يعاني العشرات من المعتقلين المصريين في السجون السعودية من المعاملة السيئة لهم من الجهات الامنية وقضي بعضهم أكثر من10 سنوات في السجون دون اتهامات محددة, أو اجراء محاكمات لهم, وفشلت كل محاولات اسرهم في التوصل لحل عن طريق الخارجية المصرية, ولم تجد أسر المعتقلين سوي تنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية سواء أمام السفارة السعودية أو مبني الخارجية المصرية, ومؤخرا قضت محكمة سعودية بالسجن والجلد500 جلدة علي سيدة مصرية تدعي نجلاء وفا بسبب خلافات مع اميرة سعودية كانت شريكة لها في شركة استثمارية. وتعقد اليوم رابطة أهالي المعتقلين المصريين في السجون السعودية مؤتمرا صحفيا بنقابة الصحفيين, وذلك للكشف عن اخر المستجدات في القضية. ويقول الدكتور يحيي وفا والد نجلاء إن ابنته حصلت علي دورات تدريبية في اليابان في فنون تنسيق الزهور عندما كانت تعيش هناك مع زوجها, لمدة8 سنوات كاملة وبعدها, سافرت للسعودية واقامت هناك سبع سنوات وقامت بفتح محل لبيع الزهور ونظرا لأنها حصلت علي شهادات عالمية في فنون تنسيق الزهور, نجح مشروعها بشكل كبير, وبدأ نشاطها في التوسع في السعودية في فترة زمنية بسيطة, وبعد توسع نشاطها قامت بمشاركة سيدة سعودية في المحل, ثم بدأت ابنته في إقامة تجهيزات خاصة لحفلات بعض الامراء السعوديين فتعرفت ابنته علي أميرة سعودية, في احدي الحفلات, وبعد فترة بسيطة طلبت الأميرة السعودية من نجلاء الدخول معها في تأسيس شركة كبري في مجال عملها, وبالفعل بدأ تجهيز الشركة الكبري علي نفقة ابنته, واصبح حجم عملها بالملايين, في فترة بسيطة. وفي احدي المكالمات الهاتفية قالت نجلاء انها تتعرض لضغوط من حاشية الاميرة, حيث طالبت الاميرة نجلاء بتأسيس مطعم بقيمة2 مليون ريال سعودي, لم تدفع فيها الاميرة مليما واحدا وفجاة طالبتها الاميرة بدفع شيك بقيمة2 مليون جنيه, وأضاف الدكتور يحيي أثناء زيارة ابنته لمصر لحضور حفل زفاف احدي اخواتها, قام العاملون بالشركة بالاتصال بها وابلاغها ان بعض افراد حاشية الاميرة السعودية, قاموا بالتفتيش في الشركة وقاموا بالاستيلاء علي بعض الاوراق والمستندات الخاصة بالشركة, بعد شهرين من عودتها إلي الرياض, تم توقيفها واتصلت بنا وبدت عليها الدهشة قائلة: هيحبسوني خميس وجمعة, أنا مش فاهمة ليه كل ده لتنقطع اتصالاتها علي مدار شهر كامل لم نكن نعرف عنها أي شيء, وحتي الحكومة المصرية لم تكن تعرف أي معلومات عن توقيفها. وأشار الي ان نجلاء ظلت رهن الاحتجاز علي مدار سنة و8 شهور دون أن توجه لها أي تهمة, رغم أن أقصي مدة توقيف في المملكة العربية السعودية لا تتجاوز6 أشهر, وحققت السلطات السعودية معها دون أن تسمح لها بتوكيل محام أو حتي تتواصل مع سفارة بلدها, وبعدها بدأت مفاوضات الصلح عن طريق محامي الاميرة الذي طلب منا دفع قيمة الشيك2 مليون ريال و2 مليون ريال اخري في حال نشر أي معلومة عن الموضوع في وسائل الاعلام, رفضت الاسرة شروط محامي الاميرة, لأن نجلاء لها اموال عند الاميرة السعودية. وأضاف والد نجلاء أنه قام بإبلاغ وزارة الخارجية المصرية ونظم اكثر من50 وقفة احتجاجية سواء امام الخارجية أو امام السفارة السعودية, وقدمنا العديد من الشكاوي والاستغاثات الي الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية في ديوان المظالم ولم تحقق تلك الاستغاثات أي شيء في حل الازمة, مما دفع نجلاء إلي الدخول في اضراب عن الطعام منذ ايام بعد جلدها500 جلدة, بدون أن يتحرك ساكن للمسئولين في مصر. قصة أخري يرويها ممدوح الدمرادش قنصل مصر السابق في جدة والد المهندس عبد الله الدمرداش, قائلا: إن ابنه معتقل منذ اربع سنوات في السجون السعودية ولم يقدم للمحاكمة او حتي يدافع عنه محام, وتعرض لأبشع صور التعذيب والاعتداء البدني, بدأت القصة في3 يونيو2008 بعد6 شهور فقط من زواجه, حيث كان يعمل في السعودية مهندس بترول في شركة في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية, في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا قامت مجموعة من رجال المباحث ومعهم ابني, بتفتيش الشقة السكنية الخاصة به, وكانت اخر مكالمة من عامين ونصف العام, وقضي تلك الفترة في الحبس الانفرادي ولا نعلم عنه شيئا, وقمنا بالعديد من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية ولكن بدون فائدة. وقال الدكتور همام ناصر شعبان القسطاوي, ان والده قضي في السجون السعودية5 سنوات, حيث كان يعمل مديرا اداريا في احدي دور