للمناطق المعرضة للخطورة لتحديد حدود تلك الأماكن بدقة ومدي تأثير ذلك علي السكان والمناطق الزراعية والثروة الحيوانية والصناعية والوقوف علي أفضل سبل الحماية لكل منطقة علي حده. 2- بناء القدرات والثقة في مجتمعاتنا البحثية فيما يخص تغير المناخ وتأثيراته المختلفة. 3- أثبتت الدراسة أن خطورة ارتفاع منسوب سطح البحر علي المناطق الساحلية محدود ويمكن التحكم فيه والتكيف مع آثاره علي الشواطئ إلا أن هذه المشكلة لها تأثيرات جانبية أخري يجب الاهتمام بدراستها منها. - تأثير ارتفاع منسوب سطح البحر علي ملوحة المياه الجوفية. - تأثير التغيرات المناخية علي نظم النحر والترسيب وخاصة بالبواغيز ومصبات فرعي نهر النيل. - تأثير التغيرات المناخية علي نظم الأمواج والتيارات البحرية والثروة السمكية. - تأثير ارتفاع منسوب سطح البحر علي النظم الايكولوجية بالبحيرات الشمالية. - تأثير ارتفاع منسوب سطح البحر علي نظم الصرف بشمال الدلتا. - تأثير ارتفاع منسوب سطح البحر علي البنية الأساسية بالمناطق الساحلية. - تأثير التغيرات المناخية( ازدياد درجة الحرارة) علي معدلات البخر من البحار والمحيطات وتأثير ذلك علي الخواص الفيزيائية لماء البحر والدورة الطبيعية للبحار والمحيطات. - تأثير زيادة درجة الحرارة مع دور الفيتوبلانكتون بالبحار والمحيطات علي امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين.