غريب بالفعل أمر الشارع الرياضي في مصر, فالأحداث متلاحقة ولا أحد يعرف من يلعب للصالح العام ومن منهم يلعب للصالح الخاص وأي منهم يخشي علي تراب هذا البلد وأي منهم يعمل علي بيع ذهب هذا البلد. فالسيد العامري فاروق وزير الدولة للرياضة لم يكد يمر عليه24 ساعة في موقعه حتي استعاد خصوم الماضي القريب, رافضا نسيان ما كان عليه وما تعرض له في الجمعية العمومية الأخيرة لاتحاد الكرة عندما حاول إعادة مناقشة بند في اللائحة كان قد تم التصويت عليه قبل وصوله المتأخر وما كان منه بعد الرفض إلا أن أكد أنه يمثل النادي الأهلي وله الحق في إعادة المناقشة من جديد فكان نهر الجمعية العمومية له وكذلك مسئولو الاتحاد في ذاك الوقت. فحاول السيد الوزير عقاب من تهجم عليه بالقول من بوابة الحل ولم نجن من رعونة هذه القرارات إلا التوبيخ في خطابات رسمية من الفيفا وسخرية من سذاجة القرارات التي تم إلغاؤها بصورة مؤسفة لوزير في أول أيام عمله في الوزارة. ومن الوزير إلي ألتراس الأهلي الذين نصبوا من أنفسهم حاكما علي مستقبل الكرة المصرية حيث أعلنوا أمس وبشكل غير مقبول عن رفضهم لقرارات اتحاد الكرة باستئناف نشاط الكرة المصرية من خلال إجراء قرعة مسابقة الدوري الممتاز بعد أن تم التوصل لاتفاق مع النادي المصري بشأن عدم مشاركته في الموسم الجاري وتأجيل تنفيذ قرار المحكمة الرياضية الدولية للموسم المقبل حرصا علي هدوء الأوضاع. فقامت الجماهير بإقتحام اتحاد الكرة بشكل غير لائق رافضة عودة أي نشاط إلا بعد القصاص من مرتكبي جريمة قتل جماهير الأهلي في ستاد بورسعيد. الموقف جد خطير ولا بد من الضرب بيد من حديد خاصة إذا ما كان المنطق هنا منطقا أعرج غريبا خاصة بعد أن سمح جمهور الأهلي لفريقه باللعب في منافسات دوري أبطال إفريقيا وسمح لأولياء أمور شهداء مجزرة بورسعيد بممارسة نواحي حياتهم الطبيعية ورفض أن يمارس العاملون في حقل الساحرة المستديرة تلك اللعبة التي أصبحت بالفعل صناعة بعد دخولها عالم الإحتراف. السؤال هنا لجماهير الألتراس ومن يشجعهم: أين كنتم عندما مات المئات في حادث العبارة وغيرهم في حوادث القطارات وغيرهم من الذين راحوا ضحية للإهمال وللتآمر, ولماذا لم يكن موقفكم بهذا الحسم وهذه القوة وهذا الجبروت ؟!!!