النشر السعودية, في13 يونيو2007, تم اعتقاله بدون محاكمة بتهمة نشر افكار متشددة, بالرغم من كونه موظفا في دار النشر وليس المسئول عن محتويات الكتب, وأسرتنا تتكون من11 فردا, وهو حاليا في سجن أبها السعودي. وقالت ماجدة رزق الطرهوني, ان شقيقها الدكتور محمد رزق الطرهوني الداعية الاسلامي سجن في السعودية من6 سنوات, وتم القبض عليه بسبب نشر مقال علي الانترنت يوضح فيه الحكم الشرعي للجهاد في العراق بعد الغزو الامريكي للعراق, وتم وضعه في السجن بدون محاكمة لمدة سنتين, وبعدها قدم الي محاكمة سرية لا يعرف عنها احد شيئا, ولم يسمح له بتقديم محام ثم حكم عليه بالسجن10 سنوات, قضي منها6 سنوات في الحبس الانفرادي لا يسمح له باستخدام الهاتف الا مرتين في الشهر, وفي اخر مكالمة قال انه يتعرض للتعذيب البدني, وبعدها منعت عنه الاتصالات الهاتفية ولم نعرف عنه شيئا بعدها. وقال صادق شقيق ابراهيم السيد محمد الصادق, إن أخاه اعتقل منذ خمس سنوات في المملكة العربية السعودية ويبلغ من العمر الان28 عاما, وكان في الجامعة الاسلامية في السنة النهائية, واثناء دراسته في الجامعة تزوج ن وعندما قامت السلطات السعودية باعتقاله, كانت زوجته حاملا وطول هذه الفترة لم يري ابنته التي بلغت من العمر6 سنوات, وفشلت الخارجية في حل مشكلاتنا. وقال محمد نجل يحيي عمر مسعد, إن والده تم اعتقاله منذ6 شهور وانقطعت أخباره ولا نعرف السبب في اعتقاله, مشيرا الي انه كان يسافر الي السعودية كل حج منذ6 سنوات للعمل هناك ويعمل سائقا في احدي الشركات السعودية, وفي نوفمبر2011 حدث عطل في الاتوبيس وتصاعد الدخان فنزل جميع الركاب من الاتوبيس الا رجل وزوجته, وحكم علي والدي من جانب السلطات السعودية بدفع الدية لاهالي المتوفين بسبب اشتعال الاتوبيس بالكامل, وقضت المحكمة بان الحادث لا توجد به شبهة جنائية نهائيا وبعدها لم يعد والدي الي مصر ولا نعرف سبب اعتقاله. واضاف محمد شقيق ابراهيم عبد اللطيف, أن شقيقه معتقل في السجون السعودية منذ سبع سنوات ونصف, وان شقيقه سافر الي السعودية في نوفمبر2004, للعمل نجار موبيليا لدي كفيل يدعي عبد الله ابراهيم السويد في القصيم وقام اخي بدفع20 الف ريال سعودي الي الكفيل من اجل استخراج اوراق السفر الي فرنسا, وبعدها نصب الكفيل علي شقيقي ورفض دفع الفلوس له ويعدها اختفي شقيقي تماما, ولا نعرف سبب اعتقاله. وقال عشماوي يوسف عشماوي, ان ابنه يعمل مهندس كمبيوتر في شركة سعودية وهو خريج حاسب الي2004 وحاصل علي العديد من الدورات التدريبية من الاتحاد الاوروبي, سافر الي الرياض عام2007 للعمل هناك, وتم سجنه بتهمه التضامن مع الشعب العراقي ضد العدوان الامريكي ورفض احتلال دولة عربية, وقضي في السجن ثلاث سنوات ونصف قمنا في خلالها بتنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية امام الخارجية والسفارة السعودية بالقاهرة وغيرها, وبعد الثورة تدخل السفير محمد كامل عمرو وزير الخارجية وصدر قرار بالافراج عن ابني, منذ شهور وحتي الان لم يعد الي مصر ولكنه اصبح خارج السجن ويقيم في فندق طبقا لتعليمات الامن السعودي لحين انتهاء فترة المراقبة. وقال الدكتور خالد سعيد, المتحدث الرسمي باسم الجبهة السلفية, إننا قمنا بالعديد من الوقفات الاحتجاجية امام وزارة الخارجية وامام السفارة السعودية من أجل المطالبة بالافراج عن المعتقلين المصريين في السعودية, وقمنا برصد أكثر من80 حالة اعتقال, ولكن هناك تقديرات تشيرالي ان عدد المعتقلين المصريين في السجون السعودية يتراوح ما بين500 الي600 معتقل, بدون ان يقدموا إلي المحاكمات أو توجه لهم تهم محددة, مشيرا الي ان الجبهة السلفية حاولت مع أسر المعتقلين أكثر من مرة مقابلة السفير السعودي بالقاهرة ولكنه رفض مقابلتنا واضاف سعيد أن الجبهة السلفية سوف تقوم بتنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية في الفترة القادمة مع اسر المعتقلين. وقالت شيرين فريد, منسقة رابطة اهالي المعتقلين, أن الاعتقالات التي قامت بها السلطات السعودية للمصريين بدون محاكمة تتعارض مع قانون الاجراءات لانه لا يجوز اعتقال شخص أكثر من6 شهور, بينما تقوم السلطات السعودية باعتقال المصريين وتعذيبهم في السجون بدون ان يقدموا للمحاكمة و يتم تعذيبهم وذلك يتنافي مع مواثيق حقوق الانسان الدولية, والهدف من تأسيس رابطة اهالي المعتقلين هو الدفاع عنهم وذلك لأن السلطات السعودية والخارجية المصرية يحاولون إخفاء الجرائم التي ترتكب في حق المصريين في هناك.