تنتشلنا الأحداث الرياضية في بعض الأحيان من واقع المجتمع الذي نحياه.. فبينما تحرص جرائد المعارضة علي الجري وراء د. البرادعي وماذا قال؟.. وأين ذهب؟.. ومن قابل. واجتمع به؟.. والمؤيدون له وابراز حالات الاعتصام أمام مجلس الشعب وأمام نقابة الصحفيين الذين لا يتعدي عددهم العشرات في محاولة لتهييج الرأي العام ضد النظام والحكومة تأتي أحداث الأربعاء الماضي الرياضية لتختفي أو لتصرف نظر الجميع عن د. البرادعي وآرائه ومؤيديه و6 أبريل وما تريده بعدا ختفاء نور وكفايته. احداث مباراة الزمالك واتحاد الشرطة طغت بتفاعلاتها علي جميع الأحداث.. تأتي في مقدمتها وتمهيدا لها فرحة الزملكاوية بتعادل الأهلي والمقاولون ليقل عدد النقاط التي تفصل بين فريقهم والمنافس أملا في أن يحقق فريقهم الفوز ويصل الي المنافسة الحقيقية علي احراز اللقب.. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ويقع فريقها هو الآخر في مطب التعادل الصعب المرير مع فريق الشرطة الذي ظل متقدما بهدف حتي الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع بهدف شيكابالا الذي انقذ الفريق من زيادة عدد النقاط لا تقليلها.. وازاء اعتداء جماهير الزمالك علي الملعب وتحطيم كراسي الاستاد وقذفها علي مساعد الحكم والغلو في الهتافات البذيئة والمتدنية علي حكم المباراة ولاعبي الفريق الخصم وازدياء حدة توترهم مع اقتراب صافرة النهاية توقفت المبارة لحين السيطرة علي انفعالات الجماهير التي كانت تمني النفس بالفوز يقلل الفارق بينهما وبين الأهلي وبالتالي زيادة طموحهم في الفوز بمباراة القمة وتعرض الأهلي لأي كبوة تجعلهم يقتربون من المنافسة الحقيقية. هذا ما حدث اثناء المباراة.. أما ما حدث بعدها فهو الكارثة الأخلاقية التي قادها أحد طرفي التوءم باعتدائه وبعض لاعبيه علي أفراد الجهاز الطبي والفني للفريق المنافس وهو الوجه القبيح للتعصب الأعمي واللا أخلاق الرياضية التي تريد المكسب بأي شكل دون الاهتمام بالأسباب الحقيقية التي أدت الي هذا الموقف المتأزم. في النهاية.. لم تعد الملاعب مكانا للتنافس الشريف وإنما أصبحت ميادين حرب غوغائية تفتقد الرياضة طعمها الحلو عند الفوز أو طعمها المقبول عند تلقي الهزيمة,, وهذا هو الفارق بيننا وبين من يفهمون. [email protected]